المحتوى الرئيسى

هل دفع طفل أسيوط ثمن الخرافات وأوهام البحث عن كنوز المقابر؟.. تفاصيل صادمه

06/27 05:28

محمد‭ ‬عطية‭ ‬- أسيوط : أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوى

مازالنا أمام كارثة حقيقة نراها تحدث كثيرا وللأسف محركها الأول الدجل والشعوذة التي تملأ عقول مرتكبيها في صعيد مصر؛ فأصبحنا نشاهد دماءً بريئة تسيل هنا وهناك بزعم أن هناك مقبرة اثرية أسفل بيت ما، فلازال حتى الآن يعتقد ويؤمن البعض بما يقوله الدجالون والمشعوذون طمعا في الثراء السريع، مقتنعين بكلام من يطلقون على انفسهم انهم شيوخ وعالمين ببواطن الأمور وأن من اشترطات فتح المقابر الاثرية قتل أطفال أبرياء قربانا للجن أو حراس تلك المقابر، وهذا ما حذرت منه "أخبار الحوادث" منذ اعداد قريبة مضت في تحقيق باسم "أوهام الكنز" تحديدا في العدد رقم "1680" بتاريخ 6 يونيو 2024، لكن للاسف دون جدوى، لنجد نفسنا اليوم أمام جريمة بشعة بكل معان الكلمة بإحدى محافظات الصعيد بجنوب مصر، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية.

بعيدًا عن كل شئ هل شهوة الجشع والطمع للبحث عن الكنوز والحصول على المال صارت تصيب صاحبها بالعمي !؟، حتى يسرع على الفور لسماع كلام المشعوذين والخرفات في قتل وازهاق روح ودم طفل برئ كما أمر الدجال او الشيخ أو الجن والادهي في الامر أنه في كثير من الاحيان يكون ذلك الطفل الضحية هو أحد اقاربك أو طفلك، فتدفعه دافعًا سريعًا للموت من أجل السعي وراء الكنز والمال.

"محمد عصام أبو الوفا مهران" طفل برئ صافي النية ذو وجه بشوش لا يعرف سوى الابتسامه الصادقة على وجهه معروف لدى الجميع بأنه طفل يسبق سنه كونه ذكي للغاية وسريع البديهة والملاحظة لا يعرف سوى دراسته نظرات عينه توحي لك بعدة كلمات؛ اتركوني ألعب واجري وآلاحق فراشات طفولتي يبلغ من العمر سبع سنوات، تلميذ في الصف الأول الابتدائي يمكث مع اسرته الصغيرة في قرية الهمامية بدائرة مركز البداري التابعة لمحافظة أسيوط، مثله كمثل باقي الأطفال في مثل سنه انهى امتحاناته والفصل الدارسي بنجاح وتفوق منذ أسابيع بسيطة وبدأ يستمتع بإجازته في اللهو مع باقي أصدقائه داخل قريته الصغيرة، إلا أنه منذ أيام قليلة ,في أسبوع العيد دخلت عليه والدته لايقاظه ليتناول طعام الافطار معهم، اسيقظ "محمد" كعادته بكل نشاط وحيوية وبراءة الاطفال في عينيه وكما يقولون، لكن في ذلك اليوم وعكس باقي الايام الماضية ولان العيد داخل القرى والمحافظات له بهجة خاصة، ارتدى "محمد" ملابسه الجديدة التي اعدها ليلا وخرج لتناول الافطار مع اسرته الصغيرة ثم اعطى له والده "العيديه"، وعلى غير العادة ارتمى الصغير في حضن والديه بشكل اثار اندهاش الجميع وكأنه يودعهم، حتى ان والده داعبه قائلا: "هو انت مسافر يا محمد انت طالع تلعب بهدومك الجديدة". 

خرج "محمد" ليستمع بأجواء العيد مع أصدقائه مرت ساعة تلو الأخرى إلى أن عم الليل على القرية الصغيرة، إلا أن "محمد" لم يعد على الغداء، اسرته لم تدقق في تأخير صغيرها كونه يوم عيد وفرحة، إلا أن الساعة تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل ولم يعد صغيرهما، انتابت الأب حالة من القلق على صغيره فهرول مسرعًا يبحث عن فلذة كبده خارج البيت وفي شوارع القرية يسأل جيرانهم وأقاربهم إلا ان كل محاولات البحث التي قام بها الأب والأسرة بلا جدوى بعدما باءت بالفشل، لم يجد الأب الملكوم حالًا إلا الذهاب لمركز الشرطة لتحرير محضر بتغيب نجله، وأثناء ما كان يجلس المقدم مروان جمال رئيس مباحث البداري يباشر عمله، طرق بابه الاب ليسمح له بالدخول ليبدأ الاب يروي له الحكاية كاملة، سرعان وحرر له ضابط المباحث محضرا، لم ييأس الاب وهرول مسرعًا للبحث عن ابنه مرة أخرى لكن في تلك المرة اتسعت دائرة البحث بالاقارب والاصحاب والجيران حتى جروب القرية على صفحات السوشيال ميديا في محاولة من العثور عليه فكل ساعة كانت تمر على الاسرة الصغيرة كانت تمر وكأنها سنة كاملة عليهم، يمر الوقت كالرصاص على قلوبهم، لكنهم يأملون أن يعود إليهم سالمًا، او حتى ميتًا راضين بقضاء الله في ان يكون صغيرهم تعرض لحادث مروري أو ما شابه ذلك، ففي النهاية أكرام الميت دفنه.

لكن رجال المباحث كان لهم رأي آخر؛ بعد أيام قليلة من البحث عن "محمد" استيقظ أهالي قرية الهمامية بدائرة مركز البداري التابعة لمحافظة أسيوط على جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان، وهي العثور على جثة طفل وسط زراعات الذرة الشامية مذبوحًا ومبتور اليدين بالاضافه الى تشوه وجه بمية النار لإخفاء ملامح الجثة، مشهد صعب على كل من رآه خاصة وان المجني عليه يبدو من صغر حجمه طفل صغير، وتساءل الجميع وقتها في حزن وعيون باكية، بأي ذنب قتل وتم التمثيل بجثة هذا الطفل بهذه الدرجة؟!

سرعان واخطر رئيس المباحث، اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط والذي أمر بتشكيل فريق بحث برئاسة المقدم مروان جمال رئيس مباحث البداري، ومعاونيه الرائد سامي ثروت، والرائد محمود القاضي، تحت اشراف اللواء توفيق جاد مدير المباحث، والعميد مصطفى حسن رئيس مباحث المديرية، وبالتنسيق مع العميد شريف أبو النجا رئيس فرع الأمن العام، سرعان وانتقلت المباحث الى موقع الجثة وتبين من المعاينة والفحص؛ أن الجثة للطفل المبلغ بغيابه منذ أيام وهو "محمد عصام" به ذبح قطعي بالرقبة ومقطوع اليدين وإختفاء الأجزاء المبتورة كما تبين تشوه وجه المجني عليه بمية النار لإخفاء ملامحه، وباستداء الاب هرول سريعًا وهو يدعى من قلبه الا يكون ابنه، لكن لا هروب من الواقع الأليم، وقف الاب في حالة صدمه بمشهد مروع لابنه مقتولًا ومقطوع اليدين وآثار ماء النار على رأسه، فقد تعرف على جثة فلذة كبده من ملابسه التي كان يرتديها، انهار الاب في البكاء وارتمى بالاض يحضنه جثة ابنه للمرة الأخيرة، وبدأت التحريات اللازمة والتي توصلت الى أن وراء ذبح الطفل؛ نجل عمه ويدعى "ع.ا" وأولاده وآخرين وذلك لذبح الطفل وتقديمه كقربان لفتح مقبرة أثرية حسب طلب "الشيخ" المشارك في الجريمة، كما كشفت التحريات أن المتهمين خطفوا الطفل وكمموه أثناء اللعب بالهاتف أمام منزل والده، ثم قاموا بذبحه وتقطيع يديه على المقبرة الاثرية ثم إلقاء الجثة وسط الزراعات، سرعان تم أعداد عدة كمائن ثابته ومتحركة مستهدفه المتهمين، وتم ضبطهم واقتيادهم الى ديوان المركز وبمواجتهم اعترفوا بإرتكاب الجريمة، تم تحرير محضر بالواقعة إخطار اللواء وائل نصار مدير أمن أسيوط، والذي أمر بإحالتهم الى النيابة العامة التي تولت التحقيق برئاسة المستشار عبدالله زايد، لكن يبقى السؤال الاهم الى متى يدفع الضحايا خاصة الأطفال حياتهم ثمنًا للخرافات والدجل باسم فتح المقابر الأثرية؟

في الوقت ذاته وبعدما استلم الاب جثة ابنه شيع الآلاف من أهالي قرية الهمامية جثمان الطفل إلى مثواه الأخير وسط حالة من الغضب وصرخات الاهالي بسبب ما حدث للطفل الصغير، كما أكد أهالي القرية؛ أن الطفل من أسرة بسيطة وليس لديها أي عداوات مع أحد من القرية أو القرى المجاورة وأن ما حدث للطفل هو حادث شنيع لا يمكن تقبله نهائيًا مطالبين بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة للتمثيل بجثمان الصغير أثناء احتفاله بالعيد الأضحي.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل