«عبث في أصول المصريين».. موجة غضب بعد وصول «الأفروسنتريك» إلى قلب القاهرة (القصة كاملة) | المصري اليوم

«عبث في أصول المصريين».. موجة غضب بعد وصول «الأفروسنتريك» إلى قلب القاهرة (القصة كاملة) | المصري اليوم

منذ 9 أيام

«عبث في أصول المصريين».. موجة غضب بعد وصول «الأفروسنتريك» إلى قلب القاهرة (القصة كاملة) | المصري اليوم

حرب الروايات المزعومة عن الهوية المصرية تعود للساحة من جديد بزوبعة أكبر من ذي قبل، لكن هذه المرة بجرأة غير معتادة من قلب المتحف المصري بالتحرير، بنشر مجموعة صور لشخص يُدعى «Kaba»، يتخذ دور مرشد سياحي يشرح لمجموعة من الحضور المنتمين لحركة الأفروسنتريك، انتماء الحضارة المصرية بالمتحف لهويتهم المركزية الإفريقية، ما أثار حالة غضب شديدة بالمجتمع المصري، وهو صراع محتدم حول الهوية المصرية لا ينتهي منذ فترة طويلة في محاولات اقتناص حق المصريين في حضارتهم.\n«تاريخ مصر خط أحمر».. أسباب إلغاء حفل كيفن هارت بالقاهرة بين القومية والأفروسنتريك (تقرير)\nمن أحمس الأشقر إلى كليوباترا السمراء .. أعمال فنية رفضها المصريون لتزييفها التاريخ\nجماجم مصرية للبيع في متحف إنجليزي وزاهي حواس يطالب بإغلاقه\nو«الأفروسنتريك» أو (المركزية الإفريقية)، هي حركة تتبنى فكرًا يزعم أن الحضارة المصرية في الأصل تعود لأصل «إفريقي زنجي»، وفقًا لكتاب «الأصول الزنجية للحضارة المصرية». \nوكتب «Kaba» في منشور عبر فيسبوك مع هذه الصور تعليقًا تضمن «تدريس مجموعة كيميت تور في متحف القاهرة للآثار حول تاريخنا».\n«الأفروسنتريك هي الصهيونية الجديدة للعصر» بحسب عضو مجلس النواب أحمد بلال البرلسي الذي كشف في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم» عن تقديمه طلب إحاطة بالواقعة الأخيرة من المتحف، فقال: تقدمت بطلب إحاطة يتعلق بالواقعة الأخيرة بدخول جماعة تعتنق أفكار المركزية الإفريقية للمتحف المصري، وفي الحقيقة هو ليس طلب الإحاطة الأول الذي أتقدم به في هذا الشأن، ففي دور الانعقاد الماضي تقدمت بطلب حول عرض متحف هولندا الوطني وترويجه للنظرية الإفريقية وعرضه لصور تروج لهذه النظرية وندوات، في المقابل الحكومة لم تتخذ أي إجراء ضد متحف هولندا الوطني، بالعكس ما زالت مستمرة في منحه إذن التنقيب عن الآثار في مصر.\nالنائب احمد بلال عضو مجلس النواب خلال الجلسة العامة - ارشيفية - صورة أرشيفية\nوبالرجوع للواقعة أضاف: هناك العديد من الفعاليات بدأت تسيطر عليها حركة المركزية وتروج لأفكارها في مقابل أن الحكومة المصرية لم تتخذ حتى الآن إجراءً واحدا ضد هذه الحركة، وهو ما يُعيد للأذهان تذكر الحركة الصهيونية التي زيفت التاريخ قبل السيطرة على الأرض، فهذه الحركة تفعل الأمر ذاته في السعي لتزييف التاريخ واحتلال وسلب الهوية المصرية وهو مؤشر خطر، مُتابعًا: «مكنش حد متخيل زمان إن الصهاينة يقدروا يقيموا دولة، لكن الآن نحن أمام خطر حقيقي إذا سمحنا لهم بالحصول على حشد دولي، فهم يرون أن الشعب المصري مستعمر وهم أصحاب الأرض الحقيقيون، وهو ما يجعل الأجيال الجديدة في تحد ومواجهة مشاكل إثبات أحقيتها في هويتها، وهذا تحديدًا هو الخطر الحقيقي».\nأما عن علاقة طلب الإحاطة بالواقعة فقال «البرلسي» لـ«المصري اليوم»، إن هناك إجراءات يجب أن تتخذها الحكومة ضد هذا الفكر المعادي وهو يزداد في الانتشار، مع عدم قراءة الحكومة للمشهد بشأن هذا المشروع الصهيوني الجديد والذي وصل للمتحف المصري من قلب القاهرة «بكل بجاحة» للقول إنها حضارتهم هم، وبالتالي هناك فشل حكومي، وعلى الحكومة أن تتحرك لتجريم ومعاقبة كل من يتجرأ على حضارتنا بهذا الشكل.\nوأكد عضو مجلس النواب أن «هذه الحركة تستهدف سلب الهوية والحضارة المصرية، وهو ما يجعلنا نتساءل أيضًا عن الإجراءات التي يتخذها المتحف في هذا الشأن، فالمعتاد ألا يتم السماح إلا للمصريين بالإرشاد السياحي، فكيف تم السماح لمرشد سياحي غير مصري بشرح معلومات؟، وأين إدارة المتحف والنقابة؟»، وتابع: «نقابة المرشدين السياحيين لا تعطي حق الإرشاد لمن لا يحمل عضويتها فكيف تسمح لأجانب معادين للشعب المصري من قلب القاهرة بهذا الفكر؟! هذا كلام غير مقبول».\nوتابع «البرلسي»: «نحن الآن نحتاج من الحكومة مكاشفة قبل المحاسبة، (اشرحولنا الموقف)، فإذا لم ينشر هذا الشخص صوره من داخل المتحف (مكناش هنعرف حاجة وده معناه أن في وفود كتير بتيجي بنفس الشكل واحنا منعرفش عنها حاجة)».\nوطالب «البرلسي» بضرورة اتخاذ إجراءات على المستوى الحكومي ومستوى مجلس النواب الذي يمثل الشعب لمحاسبة كل من يروج لهذا الفكر أو يحتفي به، خاتمًا حديثه بأن حرب الروايات الكاذبة حول الهوية المصرية ليست مجرّد صراع على الماضي، بل هي صراع على المستقبل. فالمصريون مُصمّمون على الحفاظ على هويتهم المصرية وحضارتهم العريقة.\nفي المقابل، سار مجموعة من الشباب بمسار مواز للدور الحكومي، عن طريق نشر الوعي حول ادعاءات الأفروسنتريك، وما يروجون له من سرقة الهوية المصرية، فأنشأ مجموعة من الشباب صفحة عبر فيسبوك باسم «وعي مصر»، لتكون منبرًا لهم في مواجهة الفكر بالفكر.\nوفي تصريحات خاصة، قال زياد زين أحد مؤسسي الصفحة لـ«المصري اليوم»، إن «الموضوع لا يقبل الألوان الرمادية، لأن العبث في أصولك أمر لا يحتمل النقاش، مصر أمة أصيلة مش منسوبة لحد».\nوأضاف أن هذه الأزمة ليست بجديدة، وأن الموضوع يتلخص في محاولة من المحاولات المستمرة في سرقة الهوية المصرية ونفي صلة المصريين الحاليين عن أجدادهم وعن أرضهم، فهي محطة جديدة من محطات الأفروسنتريك، الساعين لنزع حق المصري في أرضه وفي تاريخه.\nوأكمل: «بما أن الجانب الآخر لديه الكثير من أدوات الانتشار بمختلف أنواعها، كان لابد من محاربة الفكر بالفكر، ومحطة التحول كانت الشباب المثقف والمتخصص في علم المصريات والهوية الذي فند كل تفاصيل الادعاءات ووضحها بطريقة مُبسطة للعامة»، قالها «زياد» في حديثه لـ«المصري اليوم».\nوعن الواقعة الأخيرة أوضح «زياد» متابعتهم للجولة منذ بدايتها وتفاصيل الرحلة كاملة قائلًا: هذا الشخص انطلق لمصر كمتخصص وباحث في الحضارات القديمة ويدعم فكر الأفروسنتريك، بل من رواده ومفكريه البارزين الفترة الأخيرة، بالتعاون مع شخص آخر يدعى «آكسل»، نظموا جولة بعنوان كيميت من 16 يونيو لتستمر حتى 26 يونيو الجاري، وتستهدف التصوير في الأماكن الأثرية المصرية، وعبر الفيديوهات والصور يتحدثون أنهم بجانب أجدادهم وملوكهم- حسب وصفهم.\nوتابع: بدأوا بالفعل في الأقصر وأسوان واجتمعوا بعدد من الشباب المصريين، وقال إن النوبيين هما الوحيدون الذين يحملون صلة بالحضارة المصرية القديمة لأنهم «سمر البشرة»، في محاولة بائسة لخلق فتنة بين أهل النوبة وباقي الشعب المصري وفي محاولة لاستمالتهم أيضًا. وعليها الناس نددت ورفضت الجولة والرحلة وناشدت السلطات المصرية ضرورة التحقيق في هذه الواقعة، ووضع حد لهذه التجاوزات بالاماكن الأثرية، لافتًا: نتمنى من الجهات المختصة إيقافهم لأنهم لن يتوقفوا بسهولة «ودي مش المرة الأولى».\nأصدر عالم الآثار الدكتور زاهي حواس وزير الآثار الأسبق بيانًا عن الواقعة تضمن التالي: «بيان من الدكتور زاهى حواس ضد المجموعة التي دخلت المتحف المصرى في التحرير وادعت أنها أصل الحضارة المصرية القديمة».\nصرح عالم الآثار الدكتور زاهي حواس بأن الآراء التي أعلن عنها مجموعة من الأفروسنتريين داخل المتحف المصري بالتحرير لا أساس لها من الحقيقة وهي خيالات. وأوضح أن مملكة كوش السوداء حكمت مصر عام 500 قبل الميلاد، والتي كانت نهاية الحضارة الفرعونية. عندما حكمت مملكة كوش مصر لم تترك أثرا في الحضارة بل كانت الحضارة المصرية هي التي أثرت في هؤلاء الشعوب.\nوأضاف حواس أن هناك حقيقة مهمة جدا يجب أن يعرفوها: التصوير على المعابد المصرية من المملكة القديمة حتى نهاية الفترة المتأخرة يظهر ملك مصر وأمامه أسرى من إفريقيا وليبيا وسوريا وفلسطين. كما أشار حواس إلى أننا سنجد أن ملامح الملك المصري مختلفة تمامًا ولا تظهر أي صفات توحي بأنه أسود.\nوأضاف أننا «لسنا ضد السود على الإطلاق، لكننا ضد هذه المجموعة التي دخلت المتحف المصري في التحرير لإعلان أفكار لا أساس لها من الحقيقة». موضحًا أن «حركة الأفروسنتريك تهدف إلى خلق الارتباك من خلال نشر معلومات مغلوطة ومضللة تفيد بأن أصل الحضارة المصرية أسود».\nكذلك أوضحت الصفحة «الرسمية» للنقابة العامة للمرشدين السياحيين عبر فيسبوك تواصلها مع حواس ونشرت بيانه.\nبالمقابل حذف «Kaba» الصور من صفحته الرسمية لتصبح آخر منشوراته من متحف الحضارة دون كتابة تعليقات تتعلق بانتمائه لها.\nوفي تصريحات سابقة لـ«المصري اليوم»، أشار الباحث في تاريخ مصر القديمة ومتخصص علم المصريات دكتور وسيم السيسي إلى «أنهم يدعون أننا أحفاد الغزاة العرب، ولكن الرد هنا يجب أن يكون علميا، فوفقًا لبحوث Margaret Kendall مارجريت كندل، عالمة الجينات الأمريكية، في دراسة عن جينات المصريين، حصلت خلالها على عينات من جميع أنحاء مصر تبين نتيجتين:\nتابع «السيسي»: «الأبحاث لم تقف هنا وتابعها باحثون مصريون أبرزهم كان اللواء الطبيب طارق طه، رئيس قسم البصمة الوراثية والمناعة بالقوات المسلحة، الذي أعاد بحوث مارجريت كندل، على أعداد أكبر من المصريين، وحصل منها على النسبة ذاتها أن 97.5٪ من جينات المصريين واحدة، وجميعها تعود لملوك مصر القديمة، إذن الدم المصري كله نقي، بلا استثناءات وجميعهم منسوبون للجد توت عنخ آمون».\nوفي مكالمة تلفزيونية لأستاذ التشريح المقارن والبيولوجيا الجزيئية بكلية العلوم جامعة السويس د.هاني سيد حافظ، قال: «إن اللون الحقيقي الأصلي للمصريين القدماء هو لون بشرة المصريين الحاليين، وحتى شكل الأطراف والجمجمة، وشكل الجسد هو ذاته، فالهيئة المصرية ثابتة منذ آلاف السنين، وحتى الخريطة الجينية للمصريين تنتسب لأجدادهم القدماء فهم متشابهون مع كل المومياوات القديمة في الشكل الهيكلي، بينما الأفارقة يحملون الكثير من التغيرات في شكل الجمجمة الأمامي والخلفي وحتى شكل العمود الفقري. كذلك تناولت دراسة أجريناها على أبناء محافظة الفيوم وهي من أقدم المحافظات التي سكنها المصريون القدماء وأنقاهم لبعدها عن النيل، فتشابهت هي الأخرى مع الجينات الخاصة بالمومياوات.\nأما العالم «ستيفين كون»، عالم الأنثروپولوچيا الطبيعية، فأورد في كتابه «أعراق أوروبا»: «لا بد أن تظل مصر القديمة أبرز مثال معروف في التاريخ وحتى الآن لمنطقة معزولة طبيعيا أتيح فيها لأنواع الجنسية المحلية الأصيلة أن تمضي في طريقها لعدة آلاف من السنين دون أن تتاثر إطلاقًا باتصالات أجنبية».\nكذلك قال العالم والباحث الأثرى الشهير «برودريك» في كتابه «شجرة التاريخ البشري Human history tree»: «من الواضح طوال الستة آلاف سنة الأخيرة أو يزيد أنه لم يكن هناك أي تغيير ملحوظ في مظهر عموم المصريين».

الخبر من المصدر