المحتوى الرئيسى

انقسام بين المصريين حول زواج المعاقين ذهنيًا

12/30 17:29

أظهرت دراسة حديثة حول زواج المعاقين ذهنيًا حالة من الانقسام المجتمعي، إذ قال 52% من المشاركين إنهم يرفضون هذا النوع من الزواج، بينما قال 48% إنهم يؤيدونه.

ويرى الرافضون، أن المعاقين ذهنيًا، لايدركون معنى الزواج وغير قادرين على تحمل مسئولياته وأعبائه، فيما يرى المؤيدون أن الزواج ربما يكون عونًا في التخلص من هذه الضغوط والمشكلات ويجعلهم يتمتعون بالصحة النفسية ويقيهم من الانحرافات الجنسية.

الدراسة أجراها الدكتور وليد نادي الباحث بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة على عينة مكونة من 200 فرد من الأطباء واستشاري التربية الخاصة والطب النفسى والصحة النفسية وعلماء الاجتماع والخدمة الاجتماعية والفقهاء والقانونيون وأولياء الامور.

تم تطبيق الدراسة بمحافظات (القاهرة – الجيزة – المنيا - كفر الشيخ – الغربية – أسوان – بنى سويف – بورسعيد ).

وتوصلت الدراسة إلى أن 48 % من المشاركين كانوا من المؤيدين لزواج المعاقين ذهنيًا، لكنهم اشترطوا ألا يتزوج معاق من معاقة أو العكس، وأن تكون الإعاقة من الدرجة البسيطة، وألا يحدث إنجاب جراء هذا الزواج، مع ضرورة إجراء الفحص الطبي قبل الزواج وأن يكون السن مناسبًا، وأن يكون أهل الزوجة / الزوج على دراية تامة بحالة المعاق / المعاقة.

وكانت حجة هؤلاء، أن الزواج حق أصيل لهم ولقدرة بعض المعاقين ذهنيًا على الزواج، كما أن بعض حالات الإعاقة الذهنية ليست ناتجة عن عوامل وراثية، وأن الشريعة الإسلامية أباحت ذلك، ولعدم وجود فروق كبيره بينهم وبين الأشخاص العاديين, فضلاً عن الاحتياج النفسي والصحي والجنسي وقد تنجح هذه التجربة فى حال مساندة المجتمع لها.

في حين رفض 52 % من المشاركين في الدراسة هذا النوع من الزواج، مبررين ذلك بكونهم فاقدي الأهلية وعدم انطباق شرط العقل كأحد شروط الزواج وعدم القدرة على تحمل مسئوليات الزواج وأعبائه وحقوقه ومتطلباته، كما أنه لا يستطيع إعالة نفسه فكيف يكون لديه أسرة أيضًا.

كما أنه قد يكون هناك ضعف في القدرة الجنسية لدى البعض منهم، وكيف يكلف بما لاطاقة له به، وقد سقطت عنه العبادات كذلك عدم وجود دخل أو عمل مناسب، وعدم قدرتهم في الاعتماد على أنفسهم كليًا أو الاستقلالية وفي حالة الإنجاب، والتخوف من عدم تمكنهم من تربية ومتابعة أبنائهم مستقبلاً إذا أنجبوا.

كما أن بعض الأسر لايمكنها تحمل الأعباء النفسية والمادية لهذا الزواج واحتمال توارث الإعاقة للأبناء، وبالتالي لا يوجد تكافؤ وتكامل فى هذا الزواج والضرر المتوقع أكبر من المنفعة المحصلة منه، ولذا قد يترتب على زواجهم مشكلات نفسية  وأسرية واجتماعية  قد تضر بهم.

وينصح معد الدراسة الآباء والأمهات في هذا الشأن قائلاً: "زواج المعاقين ذهنيًا حق شرعي وإنساني أصيل لهم، ولكن الزواج مسئولية كبيرة وليس مجرد إشباع للرغبات، لأن من أهم شروطه أن يكون الفرد كامل الأهلية قادرًا على الإنفاق ومقدرًا للواجبات الزوجية، وهذه الأمور يفتقدها ذوو الإعاقة الذهنية وأحيانًا يقع المعاق فريسة لعمليات النصب تحت غطاء الزواج خاصة إذا كان ثريًا.

وأوضح أن "الزواج رباط عاطفي ومودة وسكن وتعاون وانسجام وجهد وعمل وغيرها من الروابط ولايقتصر فقط على الإشباع الجنسي"، متسائلاً: "كيف يستطيع الزوج مراعاة أبنائه في التعليم والصحة إذا كان هو ذاته يحتاج لمن يرعاه، فما بالنا لو تزوج وتحمل المسئولية وعاش في بيت منفصلاً، ومطلوب منه الرعاية والإنفاق علي بيته الجديد خاصة".

وفيما أشار إلى "كم المشكلات التي يعاني منها الأزواج الأسوياء وتزايد حالات الطلاق في المجتمع المصري"، يتساءل: "فما بالكم بالمخاطرة بهذا في حالات الإعاقة الذهنية الذي إذا فشلت قد تؤدي إلي إيذائهم نفسيًا".

وتابع "نحن نريد أن نرى الأمور من منظور العقل وليس من منظور العاطفة؛ ولذا أهمس في أذن كل أب وكل أم أو أي شخص يرعى معاقًا، خاصة إذا كانت الإعاقه ذهنية أو مرتبطة بذلك.. اعملوا على رعاية أبنائكم أفضل رعاية احتضنوهم ابحثوا لهم عن متنفسات نفسية واجتماعية ورياضية لاستثمار طاقاتهم الكامنة".

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل