اوباما يرجئ الضربة العسكرية ويعطي فرصة للدبلوماسية في سوريا

اوباما يرجئ الضربة العسكرية ويعطي فرصة للدبلوماسية في سوريا

منذ ما يقرب من 11 سنة

اوباما يرجئ الضربة العسكرية ويعطي فرصة للدبلوماسية في سوريا

اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء ان الوقت ما زال مبكرا لمعرفه ما اذا كانت الخطه الروسية لضمان امن الاسلحه الكيميائيه السورية يمكن ان تجنب هذا البلد ضربه عسكريه اميركيه، لكنه تعهد باعطاء الدبلوماسيه فرصه مع ابقاء "الضغط" العسكري.\nوقدم اوباما في خطاب الي الامه اوضح رد عرضه حتي الان علي هجوم بالاسلحه الكيميائيه استهدف مدنيين الشهر الماضي في ريف دمشق، بعد عده ايام من الدبلوماسيه المتردده والرسائل المتناقضه التي صدرت عن ادارته.\nوقال متوجها الي الاميركيين الذين سئموا الحملات العسكريه الداميه في الخارج، انه لا يمكنهم الاكتفاء بتحويل انظارهم فيما يتم قتل مدنيين واطفال ابرياء بالغازات السامه في هجوم القي بمسؤوليته علي نظام الرئيس السوري بشار الأسد، سواء لاسباب تتعلق بالامن القومي او بالمبادئ الاخلاقيه.\nوقال اوباما في كلمته التي استغرقت 16 دقيقه "ان مشاهد هذه المجزره مثيره للاشمئزاز: رجال، نساء واطفال ممددين في صفوف، قتلوا بالغازات السامه، اخرون تخرج الرغوه من افواههم يحاولون التقاط انفاسهم، والد يحمل اطفاله القتلي ويتوسل اليهم ان ينهضوا ويسيروا".\nوتعهد اوباما بابقاء القوات الاميركيه في مواقعها قباله السواحل السوريه لابقاء الضغط علي نظام الاسد فيما تتواصل المساعي الدبلوماسيه.\nوقد يكون هذا التحذير الحازم موجها ايضا الي روسيا للتاكيد علي ان الولايات المتحده لن تقبل بتكتيك يهدف الي المماطله او بدبلوماسيه طويله الامد يعتبر البعض انها ستكون نتيجه محتومه لمبادره موسكو.\nوتحدث اوباما عبر التلفزيون الوطني من "القاعه الشرقيه" (ايست روم) بعدما عدل خطابه في اللحظه الاخيره علي ضوء الخطه الروسيه المستجده والقاضيه بوضع ترسانه الاسلحه الكيميائيه السوريه تحت اشراف دولي لاتلافها.\nوقال اوباما متوجها الي الاميركيين من القاعه ذاتها التي اعلن منها لمواطنيه مقتل اسامة بن لادن في عمليه نفذتها وحده كوماندوس اميركيه في ايار/مايو 2011، انه "من المبكر القول ما اذا كان هذا الطرح سيكلل بالنجاح، وعلي اي اتفاق ان يتحقق من التزام نظام الاسد بتعهداته".\nوتابع "لكن هذه المبادره يمكن ان تؤدي الي ازاله خطر الاسلحه الكيميائيه بدون اللجوء الي القوه خصوصا وان روسيا هي من اقوي حلفاء الاسد".\nوقال انه سيرسل وزير الخارجية جون كيري الي جنيف لبحث المساله مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الخميس.\nكما تعهد بالعمل شخصيا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتسم علاقته معه بالفتور في ظل تراجع العلاقات بين البلدين الي ادني مستوياتها منذ الحرب الباردة.\nواكد اوباما الذي يتهمه منتقدوه ب"الضعف" اخذين عليه عدم تدخله في النزاع الجاري في سوريا منذ سنتين ونصف السنه، ان هذا الاختراق الدبلوماسي ليس سوي نتيجه للتهديد باستخدام القوه.\nوالاقتراح الروسي في حال نجح سيمنح الرئيس فرصه للخروج من مازق سياسي خطير يواجهه اذ قد يضطر الي الي اصدار امر بشن ضربه عسكريه علي سوريا بدون موافقه الكونغرس ولا تاييد الراي العام الاميركي ولا حتي دعم حلفاء اساسيين مثل بريطانيا والامم المتحدة.\nواكد اوباما انه من غير المطروح الا ترد أميركا علي الهجوم بالاسلحه الكيميائيه الذي وقع في 21 اب/اغسطس بالقرب من دمشق واودي بحياه اكثر من 1400 شخص بحسب واشنطن.\nوقال "حين يرتكب دكتاتوريون فظاعات، يعولون علي ان العالم سيحول انظاره في الاتجاه الاخر، الي ان تمحي هذه المشاهد المروعه من الذاكره".\nوتابع "لكن هذه الامور حصلت، الوقائع لا يمكن انكارها. المساله الان هي ماذا تعتزم الولايات المتحدة الأميركية والاسره الدوليه ان تفعل حيال هذا الامر".\nواكد "ان ما حصل لهؤلاء الاطفال ليس انتهاكا للقوانين الدوليه فحسب، بل انه يشكل خطرا علي امننا ايضا".\nواوضح اوباما انه يدرك ان الاميركيين سئموا كلفه النزاعات في الخارج بعد حربي افغانستان والعراق، مؤكدا انه اكثر اهتماما بانهاء حروب منه بفتح حروب جديده.\nلكنه لفت الي انه اذا لم تتحرك اميركا، فان الاسلحه الكيميائيه قد تستخدم مجددا في انتهاك فاضح للقوانين الدوليه.\nوطلب من الاميركيين ان يشاهدوا اشرطه الفيديو المروعه للهجوم في ريف دمشق.\nووسط الغموض الذي يحيط بحجم اي تدخل عسكري اميركي، حذر من ان النظام السوري سيدفع الثمن غاليا في حال استخدمت القوه العسكريه الاميركيه ضده.\nوقال اوباما "ان القوات الاميركيه لا تقوم بعمليات صغري. حتي ضربه محدوده ستوجه رساله الي الاسد لا يمكن لاي بلد اخر توجيهها".\nواذ لفت الي انه "لا اعتقد ان علينا الاطاحه بدكتاتور جديد بالقوه"، قال ان "ضربه محدوده يمكن ان تجعل الاسد او اي دكتاتور اخر يفكر مليا قبل استخدام أسلحة كيميائية".\nكذلك اوضح اوباما انه طلب من الكونغرس ارجاء التصويت علي طلبه للسماح باستخدام القوه العسكريه في سوريا، لاعطاء فرصه للدبلوماسيه.\nوفي مؤشر اضافي الي ان القوات الاميركيه لن تشن ضربات جويه في المدي القريب، اكد اوباما انه لن يتم استخدام القوه الي ان يصدر مفتشو الامم المتحده تقريرهم حول وقائع هجوم 21 اب/اغسطس.\nوظل انصار التحرك العسكري ومعارضوه في الكونغرس علي مواقفهم بعد خطاب اوباما، لكنهم اجمعوا علي تاييد قراره بتقصي السبل الدبلوماسيه قبل اي عملية عسكرية.\nوارجا مجلس الشيوخ الي الاسبوع المقبل علي اقرب تقدير عمليه تصويت علي قرار يجيز استخدام القوه لاعطاء الرئيس امكانيه التثبت من جديه الطرح الروسي.\nوكان زعيم الغالبيه الديموقراطيه في مجلس الشيوخ هاري ريد اعلن ارجاء عمليه تصويت اساسيه علي اعطاء الضوء الاخضر لاستخدام القوه في سوريا كان من المقرر ان تجري الاربعاء.\nونظرا الي ضعف التاييد للتحرك العسكري بين المشرعين وبصوره عامه لدي الراي العام، من غير الواضح متي يمكن ان يجري تحرك بهذا الشان في الكونغرس.

الخبر من المصدر