المحتوى الرئيسى

سينما المقاولات الجديدة.. العودة للرداءة في سبيل المادة

06/17 04:51

البداية: في ثمانينيات القرن الماضي، ظهرت موجة سينمائية جديدة داخل السينما المصرية وسميت ب"أفلام المقاولات"، وهي مجموعة من الأفلام يتم إنتاجها بميزانية منخفضة وفي وقت وجيز جدا، وبمجموعة ممثلين ومخرجين من الصف الثاني وأحيانا الثالث وبأجور منخفضة، ويتم عرضها في سينمات الدرجة الثانية والثالثة رديئة المستوى ورخيصة الأسعار، ولكن الاعتماد الأكبر في توزيعها كان متمثلا في بيعها على هيئة شرائط "دي في دي" في نوادي الفيديو وبشكل أوسع في دول الخليج؛ وهو السوق الأكبر استهلاكا لتلك النوعية آنذاك، وأحيانا كان يتم توزيع تلك الشرائط قبل –وأحيانا بدون- عرض أفلامها في السينمات، ومن أبرز نجوم هذه الأفلام: سعيد صالح، يونس شلبي، سمير غانم، الشحات مبروك وغيرهم. واتجه العديد من رجال الأعمال من مختلف المجالات للاستثمار في صناعة السينما عبر بوابة أفلام المقاولات؛ طمعا في المكسب السريع منخفض التكاليف. واتسمت هذه النوعية من الأفلام بصفة مشتركة يمكن تمييزها بوضوح، ألا وهي رداءة المستوى، والتي بسببها واجهت انتقادات عنيفة دفعت عدد كبير من الفنانين الذين شاركوا في مثل هذه الأفلام للتبرؤ منها والاعتراف بأن الحوجة إلى المال هي التي دفعتهم للمشاركة فيها!

ظلت موجة هذه الأفلام مستمرة حتى نهاية التسعينات، حيث كانت السينما المصرية تلفظ أنفاسها الأخيرة وفي حالة يرثى لها بسبب قلة الإنتاج ورداءة جودة الأفلام المقدمة، حتى انتهت تلك الحقبة مع بداية ظهور جيل جديد أعاد للسينما المصرية بريقها ورونقها ورواجها من جديد، على رأسهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأشرف عبدالباقي وأحمد آدم وغيرهم، وسمي ب"جيل المضحكين الجدد"، بداية من فيلم إسماعيلية رايح جاي، مرورا بصعيدي في الجامعة الأمريكية، ويليهم عدة أفلام مثل عبود على الحدود والناظر وهمام في أمستردام وغيرها، وقدمت هذه الأفلام مجموعة كبيرة من النجوم الشباب الذين حملوا السينما المصرية على أكتافهم فيما بعد، أبرزهم: أحمد السقا، أحمد حلمي، محمد سعد، هاني رمزي، منى زكي، فتحي عبدالوهاب، طارق لطفي، كريم عبدالعزيز، محمود عبدالمغني، أحمد عيد، أحمد رزق وغيرهم.

منذ ذلك الوقت، تفجرت السينما المصرية بعدد كبير من الأفلام المتنوعة، وشهدت مرحلة جديدة وشرسة من التنافس بين هؤلاء النجوم، بداية من مطلع الألفيات حتى عام 2011 الذي شهد مرحلة مفصلية في تاريخ الدولة المصرية بسبب أحداث ثورة 25 يناير، والتي بسببها حدثت تغيرات جذرية في البلاد من جميع النواحي، وتأثر معها الإنتاج السينمائي بشكل سلبي بطبيعة الحال، حيث تراجعت غزارة وجودة الإنتاج وظهر جيل جديد على القمة وينافس نجومه نجوم جيل المضحكين الجدد وما تلاهم، أمثال: ياسمين عبدالعزيز، الثلاثي أحمد فهميهشام ماجدشيكو، أحمد مكي، محمد فراج، محمد رمضان، سامح حسين، هند صبري، تامر حسني، خالد صالح، آسر يس... والقائمة تطول. مما أدى إلى تراجع وجود الجيل الأقدم في الساحة وعدم قدرته على المنافسة كما في السابق.

أهم أخبار فن وثقافة

Comments

عاجل