المحتوى الرئيسى

كينيا: المتظاهرون يرفعون سقف المطالب ويحشدون لرحيل الرئيس رغم انتشار الجيش وقطع الإنترنت - BBC News عربي

06/27 03:46

صدر الصورة، Getty Images

أعلن رئيس كينيا، ويليام روتو، سحب مشروع قانون المالية للعام الحالي، والذي يتضمن زيادات ضريبية مثيرة للجدل بعد احتجاجات دامية شهدت إحراق البرلمان، يوم الثلاثاء.

وفي خطاب موجه إلى الأمة، قال إنه من الواضح أن الكينيين "لا يريدون" هذا المشروع.

وأقرّ روتو بـ"الفشل"، مضيفاً أنه لن يوقع على "المشروع" ليصبح قانوناً سارياً.

ووفقاً للجنة الوطنية الكينية لحقوق الإنسان التي تمولها الدولة، فقد قُتل ما لا يقل عن 22 شخصاً في احتجاجات يوم الثلاثاء،

وقال روتو إنه سيدخل الآن في حوار مع الشباب الذين كانوا في طليعة أكبر الاحتجاجات التي شهدتها البلاد منذ انتخابه عام 2022.

وأضاف"سأستمع باهتمام إلى شعب كينيا الذي قال بصوت عال إنهم لا يريدون مشروع قانون المالية 2024".

أعلن روتو في خطاب متلفز: "لن أوقع على مشروع قانون المالية لعام 2024، وسيتم سحبه لاحقاً، لقد قال الشعب كلمته".

شرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك

وأقر البرلمان مشروع القانون يوم الثلاثاء، على الرغم من المظاهرات التي عمّت البلاد ضده.

اقتحم المتظاهرون مبنى البرلمان، وقاموا بتخريب مقتنياته الداخلية وإشعال النار في أجزاء من المجمع، كما تمت سرقة الصولجان الاحتفالي الذي يرمز إلى سلطة المجلس التشريعي".

ورغم تحدي الرئيس روتو للمتظاهرين بدايةً، وأمر بنشر الجيش قائلاً إنه لن يتم التسامح مع "العنف والفوضى"، إلا أنه تراجع عن موقفه، يوم الأربعاء، مع تنامي الغضب العام بسبب مقتل المتظاهرين.

وقال وانجيري نديرو، رئيس الجمعية الدولية لحقوق الإنسان، لبي بي سي إن ما حدث خلال الاحتجاج كان "كما لو كنا في حالة حرب"، مضيفا أنَّ الشرطة كانت تستخدم الذخيرة الحية حتى قبل اقتحام البرلمان.

كما أدان الأساقفة الكاثوليك تصرفات قوات الأمن و"ناشدوا الشرطة بجدية عدم إطلاق النار على المتظاهرين"، بينما حثوا المتظاهرين على المحافظة على سلمية الاحتجاج.

ودعت جمعية القانون الكينية المحققين الجنائيين الدوليين إلى مساعدة العائلات في سعيها لتحقيق العدالة، قائلة إنَّ لديها تقارير تفيد بأن الجنود اشتبكوا مع المتظاهرين داخل مبنى البرلمان.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إنه "يشعر بحزن عميق إزاء التقارير عن الوفيات والإصابات، بمن في ذلك الصحفيون والعاملون في المجال الطبي".

كما حثَّ السلطات الكينية على "ممارسة ضبط النفس"، ودعا إلى أن تكون جميع المظاهرات سلمية.

جاءت الاحتجاجات رغم تخلي الحكومة عن بعض مقترحات مشروع القانون الأكثر إثارة للجدل وسط احتجاجات الأسبوع الماضي.

وطالب المتظاهرون بإلغاء مشروع القانون بأكمله، وهو ما وافق روتو الآن على القيام به.

وكان مشروع القانون الأصلي يقترح فرض ضرائب على الخبز وزيت الطهي وخدمات تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول والمستشفيات المتخصصة والسيارات، وهي كلها أمور قال الكينيون إنها ستؤدي إلى تفاقم أزمة تكاليف المعيشة.

وكان متظاهرون كينيون قد تعهدوا بمواصلة الاحتجاج ضد زيادات الضرائب الجديدة، يوم الأربعاء، ورد الرئيس ويليام روتو بنشر الجيش لتأمين العاصمة نيروبي وقطع الإنترنت في أول اليوم، وذلك بعد يوم من المواجهات مع الشرطة واقتحام مقر البرلمان وإحراق أجزاء منه وسقوط قتلى وجرحى.

بدأت الاحتجاجات قبل أسبوع رفضاً لقانون الضرائب الجديد، لكنها بلغت ذروتها يوم الثلاثاء، مع تمرير النواب لمشروع قانون معدل.

وأطلقت الشرطة النار على الحشود التي حاولت اقتحام البرلمان، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 22 شخصاً وإصابة العشرات، وشهدت العاصمة نيروبي دوريات للشرطة المسلحة في أنحاء متفرقة.

كما أفاد مراسل بي بي سي في مكان الحادث أنه رأى جثثًا ملقاة في الشارع وسط برك من الدماء.

كينيا: لماذا اقتحم الشباب برلمان البلاد؟

كينيا تحارب الفساد "بالصلوات"

صفقة أحذية لضباط الشرطة في كينيا تكشف فساداً مالياً

كينيا أول دولة في تاريخ أفريقيا تُبطل نتائج انتخابات رئاسية

وبدأ المحتجون الحشد لمظاهرات كبيرة يوم الخميس، وأطلقوا حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت وسم أو هاشتاغ #tutanethursday، ويعني "أراك يوم الخميس" بمزيج من اللغة السواحيلية والإنجليزية.

وأدانت الولايات المتحدة ما يجري في كينيا، وقال البيت الأبيض إنه يدين "العنف بجميع أشكاله"، مشيرا إلى أنه "يراقب الوضع في نيروبي عن كثب" بحسب متحدث باسم مجلس الأمن القومي.

وأبدت الولايات المتحدة وأكثر من عشر دول أوروبية بينها ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "قلقها العميق" إزاء أعمال العنف، داعية إلى الهدوء.

تفاقم التوتر تدريجيا يوم الثلاثاء في المنطقة التجارية في نيروبي حيث خرجت تظاهرة هي الثالثة خلال ثمانية أيام لحركة معروفة باسم "احتلال البرلمان"، لمعارضة مشروع ميزانية 2024-2025 الذي ينصّ على فرض ضرائب جديدة.

وقالت المتظاهرة إليزابيث نيابيري، وهي محامية تبلغ 26 عاما، "نحن صوت الشباب في كينيا".

وأضافت "إنهم يطلقون الغاز المسيل للدموع علينا، لكننا لا نكترث. نحن هنا للتحدث نيابة عن جيلنا وعن الأجيال القادمة".

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية وصلت ثلاث شاحنات عسكرية لتعزيز الشرطة وحماية المنطقة المحيطة بالبرلمان الكيني، حيث كان عشرات المتظاهرين يواجهون الشرطة.

واندلعت اشتباكات ظهر الثلاثاء، بعدما تقدّم متظاهرون نحو منطقة تضم منشآت حكومية رسمية، أبرزها البرلمان والمحكمة العليا ومقر بلدية نيروبي.

واخترق المتظاهرون حواجز الشرطة ودخلوا مقرّ البرلمان، بعد إعلان النواب الموافقة الأولية على تعديلات مشروع قانون الموازنة وزيادة الضرائب، ومن المقرر أن يتم التصويت عليه بحلول 30 يونيو/حزيران.

ومع حلول المساء أحرق المتظاهرون أجزاء من البرلمان، وتحدث صحفيون عن تعطل شبكة الإنترنت في البلاد، كما أكدت منظمة "نيت بلوكس"، المعنية بمراقبة الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت عن "اضطراب كبير" في خدمة الإنترنت في كينيا الثلاثاء.

وأشارت المنظمة إلى أن السلطات الكينية أكّدت الاثنين أنها لن تقطع الإنترنت، وقالت "لا نخاف شيئا".

واندلعت مظاهرات في عدة مدن أخرى غير العاصمة، خاصة معاقل المعارضة في مومباسا (شرق)، وكيسومو (غرب)، وإلدوريت (غرب)، ونييري (جنوب غرب)، وناكورو (وسط) بحسب وسائل إعلام محلية.

وانطلقت حركة "احتلال البرلمان" على وسائل التواصل الاجتماعي عقب تقديم الحكومة مشروع ميزانية 2024-2025 إلى البرلمان في 13 يونيو/حزيران، الذي ينص على فرض ضرائب جديدة بينها ضريبة القيمة المضافة وتطبيقها بنسبة 16 في المئة على الخبز، وفرض ضريبة سنوية بنسبة 2.5 في المئة على السيارات الخاصة.

وتقول الحكومة إن هذه الضرائب ضرورية لاستعادة توازن البلد المثقل بالديون.

صدر الصورة، Getty Images

وبعد بدء الاحتجاجات، أعلنت الحكومة في 18 يونيو/حزيران التراجع عن معظم إجراءات الضرائب، غير أن المتظاهرين واصلوا تحركهم مطالبين بسحب كامل للموازنة والتراجع عن كل الضرائب المقررة، خوفا من أن الحكومة سوف تقوم بفرض ضرائب بأشكال أخرى منها زيادة الوقود بنسبة 50 في المئة.

وتحول التحرك الذي بدأه أساسا شباب إلى حركة احتجاجية واسعة تنتقد سياسات الرئيس وليام روتو، الذي أعرب الأحد عن استعداده للتواصل مع المتظاهرين.

وتقول ستيفاني وانغاري، 24 عاما، وهي عاطلة عن العمل "لا نخاف شيئا"، "لم يفِ روتو بوعوده أبدا ولم يتمكن حتى من توفير وظائف للشباب. نحن متعبون. فليرحل".

واستمرت الاحتجاجات طوال الأيام الماضية قبل أن تبلغ ذروتها يوم الثلاثاء، وفُتل شخصان في العاصمة نيروبي قبل تظاهرات الثلاثاء، وأُصيب العشرات في مواجهات مع الشرطة التي اعتقلت مئات آخرين.

صدر الصورة، Getty Images

وفي خطاب ألقاه مساء الثلاثاء، توعد الرئيس ويليام روتو، المتظاهرين باستخدام "كل الوسائل" لإحباط أي محاولات من جانب "المجرمين الخطرين لتقويض أمن واستقرار بلدنا"، وأعلن نشر الجيش لقمع الاحتجاجات.

وقال ديريك مواتو البالغ من العمر 24 عاما لبي بي سي، في إشارة إلى بعض المقترحات الواردة في مشروع القانون الأصلي: "هناك بعض الأشياء التي يصعب فهمها، مثل كيف يمكنك فرض ضريبة بنسبة 16 في المئة على الخبز؟ كيف يمكنك فرض ضريبة على الفوط الصحية؟"

لكن الرئيس روتو وصف المتظاهرين بأنهم مجرمون، قائلا "ليس من المنطقي أو حتى من المعقول أن يتمكن المجرمون، الذين يدّعون بأنهم متظاهرون سلميون، من إثارة الرعب ضد الشعب وممثليه المنتخبين والمؤسسات التي أنشئت بموجب دستورنا، ويتوقعون الإفلات من العقاب".

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل