تحمل دورة الألعاب الأولمبية في طياتها عددا من القصص الغريبة، والتي من بينها تجريد الصين من ميدالية قبل 14 عاما بسبب طفلة.
وتتعلق بالواقعة بإحدى لاعبات فريق الجمباز، الذي ظهر في أولمبياد سيدني 2000 وحقق ميدالية برونزية، قبل أن يتم تجريده منها بعد 10 سنوات لأن تلك اللاعب كانت طفلة دون السن القانونية.
وتدور القصة حول اللاعبة الصينية دونغ فانغشياو، حيث شاركت في أولمبياد سيدني على أنها تبلغ من العمر 17 عاما، لكن تم بعدها اكتشاف أنها كانت طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا فقط.
وتنص اللوائح على أن اللاعب يجب أن يبلغ 16 عامًا خلال العام الأولمبي ليكون مؤهلا للمشاركة في دورة الألعاب.
وتنافست دونغ بموجب جواز سفر يشير إلى أن تاريخ ميلادها 20 يناير/ كانون الثاني 1983، مع العلم بأن تاريخ ميلادها الأصلي كان 23 يناير 1986، والذي كان سيجعلها تبلغ من العمر 14 عامًا في دورة الألعاب الأولمبية 2000، أي أقل بسنتين من الحد الأدنى للعمر الذي يتطلبه الاتحاد الدولي للجمباز.

وبعد التحقيق في الواقعة، حكمت اللجنة الأولمبية الدولية "FIG" بأن دونغ كانت دون السن القانونية وغير مؤهلة للمنافسة كلاعبة كبيرة في أولمبياد سيدني، ونتيجة لذلك تم إلغاء نتائجها في دورة الألعاب.
وفي أبريل/نيسان 2010، جرَّدت اللجنة الأولمبية الدولية فريق الجمباز الأولمبي الصيني المشارك في الأولمبياد المذكور من ميداليته البرونزية في مسابقة الفرق، نظرًا لأن نتائج دونغ أسهمت في الفوز بالميدالية، لتصبح ميدالية بيضاء كان لم تكن، وتضيع جهود الطفلة في الهواء.

كما أرسل الاتحاد الدولي للجمباز فاتورة إلى الاتحاد الصيني للجمباز لتغطية تكلفة التحقيق، وأمرت اللجنة الأولمبية الدولية بتسليم الميدالية البرونزية للولايات المتحدة الأمريكية بدلا من الصين.
ذلك الأمر أثار موجة غضب مشجعي الرياضة الصينيين، حيث انتقدوا الهيئة الحاكمة للرياضة الصينية وليس اللجنة الأولمبية الدولية، لأن إجبار الطفلة دونغ على المنافسة دون السن القانونية تسبب في تلف ركبتها بشكل لا يمكن إصلاحه، مما أدى لاعتزالها في عام 2001 عن 15 عاما فقط، أي بعد عام واحد من مشاركتها الأولمبية، التي أسفرت عن الميدالية البيضاء المسحوبة.

وكتب الصحفي لي جيايانغ وقتها في مقال: "أثناء التنافس مع فريقها المحلي في دورة الألعاب الوطنية الصينية أصيبت دونغ بأضرار في ركبتها بشكل دائم، من أجل الفوز بميدالية أولمبية للمنتخب الوطني.. تم إخفاء عمرها (لا أجرؤ على استخدام كلمة (تزييف) لأنها قد تسبب مشاكل".
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين للإعلام والدراسات