الدكتور عبدالله أبوخضرة يكتب : منظومة النقل ورؤية الرئيس السيسي

منذ أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى رؤيته لبناء الجمهورية الجديدة وعجلة العمل لا تتوقف فى جميع أنحاء الجمهورية لتنفيذ هذه الرؤية من خلال مشروعات عملاقة فى كل المجالات، تحقق التقدم والتنمية بالبلاد، وقد كان لمشروعات البنية التحتية، وعلى رأسها مشروعات النقل، النصيب الأكبر من تلك المشروعات كإحدى أهم ركائز التنمية المستدامة، حيث تم تنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل من وسائل وشبكات الطرق والكبارى والسكك الحديدية ومترو الأنفاق والجر الكهربائى والموانئ البحرية والموانئ البرية والجافة والمناطق اللوجيستية والنقل النهرى.

فى مجال الطرق والكبارى، احتلت مصر المركز الـ18 عالمياً فى مؤشر جودة الطرق، حيث تم إنشاء 7000كم من الطرق الجديدة ليُصبح طول شبكة الطرق 30.5 ألف كم بنسبة زيادة تصل إلى نحو 30% مما كانت عليه قبل 2014 وتطوير وازدواج 10000كم طرق أخرى، وإنشاء عدد 34 محوراً جديداً على النيل، وإنشاء 1000 كوبرى علوى ونفق جديد، ليصل الإجمالى إلى 2500 كوبرى علوى ونفق. كما تم تقليل المسافات البينية بين المحاور العرضية على النيل من 100كم إلى 25، أى بنسبة 75%، لتسهيل الحركة وخدمة المشروعات التنموية والمجتمعات العمرانية الجديدة، وبحيث يكون المحور عرضياً متكاملاً يربط بين شبكة الطرق شرق وغرب النيل، وليس مجرد كوبرى على النيل فقط، فقد تم التوسّع فى إنشاء المحاور العرضية، حيث تم التخطيط لإنشاء عدد 34 محوراً جديداً على النيل، ليصبح إجمالى عدد المحاور 72 محوراً بدلاً من 38 محوراً قبل يونيو 2014. كما تم تطوير قطاع السكك الحديدية بشكل كامل لاستعادة دور عملية النقل خلال السكة الحديد وتعظيم الاستفادة منها.

تهدف الدولة من خلال هذه المشروعات العملاقة فى مجال النقل إلى الاستغلال الأمثل لموقع مصر الفريد والمتميز، الذى يتوسط القارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، وتحويل مصر إلى أكبر مركز تجارى ولوجيستى عالمى وجعل مصر محركاً رئيسياً لحركة التجارة العالمية والتكامل بين بدائل النقل المختلفة والربط فى ما بينها من خلال الربط الداخلى القوى داخل الدولة المصرية، مع زيادة معدل ربط الدولة المصرية مع محيطها الخارجى، وذلك من خلال شبكة طرق أو سكة حديد أو النقل النهرى أو تطوير الموانئ البحرية وتسيير خطوط ملاحية جديدة للربط مع دول الجوار وتشجيع الاستثمار وفتح آفاق جديدة للمستثمرين وتوفير آلاف فرص العمل بشكل مباشر وغير مباشر.

وفى مجال الموانئ الجافة والمراكز اللوجيستية، تم التخطيط لإنشاء عدد 25 ميناءً جافاً ومنطقة لوجيستية وربطها بالموانئ البحرية من خلال شبكة القطار الكهربائى السريع وشبكة السكك الحديدية الحالية والشبكة القومية للطرق، وفى مجال الممرات اللوجيستية تم التخطيط لإنشاء 7 ممرات لوجيستية دولية تنموية متكاملة لربط مناطق الإنتاج الصناعى - الزراعى - التعدينى - الخدمى، بالموانئ البحرية بوسائل نقل سريعة وآمنة، مروراً بالموانئ الجافة والمناطق اللوجيستية المتكاملة.

حيث تنعم الموانئ المصرية بإمكانية التحول إلى موانئ مركزية عالمية تعمل على تشجيع التطوير فى التجارة، وتجارة الترانزيت والخدمات اللوجيستية والقطاعات المختلفة، كما يجرى تطوير مجرى قناة السويس بشكل كامل كأحد أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم، والذى يستحيل تكراره، من خلال عمل ازدواجات وتعميق الغاطس إلى أكثر من 27 متراً وعمل توسعة، وتقليل للمنحنيات الأفقية ليقل زمن الانتظار إلى أكثر من 11 ساعة عما كانت عليه.

* أستاذ هندسة الطرق والنقل والمرور