أمرنا الله تعالى ورسوله بصلة الأرحام، وجاءت كلمة رحم للتعبير عن مدى القرابة لكون الأقارب خارجين من رحم واحد، والرحم هم الأقارب من ناحية الأب والأم، وصلة الرحمة أي الإحسان إلى الأهل قولاً وفعلاً، وتشمل صلة الرحم الزيارات، وتفقد الأحوال، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي لقضاء حوائجهم، ولكن هل تقبل صلاة قاطع الرحم ؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.. فتابعونا.
هل تقبل صلاة قاطع الرحم
إن قطع صلة الرحم من كبائر الذنوب، ولكن مسألة قبول عمل العبد من عدمه أمر يعلمه الله -وحده-، فيشمل الله عباده برحمته، أما عما ورد في الكتاب والسنة حول هذا الأمر، فهو كالتالي:
-
يقول تبارك وتعالى فى الحديث القدسي (أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِيَ الرَّحِمُ
شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ
وَمَنْ بَتَّهَا أَبَتُّهُ) -
في حديث أخرجه أحمد في المسند، وحسنه الأرناؤوط ولفظه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أعمال بني آدم تعرض كل
خميس ليلة جمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم. -
قال ابن حجر الهيتمي في كتابه الزواجر ما نصه: إن القاطع لا يدخل
الجنة، وأنه ما من ذنب أجدر أن يعجل عقوبته من ذنبه، وأنه لا يقبل
عمله.
متى يعتبر الإنسان قاطع للرحم
يكون الإنسان قاطعًا لرحمه حين يهمل أو يتجاهل أقاربه، بقطع السؤال أو الزيارة أو حتى دفع الضرر عنهم، كما أن الإصاءة للأهل من قطع الرحم، بالإضافة إلى عدم الإحسان لديهم، والمشاحنة، وبث البغضاء، ونضيف إلى ذلك عدم تقديم الموعظة إليهم، وفي التالي نتعرف صلة الرحم في الكتاب والسنة:
-
حيث يقول الله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل».
-
فيما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ
يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، يَلْتَقِيَانِ, فَيُعْرِضُ هَذَا، ويُعْرِضُ هَذَا،
وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بِالسَّلَامِ). -
وروى عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ – صلى الله عليه
وسلم- قال: «إن الله خلق الخلق، حتى إذا فَرَغ من خلقه قالت
الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة؛ قال: نعم، أما ترضين أن
أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى يا رب؛ قال: فهو لك؛
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: اقرأوا إن شئتم: “فهل
عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم». -
ورد عن الرسول – صلى الله عليه وسلم- فى الحديث
الصحيح «من سره أن يبسط له في رزقه وأن ينسأ له
في أثره فليصل رحمه».
هل يقبل صيام قاطع الرحم
أجابت لجنة الفتوى بدار الإفتاء على سؤال يخص الصيام ومدى جوازه مع قطع الأرحام، وجاءت الإجابة في كون قطع صلة الرحم من المحذورات عند الصيام، ومن ثم لا يجب على الصائم أن يفسد صيامه بقطع الرحم، فقطع الأرحام مثلها مثل الغيبة، والنميمة، والخصام، والشقاق، فالصيام غايته كبح الشهوة عن كل ما يغضب الله، حيث يقول -رسول الله صل الله عليه وسلم- في حديثه الشريف:
-
يقول صل الله عليه وآله وسلم: «رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ،
وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ».. أخرجه النسائي وابن ماجه
وأحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم.
هل يجوز قطع الأقارب المؤذين
ذكر الدكتور مجدي عاشور -مستشار مفتي الجمهورية- إن صلة الرحم أمر واجب شرعًا، كما أنها صفة من صفات أهل الجنة، وأضاف أنه لا يجوز قطع الزيارات عن الأهل، ولكن لا حرج في تقليلها، أو الاكتفاء بالمكالمات الهاتفية، وفي التالي نتعرف إلى المزيد حول هذا الأمر من دار الإفتاء المصرية.. شاهد الفيديو التالي:
-فيديو مناسب للباقة-
ومن هنا نكون قد تعرفنا إلى هل قطع الأرحام تبطل الصلاة؟ فضلاً عن حكم قطع صلة الرحم في حالة الظلم، وفي نهاية هذا المقال إن كان لديك أي سؤال آخر شاركنا في تعليق.
