محاكاة إسرائيلية لاحتلال القطاع.. المزايا والعيوب والأضرار

محاكاة إسرائيلية لاحتلال القطاع.. المزايا والعيوب والأضرار

منذ 4 أيام

محاكاة إسرائيلية لاحتلال القطاع.. المزايا والعيوب والأضرار

أجرى معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي محاكاة لفحص تبعات احتلال قطاع غزة، وما إذا كان الأمر سيُحدث تغييرا جوهريا، وسيغير التوجهات السلبية في ساحة الحرب أم سيترتب عليه أضرار. فيما يلي جزء من هذه المحاكاة:\nأولا: ردود الأفعال على احتلال القطاع، بالنسبة للولايات المتحدة: يأتى إعلان احتلال القطاع فى وقت غير مناسب، بسبب تأثيره على الانتخابات الرئاسية. الهدف الرئيسى للإدارة يتمثل فى اجتياز الأشهر القادمة، عن طريق منع نشوب حرب إقليمية، ولتحقيق ذلك، تجرى اتصالات سرية مع طهران. وتعلّق مبادرة التطبيع، بما فى ذلك الاتفاق الدفاعى مع السعودية. تزيد الإدارة من ضغوطها على إسرائيل لتوفير المساعدات الإنسانية للسكان، وتهدد بفرض عقوبات عسكرية على إسرائيل، إذا مضت قدما فى مبادرات الاستيطان فى قطاع غزة.\nأما حماس: ترى أن غوص إسرائيل فى وحول غزة يخدمها فى المدى الطويل. فهى تكبّد قوات الجيش الإسرائيلى الخسائر من خلال حرب العصابات؛ تخلق استفزازات على محور «فيلادلفيا» ؛ تستمر فى احتجاز الرهائن فى الأنفاق، وتعلن أنها لن توافق على صفقة، إلّا إذا انسحبت إسرائيل من القطاع، وتم تقديم ضمانات أمريكية لوقف إطلاق نار دائم.\nالسلطة الفلسطينية: تُظهر عجزها وعدم كفاءتها. تطالب بعقد مؤتمر دولى يعمل على إخراج إسرائيل من القطاع، وتدعو إلى تشكيل قوة دولية تستلم القطاع. وفى الوقت نفسه، تحاول تعزيز حكومة وحدة من التكنوقراط لتحكم قطاع غزة أيضا.\nالجمهور الفلسطينى فى الضفة: يطلق نشاطا شعبيا عنيفا ضد قوات الاحتلال ، وضد القيادة الفاشلة للسلطة الفلسطينية، مطالبا بتغييرها وإجراء انتخابات فورية. يتوسع التمرد الشعبى ضد المستوطنين، واقتحامات تتجاوز الخط الأخضر نحو البلدات الإسرائيلية المتاخمة له. يتطلب ذلك تعزيز قوات الجيش الإسرائيلى، مما يؤدى إلى تقليل القوات فى ميادين المواجهة فى الشمال.\nإيران وحزب الله: راضيان عن الأثمان الباهظة التى تتكبدها إسرائيل. تلتزم إيران مواصلة حرب الاستنزاف ضد إسرائيل عبر حلفائها، وكذلك مهاجمة القوات الأمريكية فى الشرق الأوسط والإضرار بمسارات الشحن. ترى طهران أن الوضع الجديد يقلل من احتمالات شن هجوم ضد حزب الله فى لبنان، ومع ذلك، تعلن أنه إذا صعّدت إسرائيل إلى حرب مع حزب الله، فإن إيران ستهاجم إسرائيل وحلفاءها فى المنطقة، مباشرةً من أراضيها. يُراكم زعيم حزب الله حسن نصر الله ثقته بقوته. فى الوقت نفسه، يتم تعزيز الجهود لتهريب الأسلحة والأموال لدعم «الإرهاب» فى الضفة الغربية، عبر الأردن.\nالأردن: يعيش وضعا استراتيجيا حرجا، تتفجر تظاهرات عنيفة فى صفوف فلسطينيى الأردن للمطالبة بإلغاء اتفاقيات السلام ووقف التنسيق الأمنى مع إسرائيل. يتوقف الجيش الأردنى عن محاولات اعتراض الطائرات من دون طيار، ويقلل أيضا من اعتراضه على ملف تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية.\nالمملكة العربية السعودية ودول الخليج: تتوقف عمليات التطبيع والعلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، وفى الوقت نفسه، يجرى تعزيز العلاقات السياسية والتجارية مع إيران.\nروسيا والصين: تتحدان فى إطار جهد دولى موجّه ضد إسرائيل والولايات المتحدة، وتعززان صفقات الأسلحة مع إيران.\nالمجتمع الدولى: يهدد بفرض عقوبات قاسية ضد إسرائيل، إذا شجعت هجرة الفلسطينيين والفلسطينيات من القطاع، أو ضمت أراضى فى الضفة الغربية؛ يتهم إسرائيل بانتهاك أوامر المحكمة الجنائية الدولية؛ تقوم المحكمة بتوسيع نطاق أوامر الاعتقال ضد كبار المسئولين فى إسرائيل وقادة الجيش الإسرائيلى؛ يتخذ المجتمع الدولى قراره بشأن تعزيز ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بصفتها وكالة مركزية لإغاثة الشعب الفلسطينى.\nأشارت المحاكاة إلى عدد من الإسقاطات السلبية على إسرائيل، لكن، ليس من الواضح إلى أى مدى يمكن لهذه الإسقاطات أن تتطور، ومنها: الضرر الذى سيلحق بالعلاقات القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة، والجمود الذى سيصيب معاهدات السلام القائمة، ولعله يؤدى إلى إلغائها، والعبء العسكرى الناجم عن جبهات القتال جميعها، فضلاً عن أن احتلال القطاع لا يساعد فى حلّ معضلة العثور على جهة تكون مسئولة عن إدارة القطاع من بعدها، إلى جانب السؤال المتعلق بقدرة إسرائيل على بلورة استراتيجية للخروج من الورطة التى ستجد نفسها فيها.\nومع ذلك، ناقشت المحاكاة مسألة توفير احتلال القطاع حلا للمشاكل الأمنية التالية: منع نموّ «حماس» وتجديد آليات سيطرتها على القطاع ونزع السلاح منه، وضمان حرية العمل العسكرى الإسرائيلى للقضاء على الخلايا «الإرهابية»، وتأمين المساعدات الإنسانية ووصولها إلى السكان، والحيلولة دون انتشار الفوضى المتمثلة فى سيطرة العناصر «الإجرامية والمتطرفة» على القطاع. ومحاربة التطرف، من خلال مراقبة المناهج التربوية والأطر التعليمية فى القطاع.\nلكن احتلال القطاع ينطوى على عدد كبير من الأضرار، منها: الدخول فى حالة تفرض على إسرائيل كثيرا من الديون والأعباء، من دون توفُّر يقين بشأن متى وكيف يمكن إنهاء هذا الاحتلال. وتفيد تقديرات جهات مختلفة بأن تكلفة هذا الاحتلال ستتمثل فى عشرات المليارات من الشواكل فى كل سنة، فضلاً عن تكلفة بقاء قوات الجيش فى القطاع بعديد قوات يتكون من ثلاث فرق. وواجبات الحكم العسكرى ومجالات مسئوليته من ناحية: النظام العام، توفير الوقود، توفير الخدمات الصحية، مكافحة الأوبئة، الاهتمام بالقطاع الصحى، توفير الكهرباء، تنظيم السكن، جمع النفايات، ورفع ركام المبانى، الخدمات الدينية وخدمات الدفن، المجال التعليمى، التوظيف، الرعاية الاجتماعية، إصلاح شبكات الطرق والبنى التحتية، الاهتمام بإقامة خدمات إطفاء وإنقاذ، إدارة سجل السكان، بناء منظومة فرض القانون، ومنها العمل الشرطى، والتحقيق، والاعتقال، والمحاكمة، والحبس، ولاحقا: الخدمات الاجتماعية العامة. وقد تمت فى المحاكاة مناقشة عداء السكان تجاه الحكم العسكرى الذى أدى أيضا إلى رفع منسوب العمل «الإرهابى»، ومظاهر الانتفاض والمقاومة الشعبية.\nأضرار ثقيلة ستُلحق بمكانة إسرائيل الاستراتيجية، وأهمها القضاء على فرصة توقيع اتفاقية تطبيع مع السعودية، وإقامة تحالُف أمنى إقليمى تقوده الولايات المتحدة، وتشركُ فيه الدول العربية المعتدلة إسرائيل.\nمعهد دراسات الأمن القومى\nمؤسسة الدراسات الفلسطينية

الخبر من المصدر