المحتوى الرئيسى

مفاجآت مثيرة فى جريمة المحامى.. قتل عائلته بسبب الميراث

07/06 04:07

في الوقت الذي خلد فيه الأهالي إلى نومهم بعد يوم حافل بالعمل في كل بيت يلتمسون الراحة في هدوء وسكينة؛ كان محمد المحامي يخطط لارتكاب مذبحة في بيت أسرته ولكن على طريقته الخاصة، فقد عزم على أن يقتل أغلى الناس في حياته وهي والدته وشقيقيه، لكي ينهي حدة الخلاف المستمر بينهم بسبب الميراث وسوء معاملتهم له على حد زعمه؛ فألهمه تفكيره الشيطاني إلى التخلص منهم جميعًا وفي آن واحد ليضع حدًا لهذا الخلاف؛ فرسم السيناريو ووضع الخطة لكي ينفذها بإتقان ثم انقض عليهم كالوحش المفترس الذي يصطاد فريسته مستغلاً نومهم وكأنه شيطان في صورة إنسان ليذبحهم جميعًا ويقطعهم كما يقطع الذبيحة ثم يشعل النار في أشلائهم لكي يحاول إخفاء معالم جريمته ويفر هاربا إلى كفر الشيخ حتى سقط في قبضة رجال الشرطة، التفاصيل في السطور القادمة.

بينما كان الهدوء يسود أرجاء عزبة رستم التابعة لقرية الشين بمركز قطور بمحافظة الغربية، كعادة أهل القرى، كان منزل أسرة محمد المحامي يسوده التوتر ويخيم على المكان ملامح مذبحة بشعة بسبب الخلافات المتكررة بينه ووالدته وشقيقته وشقيقه، بدأت أصواتهم تعلو بعد مشادات كلامية وصلت إلى مسامع الجيران، ثم فجأة يسود الصمت المكان، ويعتقد الجيران أن الأمور قد هدأت ويذهبون للنوم حتى أشرقت شمس اليوم التالي؛ ليستيقظ الأهالي على مذبحة أسرية بشعة نفذها الابن الكبير في حق والدته وشقيقته العشرينية، وشقيقه الأصغر، ثم أشعل النيران في أجسادهم معتقدًا أنه بتلك الحيلة سيفلت من حبل المشنقة، ثم يفر هاربا قبل أن ينكشف أمره ليختبئ داخل مزرعة بمحافظة كفر الشيخ.

بعد أن ارتكب المتهم جريمته بدأت تنبعث رائحة كريهة بالتزامن مع غياب أفراد الأسرة في ظروف غامضة واشتعال النيران داخل حظيرة المنزل على غير العادة؛ فقد لاحظ الجيران تصاعد أدخنة كثيفة وألسنة لهب من داخل حظيرة الماشية الخاصة بمنزلهم المقابل لمسكن الجيران، فدخلوا مسرعين لاستطلاع الأمر وفي غضون دقائق معدودة انتشر الخبر في أرجاء العزبة وتجمع الأهالي أمام المنزل، وتم إبلاغ أجهزة الأمن بمديرية أمن الغربية، لتحضر قوات الشرطة في دقائق معدودة، وبالفحص والمعاينة عُثر على رماد قش مشتعل يحتوي على بقايا عظام يشتبه في آدميتها علاوة على العثور على صاروخ كهربائي عليه آثار دماء، وسط اختفاء قاطني المنزل محل الحريق في ظروف غامضة؛ لتفتش قوات الشرطة في المنزل حتى اكتشفوا الطامة الكبرى؛ حيث عثر رجال الأمن على بقايا أشلاء آدمية وعدد من الأسلحة البيضاء عبارة عن سكاكين عليها آثار دماء، ويتضح أن تلك الأشلاء هي؛ للأم بدرية مقلد، 52 سنة ، وابنتها أمنية 27 سنة، وشقيقها الأصغر محمود 19 سنة، وبالفحص والمعاينة وسماع أقوال شهود العيان تبين أن الابن الأكبر محمد 29 سنة ويعمل محاميا وراء ارتكاب الواقعة لوجود خلافات سابقة حول الميراث، علاوة على أنه مهتز نفسيًا ودائم التعدي عليهم بالضرب بعد وفاة والده الذي كان يعمل بوزارة التربية والتعليم، قبل بضع سنوات بحسب أقوال الجيران.

شكل قطاع الأمن العام تنسيقًا مع مديريتي أمن الغربية وكفر الشيخ، فريق بحث جنائي على أعلى مستوى لكشف ملابسات الواقعة وتوصلت جهوده إلى أن بقايا الأشلاء الآدمية المعثور عليها خاصة بإحدى السيدات قاطنة بالمنزل ونجلتها ونجلها المقيمين أيضًا بالمنزل المشار إليه، كما تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نجل وشقيق المجني عليهم، الذي يعمل محاميا.

أعدت عدة مأموريات لاستهداف المتهم بأماكن تردده والمحتمل هروبه إليها، علاوة على تتبع خط سيره، وتمكن رجال الشرطة عقب تقنين الإجراءات القانونية اللازمة واستئذان النيابة العامة، من ضبطه بمكان اختبائه بإحدى المزارع بمحافظة كفر الشيخ، و بمواجهته أقر خلال التحقيقات التي أجريت معه بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه، وذلك لوجود خلافات عائلية بينه والضحايا، حول الميراث، وسوء معاملتهم له على حد قوله.

كشفت التحقيقات؛ أن المتهم تسلل في ساعة متأخرة ليلة الواقعة وبحركات هادئة وخطوات بطيئة إلى شقة والدته التي تمكث معه بنفس المنزل رفقة شقيقته وشقيقه، وبدلاً من أن يكون سندهم بعد وفاة والده، سلبهم أرواحهم ومزق اجسادهم وحولها إلى أشلاء غير متعارف عليهم، للحصول على الجزء الأكبر من الميراث، فقد أعد المتهم لارتكاب جريمته 6 سكاكين وصاروخا كهربائيا صغيرا، وأواني وأكياسا بلاستيكية، ومعطرا، وبدأ بدم بارد في قتلهم وتقطيعهم واحد تلو الآخر، دون أدنى مشاعر للإنسانية وبلا خوف، ثم جلس على المقعد وسط الجثث الثلاثة يفكر كيف يخفي جريمته؛ ليقرر نقلهم في حظيرة المواشي، حتى يختلط الرفات بالتراب، ويسود الهدوء داخل المنزل لعدة أيام ثم أشعل فيهم النار لإخفاء معالم الجريمة تماماً، وبدأ الدخان يتصاعد فيما كان المتهم يمارس حياته، بشكل طبيعي جدا، خرج لجلب الأسمدة الخاصة بأرضه الزراعية، وشراء معطر وأكياس بلاستيك، وعاد إلى المنزل مرة أخرى، في ظل الغياب المفاجئ لباقي أفراد الأسرة، خرج المتهم واستقل العربة الكارو الخاصة بهم وذهب إلى قرية الشين، من أجل شراء جبس وأسمنت، وزجاجة مياه نار، بحسب ما رواه الأهالي، وقبل اكتشاف الجريمة بساعتين، كان المتهم في مسجد العزبة، يؤدي صلاة العصر، وبعد خروجه اشترى زجاجة مياه غازية وبعض أنواع من البسكويت، وعندما شعر باكتشاف أمره فر هاربًا واختفى تمامًا عن الأنظار.

بدأت الرائحة تنتشر في أرجاء المكان ولاحظ الجيران روائح تشبه احتراق لحم وشعر وعظام مما أثار انتباههم فاتصل أحد الجيران  بابن عم المتهم قائلاً له:»تعالي شوف ابن عمك شكله عامل مصيبة ومش عارفين بيحصل إيه عنده في البيت»، وعندما أتي ابن عمه وللوهلة الأولى منذ اقترابه من باب المنزل وهو يشعر أن مكروها قد حدث ولكن لم يتخيل ما سوف يراه حتى من هول المشهد سقط مغشيًا عليه بعدما ضرب الباب بقدمه ودخل الحظيرة هو والجيران، الذين أصيبوا بالذهول والصدمة، فيما كثفت أجهزة الأمن من جهودها لضبط المتهم وبعد يومين فقط تمكن رجال الأمن العام والمباحث الجنائية، من تحديد مكان اختباء المتهم في إحدى المزارع بمحافظة كفر الشيخ، وتمكنوا من القبض عليه وإحالته للنيابة وبمواجهته اعترف بتفاصيل الواقعة وأمرت النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق وقرر قاضي المعارضات تجديدها 15 يوما أخرى، كما أمرت النيابة العامة بتكليف المعمل الجنائى والطب الشرعي بأخذ عينات من المتهم، لإجراء تحليل البصمة الوراثية (DNA) ومضاهاتها ببصمة جثامين الضحايا، لتحديد هوية الجثث ومدى صلتها بالمتهم، وكشف وجود مادة محفزة أو قابلة للاشتعال من عدمه في مكان العثور على أشلاء جثث الضحايا، حيث أن أشلاء الجثث نقلت في أكياس بلاستيكية إلى مشرحة مستشفى المنشاوى العام، وهى عبارة عن بقايا قطع لحم آدمية مشوهة، وبها آثار حريق، وليست جثثًا كاملة، وذلك حتى يمكن إصدار التصريح بدفن بقايا هذه الجثث.

وبسؤال الجيران وشهود العيان أكدوا؛ أن المتهم دائم التعدي على والدته وأشقائه بالضرب بعد وفاة والده، ومع مرور الأيام كانت الأمور تزداد تعقيدًا لينهال على والدته بالسب والشتم والضرب، مما دفعهم إلى الاستعانة بعدد من كبار رجال عزبة رستم، وأعضاء القضاء العرفي وفض المنازعات، ليقرروا في خلال جلسة عرفية بعزله عن أسرته للعيش في شقة بمفرده، دون أن يدروا ما ستحمله الأيام ويوم الجريمة انهال المحامي على أسرته بالضرب قبل أن يقتلهم ويشعل النيران في أجسادهم، ومع انبعاث رائحة الدخان، توجه الجيران لمعرفة مصدرها، قبل أن يخبرهم أنه يشعل النيران في القمامة للتخلص منها قائلاً؛ «دول شوية زبالة بحرقهم»، وهذا ما آثار اندهاش الجيران، ويشاء القدر أن تُكشف جريمته بمكالمة تليفونية من أحد أقاربهم يخبرهم بتعيين أمنية شقيقته الصغرى معيدة بإحدى الكليات، لكن مع محاولات الأقارب بالاتصال بهم دون جدوى جرى التوجه إلى المنزل لمعرفة الأمر؛ ليتم العثور على الأشلاء في حالة تفحم، وجرى نقلهم إلى مشرحة مستشفى المنشاوي العام بطنطا. 

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل