المحتوى الرئيسى

مشهد صيفي حار لعقيلة راتب في «ليلة الزفاف»!

07/19 03:28

كم أتمنى أن يزور الجمهور الإستديوهات التى نصور بها الأفلام في عز فصل الصيف، ويذوق ما نعانيه من نار جهنم بسبب حر الصيف داخل جدران تلك الإستديوهات، وأنا على ثقة أن جمهورنا الحبيب سُيدهش من الظروف الصعبة التي نعمل بها، وسيقدر كم نعانى فى تصوير لقطة تستغرق أقل من دقيقة عند عرضها على الشاشة، بينما تستغرق منا أثناء التصوير ساعة وأكثر نقضيها بين تحضير المشهد والتدريب عليه، وإعادة التصوير لمرات بسبب ما يقع من أخطاء معتادة ومتكررة، وسوف يكتشف جمهورنا الحبيب ما يعانيه نجومهم وهم يتقلبون على جمر النار داخل الإستديوهات التي تتحول بفعل كشافات الإضاءة التى تحول الإستديوهات لجحيم لا يُطاق فى الصيف !

أتذكر عندما كنت أصور فيلم «ليلة الزفاف» في مشهد يجلس فيه الزوج مع زوجته أمام المدفئة، كانت أحداث الفيلم تدور فى فصل الشتاء بينما كنا نصوره فى شهر يوليو الذى ترتفع فيه درجة الحرارة بشكل لا يُطاق .. وارتفاع درجة الرطوبة تجعلنا نغرق فى العرق، وكنت أقوم بدور الزوجة.. وكان الزميل حسين رياض يقوم بدور الزوج، والمشهد يتطلب أن تدخل علينا الخادمة وهى تحمل صينية الشاي وتقول بضع كلمات ثم تغادر، وجيء بواحدة من الكومبارس يبدو أنها لم يكن لها سابق تجربة فى التمثيل والتعامل مع الكاميرا، ولهذا اضطربت وارتبكت واضطر المخرج إلى إعادة المشهد أكثر من خمس مرات، وبدأ العرق يتصبب بغزارة فوق وجهى، ووجه الزميل حسين رياض الذى بدأ يحرك قدميه بعصبية، ويعرف أصدقاؤه تلك الحركة بأنها تعنى أنه بدأ يفقد السيطرة على أعصابه !

◄ اقرأ أيضًا | «لا أريد مالًا.. أريد أن ترى مثلي».. محارب قديم يتبرع بعينه لعقيلة راتب

تكرر خطأ الخادمة، وتكرر إعادة التصوير حتى بلغ عدد المرات التى أعُيد فيها ما يقرب من عشرين مرة، كل هذا وأنا وحسين رياض نتلظى أمام المدفئة التى يتصاعد منها الدخان، ونرتدى طبقاً للمشهد ملابس صوفية ! وفجأة ثار حسين رياض وهجم على الخادمة وجذبها من ملابسها وأجلسها أمام المدفئة وأقسم أنه لن يتركها إلا بعد ربع الساعة، ونفذ قسمه بالفعل، وبعد ربع الساعة كانت الخادمة غارقة فى العرق، وخلال هذه الفترة استعان مساعد المخرج بخادمة أخرى من بلاتوه مجاور تجيد التعامل مع الكاميرا، وصورنا المشهد ولله الحمد بعد تعبٍ وعرق وجهد لا يُطاق!

وكان أحد مشاهد فيلم آخر صورته أيضا فى شهر يوليو يتطلب بأن أصعد فوق سلم مرتفع ويجرى خلفى زميل.. ثم أعود فأنزل على السلم.. وكان هذا الزميل من الوزن الثقيل، فكان كلما صعد فوق السلم «تكعبل» فى نهايته فيوقف المخرج التصوير ويعيد المشهد من جديد، وغرقت فى بحر من العرق وتكررت «كعبلة» الزميل، وتكرر إعادة التصوير، وفى كل مرة كنت أجفف العرق الذى يتصبب على رقبتى ويتوقف التصوير حتى أعيد إصلاح ما أفسده العرق على المكياج، واستغرق تصوير المشهد ساعة كاملة، وبعدها لم أقوِ على الاستمرار فى العمل فعدت إلى غرفتى بالإستديو لأجفف عرقى واسترد هدوء أعصابى التى أرهقها الحر الشديد !

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل