في الوقت الذي بدأ فيه الوافدون إلى مكة في المملكة العربية السعودية، من جميع أنحاء العالم، لأداء شعائر ومناسك الحج، يتحسر آخرون على عدم تحقيق حلمهم بسبب الأوضاع المعيشية الآخذة في التراجع كل يوم. تبدأ مناسك الحج في شهر ذي الحجة بحسب التقويم الهجري، المصادف هذا العام لشهر يونيو/حزيران بحسب التقويم الميلادي. لكن أعداد غير القادرين على أداء هذه الفريضة التي تعد أحد أركان الإسلام الخمسة، آخذة في الارتفاع، بسبب التضخم العالمي وتأثير ذلك على تكلفة الحج أيضاً. لا يزال عباس أحمد وزوجته خديجة يمنيان نفسيهما بأداء فريضة الحج منذ عام 2013، حيث بدآ بالتخطيط والادخار لتحقيق حلمهما المنشود، لكنهما أجبرا على تأجيل هذا الحلم إلى أجل غير مسمى بسبب التضخم وارتفاع التكاليف. يقول عباس (47 عاماً) وهو صاحب ورشة خياطة في أحد أحياء مدينة حلب السورية لبي بي سي عربي: "حالتي المالية جيدة نوعاً ما، مقارنة مع 80 في المئة من السكان المحليين، ومع ذلك لم أستطع توفير تكاليف الحج الآخذة في الارتفاع يوماً بعد يوم". وتقول زوجته خديجة: "يبدو أن حلمنا في زيارة الكعبة المشرفة ذهب مع الريح، في ظل هذه الظروف البائسة، فضلاً عن أطفالنا الثلاثة الذين كبروا الآن وكبرت معهم مستلزماتهم الدراسية ومصاريفهم المعيشية اليومية". وتضيف: "إضافة إلى الحرب التي طحنت بلادنا، فإن مستوى الأسعار ارتفع بشكل هائل، ولم نعد قادرين على تلبية احتياجاتنا اليومية الأساسية التي اعتدنا عليها من قبل، الأسعار جنونية". بودكاست يومي يتابع التطورات الميدانية والإنسانية في قطاع غزة من خلال مشاهدات الغزيين ومتابعات الصحفيين والمراسلين والخبراء في الشأن الإنساني.