دليل وجوب نفقة الزوج على زوجته

دليل وجوب نفقة الزوج على زوجته

كثيرًا ما يبحث البعض عن دليل وجوب نفقة الزوج على زوجته من صحيح الدين، رغبة في التأكد من أن الإنفاق على الزوجة والأبناء من الواجبات، وفي هذا المقال نتعرف إلى نفقة الزوجة من زوجها وأدلة ذلك من القرآن الكريم، والسنة النبوية.. فتابعونا.

دليل وجوب نفقة الزوج على زوجته

أجمع الفقهاء على وجوب النفقة على الزوجة، باعتبار النفقة على الزوجة فرض، حيث ورد في قوله تعالى ما يؤكد هذا حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز:

  • لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ مَا آتَاهَا
    سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً

يذكر أن السنة النبوية أيضًا بها العديد من الأدلة على وجوب الإنفاق على الزوجة والأبناء والأهل، وهذا ما سنتعرف إليه في الأحاديث التالية:

النفقة الزوجية في الشريعة الإسلامية

  • نبدأ بما رواره البخاري عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صل الله عليه وسلم قَالَ:
    «إِذَا أَنْفَقَ الرَّجُلُ عَلَى أَهْلِهِ يَحْتَسِبُهَا فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ»
  • فيما روى مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صل الله عليه وسلم:
    «دِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ فِي رَقَبَةٍ، وَدِينَارٌ تَصَدَّقْتَ بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ،
    وَدِينَارٌ أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ، أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْتَهُ عَلَى أَهْلِكَ».
  • في حين ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “الإنفاق على الأهل والأولاد، أفضل من الإنفاق
    في سبيل الله، وأفضل من الإنفاق في الرقاب، وأفضل من الإنفاق على المساكين… وذلك لأن
    الأهل ممن ألزمك الله بهم، وأوجب عليك نفقتهم، فالإنفاق عليهم فرض عين، والإنفاق على
    من سواهم فرض كفاية، وفرض العين أفضل من فرض الكفاية.”
  • وقال المهلب: “النفقة على الأهل واجبة بالإجماع”(فتح الباري (9/ 498).

متى تجب النفقة على الزوجة

جاء في صحيح مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال صلى الله عليه وسلم: (دِينَارٌ أَنْفَقْته فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْته فِي رَقَبَةٍ،
وَدِينَارٌ تَصَدَّقْت بِهِ عَلَى مِسْكِينٍ، وَدِينَارٌ أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك أَعْظَمُهَا أَجْرًا الَّذِي أَنْفَقْته عَلَى أَهْلِك)، في حين أن الفقهاء
قد اجتمعوا على أن نفقة الزوجة واجبة، وفرض على الزوج، حيث يقول -صل الله عليه وسلم-: (ولهن عليكم رزقهن
وكسوتهن بالمعروف) (رواه مسلم).

آيات النفقة على الأبناء
  • ونبدأ مع آيات النفقة على الأبناء والأمهات مع قول الله تعالى في حق الوالدات:
    {وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ}(البقرة:233).
  • وقوله سبحانه:
    {لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ}(الطلاق:7).
  • وورد الإنفاق في سورة سورة سبأ
    قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ ۚ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ
    فَهُوَ يُخْلِفُهُ ۖ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
  • وفي سورة الإسراء يقول الله تعالى:
    وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَّحْسُورًا
  • وسورة النحل
    ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَّمْلُوكًا لَّا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ
    يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا ۖ هَلْ يَسْتَوُونَ ۚ الْحَمْدُ لِلَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ
  • وأخيرًا، سورة الروم
    فَآتِ ذَا الْقُرْبَىٰ حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ ۖ
    وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
عقوبة عدم الإنفاق على الزوجة

وأخيرًا نختم هذا المقال مع حكم عدم الإنفاق على الزوجة، باعتبار النفقة من الأمور الواجبة على الزوج، ولكن قد يمتنع الزوج عن الإنفاق على الزوجة لأي سبب، وفي كافة الأحوال على الزوج أن يعلم أن الدين الإسلامي قد جعل للزوجة ذمتها المالية المنفصلة عنه، والتي لا تعني عدم إنفاقه عليها، ولا تسقط إنفاقه عليها.

ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى دليل وجوب نفقة الزوج على زوجته من الشريعة الإسلامية، والآن: إن كنت تبحث عن المزيد حول النفقة وفضلها وأجره يمكنك الاطلاع على فضل النفقة على الزوجة أو شاركنا استفسارك في تعليق.

مواضيع قد تعجبك