عبد السلام النابلسي.. كوكتيل مواهب استثنائي ونهاية مأساوية 

كتبت: هناء سمير 

عبد السلام النابلسي أحد أساطير الكوميديا، فنان صاحب كاريزما خاصة يعتمد في أدائه على السهل الممتنع بالرغم أنه كان شاعراً وأديباً وعندما ترى طلته علي شاشة التلفزيون لا تستطيع ان تكتم الضحكه اعجابا بأداءه التمثيلي وحركة جسده المميزة

عبد السلام النابلسي مواليد عكار - طرابلس - لبنان نشأ في وسط عائله متدينة مع والده رجل الدين الذي رحل الى مدينة نابلس عندما كان قاضيا وعندما بلغ عبد السلام سن العشرين أرسله إلى القاهره ليلتحق بالأزهر الشريف ويحفظ القران و لقد برع في اللغه العربية إلى جانب اتقانه اللغه الفرنسية والإنجليزية الذي تعلمهما في بيروت، 

 التحق بفرقة جورج أبيض المسرحية ولكن والده لم يرضى عن هذا فمنع عنه المال مما دفعه لاحتراف التمثيل كمهنة لكسب المال فانصم في ١٩٢٣ إلى فرقة رمسيس لكن يوسف وهبي طرده من الفرقه لعدم حفظه لدوره في المسرحية جيدا .

عبد السلام النابلسي والصحافة

لقد عمل عبد السلام النابلسي في مجال الصحافه في مجلة الطائف المصورة ومجلة الصباح وكان يوقع باسم (ممثل)، وجريدة الأهرام ، وعمل مترجما في دار الهلال ونجح في لفت الأنظار عن طريق المقالات المترجمة عن صناعة السينما، وقامت عزيزة أمير بإرساله لدراسه الإخراج السينمائي ولكنه رجع بعد إفلاسها ورجع للعمل الصحفي مره أخرى.

اقرأ أيضا| في ذكرى ميلاد عبد السلام النابلسي.. سطور من حياة «حسب الله السادس عشر»

ظهر على الشاشة لأول مرة في فيلم (غادة الصحراء) عام ٢٩ علي يد السيدة آسيا ولكن (وخز الضمير) عام ٣١ هو الذي فتح له أبواب السينما واكتشفه المخرج كمال سليم في دور شاب مستهتر في فيلم ( العزيمة) واستمر في دور الشاب الخفيف الظل ونجح في تقديم شخصية الشاب الارستقراطي أو مدعي الأرستقراطية او المتعالي على الطبقه الكادحة بشكل طريف،

وفي عام ٥٦ قام عبد السلام النابلسي بأول أدواره كممثل في فيلم (حب وإنسانية ) 

لقد أنتج حوالي خمس أفلام ولكنها لم تنجح تجاريًا وجرت عليه متاعب مالية مثل ( حلاق السيدات- عريس مراتي- حبيب حياتي ) ولكنه حقق أكبر نجاحاته في الأدوار المساعدة  

وقدم عبد السلام النابلسي العديد من الأدوار مع عمالقة زمن الفن الجميل أمثال ( عبد الحليم حافظ - حسين رياض - ناديه لطفي- صباح - زينات صدقي- واسماعيل يس- فريد الأطرش وغيرهم، وتميز في أداء شخصية حسب الله في فيلم شارع الحب وإيفهاته الشهيرة ( أبسطها يا باسط) ومشهد حلة الملوخية وجملته الشهيرة (كفاية متبسطهاس أكتر من كده ) تجعلك بتلقائيته الشديدة تغرق في موجة ضحك.

رحل الفنان إلى لبنان بعد تفاقم مشاكله مع الضرائب التي وصلت إلى مبلغ ١٢ ألف جنيه. وتم تخفيضها إلى ٩ آلاف ويقال أنه هرب فلوسه في دبدوب أطفال في المطار وعندما وصل لبنان أخذ يرسل ٢٠ جنية شهرياً لتسديد الضرائب التي عليه و ذلك يعني تسديدها على ٣٧ عاما و هذا ما اعتبرته مصلحة الضرائب عدم جدية في السداد فحجزت على أثاث شقته المستأجرة في الزمالك و ظلت القضية معلقة حتى وفاته و عاش في بيروت ملكا و في عام ١٩٦٣ اصبح مديراً لشركة المتحدة للأفلام و ساهم ذلك في زيادة الأفلام المنتجة كل عام في لبنان مثل (فاتنة الجماهير- باريس و الحب- أفراح الشباب- بدوية في باريس) و غيرها من أفلام 

تزوج من جورجيت سبات دون علم أسرة الفتاة التي دخلت معه في صراع مرير و أرغمته من خلالها على تطليقها قبل ان تحكّم المحكمة بصحة الزواج و يتم الصلح بينهما

فقد تلاحقت عليه الأحداث في الأشهر الأخيرة من حياته الخاصة حيث أعلن بنك انترا في بيروت إفلاسه و هذا معناه إفلاس النابلسي هو الآخر لأنه كان يضع كل أمواله في هذا البنك .