المحتوى الرئيسى

حقائق مجهولة في حياة العلامة محمد نجيب المطيعي

12/01 01:05

اقرأ أيضا: وزارة الأوقاف وتزوير التاريخ قليلاً من العدل أيها المثقفون عصام دربالة الفارس الذي فقدناه بعد ثمانية عشر عاماً.. هل كانت مبادرة وقف العنف توبة مضروبة ؟

الشيخ محمد نجيب المطيعي  (1334 - 1406 هـ) ( 1915 - 1985 م) واحد من أبرز العلماء المعاصرين الذين نفع الله بهم كثيراً ، فقد ضرب بسهم وافر في مجالات عدة جمعت بين العلم والعمل ،فهو الداعية الفقيه المفسر المحدث ، الصادع بالحق الساعي في خدمة بلاده والذود عنها .

 ففي الفقه هو صاحب تكملة المجموع شرح المهذب للشيرازي في الفقه الشافعي ،وهو الشرح الذي بدأه الإمام النووي رحمه الله ، فتوفي قبل أن يتمه ،فشرع في تكملته تقي الدين السبكي رحمه الله ،فمات دون أن يتمه أيضاً ،فأكمله الشيخ المطيعي رحمه الله . وفي التفسير حقق الشيخ خمسة مجلدات من تفسير صديق حسن خان المسمى فتح البيان في مقاصد القرآن ، وفي الحديث له كتاب بعنوان : ( صلة السنة بالقرآن ) ، كما نشرت له مجلة الأزهر في سبعينيات القرن الماضي سلسلة مقالات في الدفاع عن السنة النبوية بعنوان: «البخاري المفترى عليه»، وكان له باب ثابت في مجلة الاعتصام بعنوان: «ليس حديثاً وليس صحيحاً». وفي مجال الافتاء ظل رحمه الله مدة طويلة يرد على أسئلة المستمعين في برنامج بريد الإسلام بإذا عة القرآن الكريم .

وفي الجانب العملي ساهم رحمه الله في كثير من المواقف الوطنية منها مشاركته في المقاومة الشعبية إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1965م ،كما كانت له في أواخر حياته مواقف مشهودة ضد التطبيع مع العدو الصهيوني ،وكان من جراء ذلك أن اعتقل فيمن اعتقل في خريف عام 1981م.

والشيخ رحمه الله كما هو واضح من اسمه ينتسب إلى المطيعة وهي بلدة تابعة لمركز ومحافظة أسيوط تقع جنوب أسيوط على الجانب الغربي من النيل ، ولكني كنت قد قرأت في أكثر من مصدر أنه من قرية الطوابية وهي قرية من قرى أسيوط أيضاً كانت تتبع مركز أبنوب وهي الآن تتبع مركز الفتح ، ومن أجل ذلك كنت قد أوردته في دراسة لي نشرت منذ سنوات بعنوان : ( علماء انتسبوا إلى غير بلدانهم )، باعتبار أنه طوابي انتسب إلى المطيعة ،لكني لم أستطع في ذلك الوقت معرفة العلة التي دفعته إلى الانتساب إلى بلد غير بلده ، فسكت عن ذلك ، ثم بدا لي محاولة البحث عن تلك العلة مرة  أخرى فيسر الله تعالى الوصول إلى نجله وهو الأستاذ الدكتور عاطف محمد نجيب المطيعي الأستاذ بجامعة حلوان ، ومن خلال التواصل معه عرفت أكثر من العلة التي كنت أطلبها ، بل تكشفت لي حقائق وأسرار في حياة الشيخ المطيعي رحمه الله فحرصت على تسجيلها ونشرها بعد استئذان مصدرها الأول وهو الدكتور عاطف حفظه الله .

فقد ذكر لي أن الشيخ محمد نجيب المطيعي هو بالفعل من بلدة المطيعة التي سبقت الإشارة إليها ، من عائلة تسمى ( بيت الديب ) وإلى تلك العائلة كان ينتسب أيضاً الشيخ محمد بخيت المطيعي ( 1271-1354هـ) (1854-1935م ) الذي كان مفتياً للديار المصرية ، ، ولذلك وجدت في بعض كتابات الشيخ محمد نجيب المطيعي أنه إذا نقل عن الشيخ بخيت يقول : قال جدنا ، فهو تقريباً عم جده .

ومن أهم ما عرفته من الدكتور عاطف أن الاسم الذي اشتهر به والده ليس اسمه الحقيقى وإنما هو اسم تسمى به لظروف يأتي ذكرها  بعد قليل ، وأما اسمه الحقيقي فهو : محمود إبراهيم عبد الرحمن أحمد بخيت .

وأن الشيخ رحمه الله وإن كان مطيعياً إلا أنه ولد في قرية الطوابية السابق الإشارة إليها ، وسبب ذلك أن والده الشيخ إبراهيم كان قد نزح من المطيعة إلى الطوابية هارباً من ثأر كان يلاحقه ، وفي الطوابية اشترى بيتاً وتزوج بفتاة من أهلها ، وفي تلك القرية ولد الشيخ رحمه الله فأسماه أبوه محموداً  كما ذكرنا ، ثم ماتت أمه بحمى النفاس بعد ولادته بقليل ، ثم ما لبث الشيخ إبراهيم أن ارتحل بوليده محمود إلى الإسكندرية ، وفيها اهتم الشيخ إبراهيم بتحفيظ ابنه القرآن الكريم فختمه وهو في سن التاسعة ، وبدأ بعدها في تعلم علوم اللغة والفقه والعقيدة والأصول في مسجد أولاد إبراهيم باشا بالإسكندرية ، كما بدأ في قراءة صحيح البخاري وحفْظِه وهو في التاسعة من عمره واستمر يعلم نفسه دون أن ينتسب إلى المعاهد الأزهرية ولا حتى المدارس العامة ، ولكنه كان ذا همة عالية في القراءة والاطلاع ،كما درس على يد بعض المشايخ وحصل منهم على إجازات مسندة في الحديث الشريف وعلومه.

ولما شب عن الطوق بدأ في ممارسة الدعوة إلى الله فكان يخطب الجمعة في مساجد الإسكندرية وهو دون التاسعة عشرة ، كما أنه كان أيضاً مهموماً بقضايا بلاده بل الأمة العربية والإسلامية كلها ،حتى إنه انتسب بحماسة الشباب إلى مجموعة فدائية كانت تحاول تعقب اليهود الذين عرفوا بمواقفهم العدائية ضد العرب والمسلمين ، وقد كلفته تلك المجموعة في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي بقتل أحد الصهاينة المقيمين بالإسكندرية واسمه ( روزنتال ) وقد كان هذا الشخص عضواً بل رئيسا لفرع منظمة أرجون زفاي ليومي ، وهي منظمة عنصرية إرهابية معروفة ارتكبت العديد من المجازر ضد العرب في فلسطين ، وبالفعل استطاع الشيخ الوصول إلى ذلك الشخص واغتاله في بيته .

وبعد مقتل ذلك الصهيوني صدر أمر بالقبض على الشيخ فأخذ القلم السياسي يبحث عنه ،وكذلك أتباع منظمة أرجون زفاي ليومي كانوا يبحثون عنه أيضاً للانتقام منه ، فهرب من الإسكندرية متجولاً في  قرى الوجه البحري وكفوره.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل