المكسرات: هدف أبعد من مجرد التسلية

المكسرات: هدف أبعد من مجرد التسلية

منذ 4 أيام

المكسرات: هدف أبعد من مجرد التسلية

ربما يجدر بمتوسطى العمر وكبار السن الحرص على مناقشة مفردات النظام الغذائى الذى يبتغونه فمع تقدم العلم تظهر أهمية الغذاء وكيف أنه يساهم بالفعل فى دعم صحة الإنسان ومساندة مناعته فى مواجهة خطر المرض الذى يداهم الإنسان من حيث لا يدرى.\nعاصر العالم وعلى مدى الأعوام الثلاثة الماضية محنة جائحة الكورونا التى دون شك تركت آثارا سلبية كثيرة على ملامح جغرافيا العالم فوصلت إلى كل مكان على الأرض.\nمع الجهود الجبارة التى بذلت لمحاصرة الفيروس وعلاجه قدم العلم والعلماء ملاحظات عديدة بالغة الأهمية تتعلق بالمناعة ودعم صحة الإنسان فى مواجهة تباعات المرض منها تلك التى تتعلق بالمكملات الغذائية التى تفرز المناعة ومنها المكسرات.\nاليوم يشير العلم لفوائد جديدة عظيمة الفائدة فى دراسة حديثة نشرتها المجلة الأمريكية للتغذية الإكلينيكية وقام بها مجموعة باحثين من إسبانيا تحت عنوان «استهلاك أعلى مقابل استهلاك أقل للمكسرات» الاستهلاك الأعلى فى القدرات المعرفية خاصة المذاكرة لمن لا يتناولون قدرا كافيا من المكسرات!\nأوضح الباحثون فى بداية عرضهم للأمر أن المكسرات منتجات طبيعية غنية بالعناصر الغذائية والمكونات الداعمة للأعصاب الواقية لها وأن تناولها يفيد صحة الإنسان العقلية ويعزز قدراته الإدراكية.\nالدراسة أجريت على سبعة آلاف شخص من السيدات والرجال أعمارهم ما بين ٥٥ و٧٧ سنة جميعا يعانون من مشكلات صحية مختلفة منها السمنة وزيادة الوزن ومتلازمة الأيض (ارتفاع ضغط الدم وزيادة دهون الجسم خاصة حول الوسط مع السكر ومستويات غير طبيعية من الكولستيرول والدهون الثلاثية) استخدم الباحثون وسائل دقيقة فى تقييم درجات المعرفة المركبة لتقييم القدرات التنفيذية للوظائف الذهنية العامة والانتباه والقدرة على التنفيذ وتم تصميم منحنيات بيانية لتحليل ووصف تلك العلاقات.\nكانت حصة المكسرات فى الدراسة نحو ٣٠ جراما وتم تصنيف مدى تناول المكسرات إلى ٤ درجات هى: أقل من حصة فى الأسبوع، حصة إلى اثنتين فى الأسبوع ثلاث إلى ست حصص فى الأسبوع، سبع حصص أو أكثر فى الأسبوع.\nجاءت النتائج مشجعة إلى الدرجة التى دفعت الباحثين للتأكيد على ضرورة تناول المكسرات خاصة لدى كبار السن لأسباب كثيرة كلها صحية.\n< بداية أكدت الدراسة أن المكسرات بريئة من زيادة الوزن كما يخطر على ذهن الكثيرين بل على العكس تماما سجلت الدراسة أن استهلاك المكسرات يرتبط بانخفاض الوزن على المدى الطويل (استمرت الدراسة سنتين).\n< كان من الملاحظ أن تناول المكسرات يرتبط ببطء تدهور القدرات الإدراكية وربما توقفها وقد عزا الباحثون هذا لتأثير الدهون الجيدة غير المشبعة فى المكسرات والتى تعمل كمضادات للتفاعلات الالتهابية فى الشرايين.\n< وجود البروتين النباتى عالى الجودة والأحماض الأمينية الموجودة فى المكسرات له تأثيرات عصبية إيجابية من خلال تفاعلات مضادة للأكسدة فى الشرايين والأعصاب.\n< تحدثت الدراسة أيضا عن محتوى المكسرات من المعادن مثل الكالسيوم والماغنسيوم والبوتاسيوم وخلوها من الصوديوم وتلك تركيبة بلاشك مفيدة للغاية خاصة فى تخفيض ضغط الدم المرتفع ومدى استجابة الجسم لهرمون الإنسولين.\n< محتوى الألياف أيضا يمثل أهمية جنبا إلى جنب مع الدهون غير المشبعة ومركبات البوليفنيول المضادة للأكسدة فى تعديل بيئة الباكتيريا الصديقة فى الأمعاء فى اتجاه إيجابى يزيد من تكاثرها فيما يعرف بمحور الأمعاء والدماغ: زيادة نشاط الباكتيريا الصديقة فى الأمعاء له أثر إيجابى على وظائف المخ ومنها الذاكرة والإدراك.\nإذن فالمكسرات لم تعد للحظات التسلية وقضاء أوقات الفراغ إنما أصبحت أيضا وسيلة لتحسين مدارك الإنسان ودعم ذاكرته خاصة لدى كبار السن.

الخبر من المصدر