حكم الاكتفاء بعدد معين من الأطفال

حكم الاكتفاء بعدد معين من الأطفال

يعتبر الإنجاب مقصد من مقاصد الزواج، كما أن الأبناء رزق، ووصفهم الله بزينة الحياة الدنيا، ولكن هذا الرزق حين يرسله الله لعباده عليهم أن يحسنوا إليه بتوفير البيئة الصحية المناسبة لتنشئتهم، ومن هنا يلجأ الكثيرون إلى الاكتفاء بطفل أو أكثر؛ للاعتناء بهم على أكمل وجه، ومن هنا نتعرف إلى حكم الاكتفاء بعدد معين من الأطفال وفقًا للآراء الفقهية المختلفة.. فتابعونا.

حكم الاكتفاء بعدد معين من الأطفال

إن تنظيم النسل ليس حرامًا حيث الاكتفاء بطفل أو اثنين أو أكثر بهدف الحرص على تربية الطفل تربية حسنة، وتوفير بيئة صحية مناسبة له، فضلاً عن الاهتمام بتنشأة الطفل باتزان نفسي، ووعي تعليمي، وديني.

وهذا الأمر يسير على الغني والفقير، فلا حرمانية في تنظيم النسل ما دامت النية هى تربية الطفل في جو صحي على كافة المستويات؛ لضمان تنشئة طفل سوي.. ولكن ماذا عن منع أو قطع الإنجاب نهائيًا هل حرام؟ نجيب على ذلك في التالي.

هل يجوز قطع الإنجاب

لا يجوز منع الحمل بشكل كامل وكلي بإزالة الرحم على سبيل المثال لأن في ذلك إثم كبير، ولكن يباح قطع الحمل إن كان يشكل خطرًا على صحة الأم، وبالاتفاق بين الزوج والزوجة، وفي هذا الحال رأي الطبيب المعالج هو الواجب اتباعه بما ينفع صحة الأم، أما في حالة أن قطع الحمل لا يرتبط بمرض ما، ولجأ الزوج والزوجة إلى العزل فلا مانع في ذلك حيث ورد في السنة ما يلي:

  • ورد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: “كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ
    صلى الله عليه وآله وسلم وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ” متفق عليه.

  • وروى مسلم: “كُنَّا نَعْزِلُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم،
    فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، فَلَمْ يَنْهَنَا”.

  • ويقول ابن قدامة -رحمه الله- في المقنع: “لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها” أي أنه لا يحق لرجل أن يمنع زوجته من الإنجاب إذا كانت لا ترغب في هذا.

حكم عدم الرغبة في الإنجاب

إن عدم الرغبة في الإنجاب أمر محل خلاف بين أهل العلم، والفقهاء، فمنهم من أجازه باتفاق الزوج والزوجه، ومنهم من وجد فيه حرمانية، ومن هم من أباح عزل الزوج عن زوجته خشية الإنجاب وفقًا لما ورد في السنة النبوية، وفي التالي نتعرف إلى رأي دار الإفتاء المصرية حول هذا الأمر.

-فيديو مناسب للباقة-

هل حبوب منع الحمل حرام

أما عن حكم استعمال وسائل تنظيم الحمل فلا مانع شرعًا من استعمال أي وسيلة تنظيم حمل
ما دام الغرف من استخدامها هو المباعدة بين الحمل والآخر، والحفاظ على صحة الأمر من كثرة الحمل،
والرضاعة، والإنجاب، فضلاً عن توفير بيئة مناسب لتنشئة الأبناء.

وباعتبار أن الإنجاب مقصد من مقاصد الزواج، وكونه حق مشترك بين الزوج والزوجة، فلا حرج من الاتفاق على تأخير الحمل فترة أو تنظيمه، وخاصة وإن كان يمثل ضررًا أو مشقة زائدة على الأم، فالامتناع عنه -في هذه الحالة- لا إثم فيه.. ولكن ماذا عن منع الحمل بسبب الفقر؟ نجيب على ذلك في التالي.

حكم تحديد النسل بسبب الفقر

وفقًا لدار الإفتاء المصرية، فإن الإسلام لم يفرض على المسلم أن ينجب عدد معين من الأطفل، لكن حث عموم المسلمين على التكاثر والتناسل وذلك لمن كان مستطيع ففي الحديث الشريف:

عن معقل بن يسار رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
«تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الْأُمَمَ»
رواه أبو داود والنسائي.

ولكن في حالة غير المستطيع بسبب ظروفه المالية فقد أمرنا الله تعالى بالصبر، والاستعفاف، فيقول سبحانه وتعالى في سورة النور: “وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ”، ولكن عليك أن تعلم أن الإنجاب رزق، والمال رزق، وعلى كل فرد أن يفعل ما لا تستثقله نفسه “فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها”، وعلينا أن نشير ما قاله الله تعالى في كتابه العزيز:

  • وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ
    وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا (الإسراء: 31).

  • ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللهِ رِزْقُهَا﴾ [هود: 6]

ومن هنا نكون قد أجبنا على هل الاكتفاء بطفلين حرام أم لا وفقًا للآراء الفقهية، والسنة النبوية، والآن: إن كان لديك أي سؤال آخر شاركنا في تعليق.

مواضيع قد تعجبك