أبهر لويس دي لافوينتي، مدرب منتخب إسبانيا الجميع، وتمكن من كسب الرهان وصناعة فريق قوي للماتادور قادر على التتويج بالبطولات والفوز على أي خصم.
وحصدت إسبانيا لقب كأس أمم أوروبا "يورو 2024" (الأحد) بعد الفوز على إنجلترا في النهائي بنتيجة 2-1، في المباراة التي جمعتهما على استاد برلين الأولمبي في العاصمة الألمانية.
وأظهر الماتادور على مدار مبارياته بالبطولة أنه وصل إلى ذروة التألق، وبات قادرا على الفوز على أي خصم مهما كانت قوته، والدليل على ذلك تمكنه من الفوز على 4 منتخبات من العيار الثقيل في مسار الموت بـ"يورو 2024".
وبخلاف فوزها على كرواتيا وألبانيا، فازت إسبانيا في دور المجموعات على إيطاليا حامل لقب أمم أوروبا بهدف دون رد، في مباراة كان نجمها الأول جيانلويجي دوناروما حارس الآزوري الذي أنقذ فريقه من هزيمة ثقيلة.
وفي الأدوار الإقصائية أطاح الماتادور بجورجيا من ثمن النهائي أولا، ثم تبعها بألمانيا صاحبة الأرض ثم فرنسا ثم إنجلترا، بنتيجة واحدة 2-1، والمنتخبات الثلاثة كانت من ضمن أبرز المرشحين للتتويج، لتتمكن إسبانيا من حصد اللقب عن جدارة واستحقاق.

عندما تولى لويس دي لافوينتي تدريب إسبانيا قبل 18 شهرا، وبالتحديد في يناير/ كانون الثاني 2023، قوبل إسناد المهمة له بانتقادات كبيرة، نظرا لعدم وجود تاريخ كبير له على صعيد المنافسة في المستوى الأول، حيث اقتصرت تجاربه البارزة على منتخبات الفئات السنية الإسبانية.
لكن تلك النقطة كانت هي السر في قدرة دي لافوينتي، صاحب الـ63 عاما، على بناء ذلك الفريق القوي، حيث اعتمد في هيكلته على اللاعبين الشباب الذين صنعهم على يديه خلال 10 سنوات تولى فيها تدريب منتخبات الناشئين والشباب الإسبانية.
وكان المدرب المخضرم تمكن من الفوز بكأس أمم أوروبا للشباب تحت 19 عاما في 2015، بقائمة ضمت من التشكيلة الحالية للمنتخب الأول كلا من رودري، والحارس أوناي سيمون، وميكيل مورينو، بجانب داني سيبايوس وماركو أسينسيو اللذين لم ينضما لقائمة يورو 2024 لعوامل فنية.

وفاز دي لافوينتي بعدها بيورو الشباب تحت 21 عاما في 2019، بتشكيلة ضمت الحارس سيمون ومورينو وسيبايوس، ومعهم داني أولمو وفابيان رويز وميكيل أورايزابال صاحب هدف التتويج بيورو 2024، ونجوم آخرون لم يدخلوا ضمن قائمة البطولة.
وحقق المدرب المخضرم فضية أولمبياد طوكيو 2020 عقب الهزيمة بشق الأنفس من البرازيل 1-2 بعد وقت إضافي، وكانت تشكيلته تضم كثيرا من لاعبيه الحاليين في يورو 2024.

وكان من بين هؤلاء الحارس سيمون، ومورينو، وأولمو، وأورايزابال وبيدري، ومارك كوكوريلا، ومارتين زوبيميندي، ومعهم من خارج القائمة سيبايوس وإيريك غارسيا وباو توريس وغيرهم.
وعندما تولى تدريب المنتخب الأول اعتمد دي لافوينتي في تشكيلته على نجوم أغلبهم مروا على يديه في منتخبات الفئات السنية، من الأسماء سالفة الذكر أو غيرها مثل نيكو ويليامز، أو كان يتابعهم ويعرفهم جيدا أمثال لامين يامال وروبين لونورماند وفيرمين لوبيز وغيرهم، ومنحهم الفرصة الكاملة والثقة ليتمكن من إخراج أفضل ما لديهم.
تلك الطريقة جعلت قاعدة الاختيار كبيرة أمام المدرب المخضرم، مما أتاح له اختيار أفضل العناصر القادرة على تقديم أفضل مستوى مع المنتخب الأول، بعيدا عن أي مجاملات أو اعتبارات تختلف عن بذل العرق والجهد، مما قاده لتحقيق الأهداف المنشودة.

تلك التجربة التي قام بها دي لافوينتي مع إسبانيا، تكررت بصور مشابهة بعض الشيء في بعض المنتخبات العربية، لكن التجربة الأنجح كانت لحسن شحاتة مع منتخب مصر، في الجيل الذهبي الذي سيطر على كأس أمم أفريقيا في 3 نسخ متتالية وتمكن من كسر أقوى منتخبات القارة في وقتها.
وتولى حسن شحاتة تدريب منتخب الشباب المصري تحت 20 عاما في البداية، وقاده للفوز بكأس أمم أفريقيا عام 2003، بتشكيلة ضمت الكثير من النجوم الموهوبين أمثال المهاجمين عمرو زكي وعماد متعب، والظهير الراحل محمد عبدالوهاب، ولاعبي الوسط حسني عبدربه وأحمد فتحي وغيرهم الكثير.
وعندما تولى حسن شحاتة قيادة منتخب مصر في 2005، اعتمد في اختياراته على لاعبين من هذا الجيل الذهبي، بجانب النجوم الموهوبين الذين كانوا يتألقون مع الأندية المحلية حينها، ليصنع توليفة قوية تمكنت من السيطرة على عرش القارة السمراء، بل ومقارعة أقوى منتخبات العالم مثل البرازيل وإيطاليا وغيرهما.

قاد لويس دي لافوينتي منذ تولى المهمة مع منتخب الماتادور الأول 23 مباراة في كل المناسبات، حقق الفوز في 19 منها مقابل تعادلين (حسم أحدهما بركلات الترجيح)، وخسارتين (إحداهما ودية).
وتوج المدرب المخضرم مع إسبانيا بلقبين هما دوري الأمم الأوروبية 2023، بجانب يورو 2024.
جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة بوابة العين للإعلام والدراسات