كان نبي الله أيوب رجلا كثير المال ويمتلك الأراضي الواسعة والعبيد والأنعام وله العديد من الأبناء فابتلاه الله في جسده بأمراضي عديدة لم يسلم منها سوى قلبه ولسانه فكان صابرا محتسبا شاكرا ذاكرا لله في كل وقت وحين لذلك لنا في قصة سيدنا ايوب مع المرض عظة وعبرة
قصة سيدنا ايوب مع المرض
- طال الزمن بمرض نبي الله أيوب حتى قاطعه الناس ولم يحنو عليه سوى
زوجته فكانت تعينه على قضاء حوائجه وتشفق عليه. - خسر أيوب ماله وما يملك ومات أولاده واحدا تلو الأخر وهو صابرا محتسبًا
الأجر عند الله حتى اضطرت زوجته أن تخدم الناس بالأجر لتطعم زوجها. - اضطرت زوجة يعقوب لقص إحدى ضفيرتيها وبيعها مقابل طعام طيب كثير،
فلما أتت به أيوب سألها: من أين لك هذا؟ فقالت: خدمت به أناسا. - وفي اليوم التالي اضطرت للمرة الثانية أن تبيع الضفيرة الثانية ولما أتت
بالطعام لأيوب أقسم ألا يأكل حتى تخبره من أين جاءت به. - كشف زوجة أيوب عن رأسها خمارها، فلما رأى رأسها محلوقا، تألم واشتد
كربه، وقال: رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين، قال تعالى:
“وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ
فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ” الأنبياء:83-84.
قصه سيدنا أيوب وزوجته
واستكمالًا لقصة سيدنا أيوب:
- استجاب الله لدعاء نبيه أيوب وكشف عنه ضره فخرج ليقضي حاجة تسانده زوجته وتمسك بيده فما تأخر كان الله قد
- أوحى له ن اضرب برجلك الأرض يخرج منها ماء بارد، اغتسل منه واشرب تشفى مما أصابك من كافة الأمراض، ففعل أيوب فاسترد صحته وعافيته بأحسن حال، قال تعالى: (وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ* ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ*وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنَّا وَذِكْرَىٰ لِأُولِي الْأَلْبَابِ* وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِب بِّهِ وَلَا تَحْنَثْ ۗ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ)[ص:44:41]
- عاد أيوب لزوجته فأنكرته ولم تعرفه ، وسألته عن أيوب وقالت: . فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك! هل رأيت نبي الله هذا المبتلى. فوالله على ذلك ما رأيت رجلاً أشبه به منك، إذ كان صحيحاً. قال: فإني أنا هو
قصة أيوب عليه السلام
- أتم الله نعمه على نبيه فأصلح الله لأيوب حال زوجته، ورد لها جمالها وشبابها، فحملت وولدت، ورزقهما الله مثل أولادهم الذين فقدوهم فيما مضى، وأعطاه الله مثلهم معهم، كما رزق الله أيوب رزقاً وفيراً من المال والمزارع
- ذكر أن أيوب عليه السلام كان قد غضب على زوجته، لأمر فعلته ، وأقسم إن شفاه الله ليضربنها مائة جلدة فلما عفى عنه الله وشفاه أوحي له أن يجمع حزمة من الأعواد الصغيرة ويضرب بها زوجته ضربة واحدة خفيفة حتى يبر بقسمه السابق ولا يحنث، و حتى لا يؤلم زوجته الصابرة المحتسبة الصديقة البارة بزوجها.
ومن أهم الدروس المستفادة من قصة أيوب عليه السلام درس الصبر على البلاء
والمرض،والصبر على ذهاب المال واحتساب الأجر عند الله.
