Desktop
Poster Image

ودعت السينما الفرنسية النجم آلان ديلون، الذي أبهر بوسامته وجاذبيته كبار المخرجين، وبرز اسمه على مدار عقود طويلة ضمن أعظم الأسماء في تاريخ صناعة السينما الفرنسية، قبل أن تتدهور حالته الصحية، وتظهر خلافات عائلية بين أبنائه تصل إلى حد وضعه تحت "الحماية القضائية".
توفي ديلون، أسطورة السينما الفرنسية، عن عمر يناهز 88 عاما، ويعد واحدا من أبرز نجوم العصر الذهبي للسينما، هو معروف بشخصيته القوية على الشاشة في أفلام حققت نجاحا من بينها "ساموراي" و"بورسالينو".
وأفاد بيان نقلته وكالة فرانس برس أن النجم: "توفي بسلام في منزله في دوشي، محاطا بأبنائه الثلاثة وعائلته".
وكانت صحة ديلون قد تدهورت في السنوات الماضية، وأصبح منعزلا إلى حد ما، كما تصدرت خلافات أفراد عائلته، عناوين الصحف الفرنسية مؤخرا.
عُرف عن ديلون بأنه "أوسم رجل في السينما"، ولعب دور البطولة في أفلام ناجحة في ستينيات القرن الماضي من بينها "روكو وأخوته" و "الفهد"، جذب قلوب المعجبين في جميع أدواره المختلفة، من قاتل إلى محتال يتمتع بشخصية جذابة.
تراجع ظهور ديلون السينمائي منذ تسعينيات القرن الماضي، بيد أنه ظل محتفظا بمكانته كأحد أعمدة المشاهير في السينما الفرنسية والعالمية، برصيد أفلام تجاوز 90 فيلما خلال مسيرته المهنية.
وكان الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، من بين الذين نعوا ديلون يوم الأحد، وقال إن الممثل "لعب أدوارا أسطورية وجعل العالم يحلم".
وأضاف في بيان نشره على منصة إكس: "كان (نجما) حزينا ومحبوبا وكتوما. كان أكثر من مجرد نجم، كان معلما تذكاريا فرنسيا".
وجاء في بيان من عائلته: "يعرب آلان فابيان وأنوشكا وأنتوني، وكذلك (كلبته) لوبو، عن حزنهم العميق وهم يعلنون وفاة والدهم".
شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

قال آلان ديلون، المولود في الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1935 في ضاحية سو في باريس، خلال حديث سابق، إنه لم يكن سعيدا في طفولته، إذ تقلبت حياته بين عائلتين إثر انفصال والديه وتكوين كل منهما أسرة جديدة.
وأضاف أنه بعدما كان مقدّرا له في بداية حياته أن يصبح متخصصا في مجال بيع اللحوم، ترك كل شيء وانضم إلى مشاة البحرية في الهند الصينية في سن السابعة عشرة.
كان عمر ديلون 20 عاما عندما عاد إلى باريس، حيث فتحت له وسامته أبواب السينما، وظهر لأول مرة عام 1957 في فيلم "أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان" للمخرج إيف أليغريه.
وبعد عام، التقى برومي شنايدر، التي كانت قد حققت نجومية كبيرة بالفعل بتقديم شخصية سيسي إمبراطورة النمسا، وتلا ذلك علاقة عاطفية بينهما حظيت باهتمام إعلامي واسع استمرت خمس سنوات.
حققت مسيرة ديلون المهنية نجاحا سريعا، وقدم على مدى سنوات بعضا من أبرز الأعمال السينمائية الفرنسية، من بينها أفلام "الشمس المتوهجة" و"هل تحترق باريس؟" (للمخرج رينيه كليمان)، و"روكو وأخوته"، و"الفهد" (للمخرج لوشينو فيسكونتي)، و"الكسوف" (للمخرج مايكل أنجلو أنطونيوني)، و"الساموراي"، و"الدائرة الحمراء"، و"شرطي" (للمخرج جان بيار ملفيل) و"حمام السباحة" و"بورسالينو" (للمخرج جاك دوري).
وعلى الرغم من تصويره نحو مئة فيلم، إلا أن ديلون لم يحصد خلال مسيرته الفنية إلا جائزة سيزار واحدة فقط في عام 1985 عن فيلم "قصتنا" للمخرج برتران بلييه، كما حصل على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان في عام 2019، وهو آخر ظهور علني للنجم الفرنسي.
ووصفت صحيفة "لو باريزيان" ديلون بأنه "أسطورة السينما"، بينما وصفته صحيفة "ليبيراسيون" بأنه "شخصية رائدة في السينما، ورمز للرجولة الغامضة، والممثل صاحب الكاريزما المجنونة".
ألقى ديلون، خلال حفل تسلمه جائزة السعفة الذهبية، كلمة مؤثرة بدا فيها أنه يودع السينما.
وقال: "إنه نوع من التكريم بعد الوفاة، لكنه حدث في حياتي، سأرحل، لكنني لن أرحل دون أن أشكركم".
وعلى مدى عشرات السنوات كان الجمهور الفرنسي يتابع تفاصيل حياة ديلون الفنية الناجحة وحياته العاطفية الناجحة أيضا، من خلال مجلة "باري ماتش" وغيرها من المجلات الفنية.
وتصدرت حياته الشخصية الصاخبة عناوين الأخبار الرئيسية بانتظام، وهو ينطلق في طريقه في جميع أنحاء أوروبا في ذروة شهرته.
وفي عام 2015، قالت شريكته السابقة ميراي دارك لوكالة فرانس برس، قبل أن يبلغ النجم الثمانين: "إن آلان يعيش في عزلة عميقة، اختارها، في عالم آخر، في الماضي مع كائنات يحبها كثيرا".
وقالت النجمة الفرنسية، بريجيت باردو، عندما بلغ ديلون الثمانين: "إنه نسر برأسين... الأفضل والأسوأ".
وكان ديلون يفتخر بأنه لم يعمل مطلقا على أسلوبه بل اعتمد على جاذبيته التي كان يتمتع بها.
وقال الممثل الفرنسي، فنسان ليندون، عن آلان ديلون في وثائقي "ريفولفرز" عام 2012: "إنه ليس ممثلا عاديا. أستطيع النظر إلى صوره لساعات. إنه أجمل ما يمكن رؤيته في العالم. أجمل من النظر إلى امرأة جميلة".
لم يسلم ديلون من الانتقادات، بعد أن اعترض البعض على دعمه لجان ماري لوبان، رئيسة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة، التي دافعت عن عقوبة الإعدام وعارضت زواج المثليين.
كما تسببت علاقاته النسائية في إثارة الجدل، وأدت إلى إثارة مزاعم بشأن كراهية النساء.
ومؤخرا، تصدرت خلافات أسرة ديلون عناوين الصحف في فرنسا، لاسيما في عام 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيرومي رولان، التي يُقال أحيانا إنها شريكته، متهمين إياها بـ"استغلال ضعف" والدهم.
ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للنجم الذي كان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية وأصيب بجلطة دماغية عام 2019.
وفي أبريل/نيسان العام الجاري، وضع القضاء الفرنسي ديلون تحت "الحماية القضائية"، مما يعني أنه لم يعد يتمتع بالحرية الكاملة لإدارة أصوله.
كما تصدر ديلون عناوين الأخبار في فبراير/شباط العام الجاري، عندما صادرت الشرطة الفرنسية 72 قطعة سلاح ناري و3000 طلقة ذخيرة من منزله.
وقال المدعون إنه لم يكن لديه ترخيص بحمل سلاح، كما عثرت السلطات على "ميدان رماية" في قصره في دوشي مونكوربون.
2024 بي بي سي. بي بي سي ليست مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية. سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

Time Icon

منذ 8 ايام

Comma Icon
مصر
Facebook فيس بوك