يزخر القرآن الكريم بالكثير من قصص الأنبياء التي تحمل كل منها عبرة عظيمة ومعجزة ربانية أيد الله بتا رساله وأنبيائه لتأدية رسالاتهم التي أمرهم الله بها ومن هذه القصص ، قصة سيدنا نوح وابنه ، وكان نوح على الفطرة مؤمنًا بالله تعالى قبل أن يبعثه الله للناس
قصة سيدنا نوح وابنه
- دعا سيدنا نوح عليه السلام قومه ألف سنة إلا خمسين عاما ولكن لم
يؤمن معه إلا قليل، وكان من الذين كفروا به وزوجته وأحد أبنائه. - قال الله تعالى في سورة الأعراف: ” لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ* قَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ* قَالَ يَا قَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ* أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ* أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ* فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا عَمِينَ* ” صدق الله العظيم
- وبعدما قام نوح بصنع السفينة حمل فيها من المخلوقات ما أمر الله
بحمله في السفينة ، وكان مع نوح ثلاث أبناء بالسفينة وأزواجهم
وهم سام وحام ويافث وقيل أن الابن الذي تخلف عنهم اسمه يام قيل أيضا كنعنان وكان كافرا
قصه سَيدنا نوح والسفينة
- قال تعالى في سورة هود الآية 41 :
“وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ”. - ونادي سيدنا نوح ابنه الذي تخلف عن ركوب السفينة قائلا له :” وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ” كما ورد في سورة هود الآية 42.
- ولكن الابن لم يمتثل لنصح أبيه نوح ورد عليه قائلا : ” قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ”.
- فخاطبه نوح قائلا :” قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ”
سورة هود الآية 43.
قصة سيدنا نوح الحقيقية
واستكمالًا لقصة سيدنا نوح :
- حزن سيدنا نوح على ابنه فنادى ربه داعيا متوسلا وقال :
” وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقّ و أنت أحكم الحاكمينُ” سورة هود الآية 45. - فأجابه الله عز وجل :” قال يا نوح إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا
تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ” سورة هود الآية 46. - فعلم نوح أن ابنه كافرا وقال :” قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي
بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ” سورة هود الآية 47.
وختاما بعدما تعرفنا على قصة سيدنا نوح وابنه يجب فأن من الدروس المستفادة أن يطيع العبد ربه وينفذ أوامره حتى ولو لم يستوعب حكمة الله في الأمر فالله ينجي عباده المؤمنين ويهلك الكافرين.
