مخاوف إسرائيلية بعد الكشف عن صاروخ "سومار" الإيراني

اثار كشف السلطات الايرانيه، امس الاحد، عن صاروخ "سومار" ارض - ارض، من طراز كروز، ردود افعال واسعه في الصحف الاسرائيليه والتي تساءلت عن مغزي التوقيت الذي تم الكشف فيه عن هذا النوع الجديد من الصواريخ.

من جهتها تناولت مجله يسرائيل ديفنس المتخصصه في الشؤون العسكريه، توقيت الكشف عن هذا الصاروخ، ونقلت الصحيفه عن رئيس مركز دراسات الفضاء والصواريخ بمعهد "فيشر" الاسرائيلي، تال عنبار، قوله ان الصاروخ الذي كشفت عنه السلطات الايرانيه، امس الاحد، يعتبر نسخه من صاروخ كروز السوفيتي Kh 55  التي يصل مداها الي 2500 كلم، وهي صواريخ يتم اطلاقها من قاذف صواريخ ارضي، وتتحرك بواسطه محرك صواريخ لفتره زمنيه قصيره، وبعد نشر اجنحه الصاروخ، يتحرك بقوه دفع المحرك النفاث، ويكمن تفوق هذه الصواريخ في انها تطير علي ارتفاعات منخفضه فوق الارض، من خلالها يصعب علي الرادارات تعقبها او التقاطها.

وتابع الخبير في دراسات الصواريخ ان الكشف الايراني عن هذه الصواريخ في الوقت الحالي يعتبر تغييرا درامتيكيا في سياسات الجمهوريه الايرانيه فيما يتعلق بالكشف عن مدي الصواريخ التي تمتلكها.

واوضح عنبار ان السلطات الايرانيه احجمت خلال السنوات الماضيه عند الحديث حول مدي الصواريخ التي تتجاوز 2000 كيلومتر، مضيفا ان الرساله من وراء هذا الكشف واضحه وهي ان هذه الصواريخ معده للدفاع والحفاظ علي المصالح الايرانيه في المنطقه القريبه منها فقط، مشيرا الي ان مدي 2500 كلم يغطي العديد من الدول، بينها معظم الدول المشاركه في حلف الناتو، فهو يمكنه ان يغطي بوخارست وبودابست ووارو واثينا وموسكو وكل تركيا ومعظم انحاء مصر.

وكشف الخبير الاسرائيلي انه في عام 2001 تم تهريب 12 صاروخا سوفيتيا من اوكرانيا، متسائلا عن امكانيه وصول هذه الصواريخ الي ايران، حسبما قالت السلطات الاوكرانيه اعترفت عام 2005.

وتابع ان قدره هذه الصواريخ علي تغطيه مساحات كبيره من اوروبا يضيف بعدا جديدا للصراع بين الولايات المتحده وروسيا فيما يتعلق بنشر منظومه الدفاع الصاروخي في اوروبا، فمنذ سنوات ترفض روسيا نشر هذه الدرع خاصه بدعوي ان الصواريخ الايرانيه لا يمكنها الوصول الي اوروبا او الولايات المتحده.

في السياق ذاته، قال محلل الشؤون العسكريه بصحيفه "هاارتس"، عاموس هرئيل، ان توقيت الكشف عن الصاروخ يتزامن مع معركه عنيفه تخوضها ايران مع الدول الست الكبار حول مشروعها النووي، مشيرا الي ان الدافع للكشف عن الصاروخ في هذا الوقت غير واضح، خاصه وانه جاء بقرار من المرشد الايراني، لكن يبدو للوهله الاولي انه استعرض عضلات للجيش الايراني يبعث برساله للغرب مفادها ان ايران لن توافق علي التفاوض حول اي شيء يخص برنامجها الصاروخي.

واكد هرئيل علي ان الجاب الاسرائيلي لم يعلق علي الصاروخ، لكن الواقعه بصفه عامه تخدم وجهه النظر الاسرائيلي فيما يتعلق بالمخاطر الكامنه في البرامج العسكريه للجيش الايراني، خاصه مشروع الصواريخ الذي لا تتطرق اليه القوي الكبري في مفاوضاتها بشان الملف النووي الأيراني.

ولفت هرئيل الي تصريحات قائد القوات الجويه الاسرائيلي، اللواء امير اشيل، الذي حذر من الفجوه الكبيره بين ما حققته منظومه الدفاع الجوي الاسرائيليه "القبه الحديديه" وبين ما يتوقعه الاسرائيليون من هذه المنظومه خلال عمليه الجرف الصامد، وقال ماذا سيكون الحال بالنسبه لصواريخ حزب الله او ايران التي تعتبر متقدمه ودقيقه جدا مقارنه بصواريخ حماس، خاصه وان اسرائيل لم تنته من تدشين منظومه صواريخ العصا السحريه وحيتس 3، وهذا يعني ان اسرائيل غير قادره علي حمايه كل اراضيها ضد الصواريخ.