Desktop
Poster Image

جذبت السياسة الأمريكية وأفكار زعمائها الكثير من مخرجين هوليوود، وكانت محل النقد أو السخرية أو التمجيد أحياناً، وفي أحدث الأفلام الأجنبية المعروضة في صالات السينما المصرية فيلم عن سياسة أمريكية سطعت في الستينيات من القرن الماضي، نتيجة للحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي (روسيا حاليا)، وهذه السياسة ترتبط بالمنافسة على سطح القمر، أياً كان الثمن المدفوع.
انطلق عرض فيلم نجمة هوليوود سكارليت جوهانسون "FLY ME TO THE MOON" في السينمات المصرية الأسبوع الماضي، وحصد الفيلم حتى الآن منذ انطلاق عرضه في الولايات المتحدة وعالميا، تقييمات إيجابية ومتوسطة على منصات التقييم السينمائي، 10/6.7 على IMDB، و64% على Rotten Tomatoes، و56% على metacritic.
يعتمد الفيلم، الذي يتناول قضية سياسية جادة للغاية شغلت السياسة الأمريكية لعقود، على المفارقات الكوميدية بين شخصين مختلفين تماماً، وهما خبيرة التسويق كيلي جونز (سكارليت جوهانسون) وكول ديفيس (تشانينج تاتوم)، ويصاحبهما موسيقى تعبر عن روح الدعابة في الفيلم، كلا من الشخصيتين مختلفتين تماماً، كيلي في الأصل محترفة في النصب والخداع والتنكر بأسماء مختلفة، وكول هو مسؤول في وكالة ناسا، والمدير الأول لمشروع إطلاق أبولو 11 وهو رجل مخلص لعمله ولا يحب الإدعاء أو الكذب أو تزييف الحقائق مما يتسبب له في كثير من المشاكل مع مسئولين حكوميين.
وبالإضافة إلى كوميديا الموقف النابعة من المفارقات بين الشخصيات الرئيسية، هناك شخصيات أخرى تقوم بأدوار هزلية ساخرة تعتمد على الكوميديا من حيث الشكل الكاركاتيري والأداء المبالغ فيه (كوميديا فارص)، مثل شخصية مخرج الإعلانات المغرور، والذي لعب دوره جيم راش، وبذلك وفر المخرج جريج برلانتي، والمؤلفان بيل كريستين كينان فلين، غطاء كوميدي كافي لدراما العمل.
يقدم الفيلم نقد واضح للسياسة الأمريكية في هذه الفترة، ويعبر بسخرية عن الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا التي كان هدف كل منهم فيها الوصول إلى القمر أولا، وفي سبيل ذلك صرف الملايين وراح ومات بعض رواد الفضاء في التجارب الأولية للصعود إلى القمر، ولكن السياسيون لا يعبئون إلا بالانتصار الذي سوف يتحقق من وجهة نظرهم، لذلك على سبيل المثال نجد أحد النواب الأمريكيين يختار التصويت لمنح الأموال لمشروع ناسا في المقابل تجاهل دعم ضحايا كارثة الفيضان التي حدثت في إحدى المدن الأمريكية بعد أن تم إقناعه بأهمية هذا الهبوط كانتصار سياسي وعد به الرئيس.
وفي إطار هذه الحرب كل شئ مباح حتى الخداع والتزييف، لذلك يقرر صناع القرار بالاستعانة بـ كيلي لكي تعيد الدعم الشعبي مرة أخرى لرحلات ناسا، وأيضاً إقناع النواب بالاستمرار في الدعم المالي، وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف ترتكب كيلي الكثير من التزييف والتمثيل حتى تنجح في عملها، ومع قدرتها على إثبات كفاءتها وبراعتها في العمل، يطلب منها ما هو أخطر، وهو خلق هبوط مزيف على سطح القمر، من خلال صناعة فيلم قصير حول الهبوط، وعندما ترفض يتم تهديدها بالملفات الخاصة بها التي تفضح حقيقتها كنصابة محترفة.
وإلى جانب السيناريو القوي والفكرة الجذابة، هناك عوامل بصرية أخرى جيدة في العمل، وخاصة على مستوى الديكور والملابس والإكسسوارات، والتي تكمل الحالة التي ينتمي لها الفيلم والفترة الزمنية، حيث اعتمدت جوهانسون الأزياء الملونة وقصة الشعر القصيرة ذات اللون الذهبي، تشبيهاً بنجمة هذه المرحلة مارلين مونرو، ومن مميزات السيناريو المهمة في هذا الفيلم اهتمامه بزرع التفاصيل التي سوف تؤدي دور في النهاية، على سبيل المثال وجود القطة السوداء في موقع العمل منذ بداية الفيلم، وعلاقتها بكيلي التي تقرر إطعامها، وتكون في النهاية هي السبب في إفساد موقع تصوير الهبوط المزيف.
يتقاطع الفيلم في فكرته الرئيسية وإطاره العام، حول التزييف الأمريكي، مع فيلم آخر وهو wag the dog الذي انتج عام 1997، إخراج باري ليفنسون، وبطولة روبرت دي نيرو، وداستن هوفمان، وهناك شخصية مشتركة بين العملين وهو الممثل وودي هارلسون، الذي لعب دور الرقيب/ رجل الرئيس المخلص في الفيلمين.
تدور أحداث فيلم wag the dog حول خبير علاقات عامة ومنتج هوليوودي يفبركان حربًا في ألبانيا لصرف انتباه الناخبين عن فضيحة جنسية للرئيس الأمريكي للولايات المتحدة، وتم اقتباس السيناريو الذي كتبه هيلاري هنكين وديفيد ماميت من رواية لاري باينهارت الصادرة عام 1993 " البطل الأمريكي

Time Icon

منذ شهر

Comma Icon
مصر
Facebook فيس بوك