المحتوى الرئيسى

ميدل إيست مونيتور: لعبة الأرقام في 30 يونيو

07/16 14:25

نشر موقع " ميدل ايست مونيتور " تقريرا اليوم حول الاعداد التي اذيعت بخصوص الحشود المناهضه للرئيس محمد مرسى والتي وصفها التقرير بـ"لعبه الارقام " .

في 30يونيو علي الرغم من الصعوبات المعروفه في تقدير اعداد الحشود الكبيره، من الواضح ان لعبه الارقام تم لعبها من قبل المعارضه والجيش من اجل تنظيم وتبرير انقلاب ضد الرئيس محمد مرسي. ولسبب ما, العديد من الاطراف الخارجيه استخدمت هذه الارقام لتبرير تاييدهم للتدخل العسكري."

قدم الجيش فيديو مصور من قبل مروحية عسكرية للمظاهرات في القاهره الي وسائل الاعلام لتبرير انقلابهم، مؤكدا ان جميع الشعب خرج في مظاهرات ضد الرئيس مرسي وان بناءاًعلي ذلك لم يكن للجيش اي خيار سوي ان ينضم الي الشعب. و لكن تم تجاهل حقيقه ان بعض لقطات الفيديو المقدم كدليل ضد مرسي كانت في الواقع ماخوذه من فيديو لمظاهره لمؤيدين مرسي".

 ومما يثير القلق ان بعض الدول في الغرب بالاضافه الي شخصيات سياسيه رائده دعمت هذه الحجه دون التاكد من صحه الارقام المعلنه. لقد شاركوا في الانقلاب، الذي كان يستهدف ليس فقط الرئيس المنتخب ولكن عمليه التحول الديمقراطي في مصر ايضا علي اساس ان هذه هي اراده الاغلبيه الساحقه من الشعب."

لاعطاء احصاءاتها شيء من الاحترام والمصداقيه،ادعي التحالف المناهض لمرسي انه تم الحصول علي احصائيات حشدهم من التغطيه والتحليلات التي اجراها برنامج Google Earth. علي الرغم من ان لم تتاكد هذه الارقام من قبل عملاق الاقمار الصناعيه، فان التقديرات تراوحت ما بين 14.3 مليون و 33 مليون متظاهر. عند البحث علي الشبكه لم يظهر اي بيان رسمي من Google Earthلتاكيد هذه الادعاءات. و طلب MEMOمن جوجل التعليق علي هذا الموضوع لكنه لم يتلق ردا علي هذا الطلب."

"ما جعل الامور اكثر شكاً هو تدخل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والذي قال انه كان علي الجيش ان يختار بين "التدخل او الفوضي". واضاف انه علي الرغم من ان وجود "17 مليون" فرد في الشوارع لا يعتبر انتخابات، فانه "استعراض رائع لقوه الشعب."

"قبل عشر سنوات، في 15 فبراير 2003، المنظمين ووسائل الاعلام نقلوا ان اثنين مليون مواطن بريطاني سار في لندن احتجاجاً علي الحرب في العراق، وحتي شرطه العاصمه قدرت ان عدد الحاشدين وصل الي 750,000علي الاقل و تجاهلهم بلير بازدراء. الحجم الضخم لهذه المظاهره التاريخيه تم تسجيلها من قبل مروحيه شرطه العاصمه. في تلك الوقت لم تكن لندن الوحيده المعارضه للغزو بل كانت هناك مظاهرات متزامنه في 800 مدينه اخري حول العالم، شارك فيها ما يقدر ب 30 مليون متظاهر في ما كان يعتبر أكبر مظاهره عالميه في يوم واحد في التاريخ. و بناءاً علي ذلك عند مقارنه مقاطع الفيديو من هذه المظاهرات والتي من 30 / 6، يبدو انه من غير المحتمل ان 30 مليون شخص او حتي عشر هذا الرقم تم حشدهم في مصر في 30 يونيو."

"علي الرغم من ان جوجل حتي الان لم يؤكد هذه الارقام المهوله التي نقلته جبهه الانقاذ والتمرد، لقد قام باحثون غربيون باستخدام مسطره Google Earthلقياس حجم استيعاب ميدان التحرير والاماكن المحيطه به. وبعد استخدام هذا الاسلوب نفسه، استبعد الدكتور كلارك ماكفيل، وهو استاذ فخري في علم الاجتماع في جامعه الينوي، وخبير في علم قياس الحشود، امكانيه خشد مليون شخص في الساحه."

"في حين ان القاهره ليست ممثله لمصر باكملها فانها كمعظم العواصم مركزا لاحتجاجات وطنيه كبري. ان مساحه ميدان التحرير هو 53,000 متر مربع و المساحه من محيطها الي الجانب الاخر من النيل عبر جسر قصر النيل هو 13,000 متر مربع. و المنطقه الممتده من ميدان التحرير الي جسر 6 اكتوبر هو 20,000 متر مربع. وفقا لذلك، فان مجموع المساحه التي تجمع فيها المتظاهرين هي 86,000 متر مربع."

"و ان افترضنا ان اكبر عدد من الناس يمكن حشرها في المتر المربع الواحد هو اربعه، فهذا يعني ان السعه القصوي لميدان التحرير والمناطق المحيطه بها يوم 30 يونيو كانت 344,000 المتظاهرين."

اما بالنسبه لمساحة القصر الرئاسي والناطق المحيطه بها، فان شريط الفيديو الذي عرضته المعارضه كشفت ان طول المظاهره كان 1,400 متر (اقل قليلا من كيلومتر ونصف)،و بلغ عرضها 45 مترا، مما يعني ان المساحه الاجماليه هي 63,000 متر مربع.

وبالاضافه الي ذلك، كان هناك مظاهره اخري شمإل ألقصر في مساحه 9,000 متر مربع. مما يفيد ان مجموع المساحه المتاحه للمتظاهرين في محيط القصر الرئاسي هو 72,000 متر مربع.

وفقا لذلك، فان العدد الاجمالي للمتظاهرين حول القصر الرئاسي، وذلك باستخدام معادله اربعه اشخاص لكل متر مربع، يبلغ 288,000 متظاهر. وبالتالي فان المجموع الكلي للمتظاهرين في ميدان التحرير ومنطقه القصر الرئاسي يبلغ حوالي 000,632 شخص في اليوم المشار اليه. هذه الحسابات متسقه مع النتائج التي توصل اليها باحثون و مدونون مختلفون.

و حتي اذا زدنا الارقام، فان عدد متظاهرين يونيو 30 لا يمكن ان يزيد عن بضع ملايين من الناس في البلد كله. في الواقع، لا وسيله من وسائل الاعلام ذات مصداقيه، حتي تلك التي ضخمت و بالغت الاعداد،استخدمت اي تعبير غير المصطلح الغامض "ملايين المتظاهرين". و لكن وسائل الاعلام المصريه لم تكن متحفظه في تقاريرها. ووصف محمد حسنين هيكل، الكاتب المصري المخضرم ووزير الاعلام السابق في عهد جمال عبد الناصر المظاهرات يوم 30 يونيو بانها "غير مسبوقه في السياسه البشريه الحديثه ... اكبر من كل ما شهدتها انجلترا او فرنسا".

ومع ذلك، لا يوجد شيء في سلوك وسائل الاعلام المصريه قبل 30 يونيو يمكن ان يوحي بانها ستقدم تقدير غير متحيز للحشود في اليوم.المشار اليه. فان حملته الهادفه لشيطنه الرئيس مرسي و الاخوان طوال العام الماضي و حتي بعد الاطاحه به, بالاضافه الي دور الاعلام في تاييد، و نشر و الثناء علي افعال تمرد منذ ان بدات و حتي تحقيق هدفها، يمنعنا من اتخاذ وسائل الاعلام المصريه كمصدر موثوق محايد علي حجم احتجاجات 30 يونيو.

انه من غير المعقول ان استخدام مدبري الانقلاب لبرنامج Google Earthكمرجع لم ينظر بطريقه انتقاديه في مصر والشرق الاوسط و لا في الغرب. ان الافراد في مواقع السلطه والنفوذ تقبلت الارقام دون اي تحليل نقدي او تثبت. لكننا لا نعلم اذا هذا كان كسلاٍ منهم او بسبب التواطؤهم مع المعارضه المناهضه لمرسي.

ما هو مؤكد هو ان مصر تقف اليوم بشكل خطير علي حافه كارثه وطنيه. مع عدم وجود دستور ولا برلمان و برئيس مدني منتقاه بعنايه من قبل الجيش، اصبحت البلاد في حاله من الشلل السياسي والاستقطاب. علي الرغم من ان عمليه التحول الديمقراطي التي بدات يوم 25 يناير 2011 عانت من نكسه، لم يتم اجهاضها. فان المصريين الثوريين الذين اسقطوا نظام مبارك في 18 يوما، سيستعيد زمام المبادره و الشرعيه الديمقراطيه من اجل تحقيق الصالح العام. فان التقديرات المزعومه لبرنامج Google Earthلا يمكن ان تحل محل صندوق الاقتراع في تحقيق الاراده الديمقراطيه الحقيقيه للشعب.

"موقعه الجمل"اول لعبه استراتيجيه عن الثوره المصريهبرعايه رصد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل