من «نادي السيارات» لـ «حديقة الأزبكية» انطلاق مسرح الطليعة 

من «نادي السيارات» لـ «حديقة الأزبكية» انطلاق مسرح الطليعة 

منذ 12 يوم

من «نادي السيارات» لـ «حديقة الأزبكية» انطلاق مسرح الطليعة 

منذ ستينات القرن الماضي، بعد أن دخلت الخدمة التليفزيونية إلى مصر، أوجدت السينما لنفسها مساحة وأصبحت منافسا قويا، في الوقت الذي كان فيه المسرح يعاني حالة من الركود، فقررت الدولة وضع حل سريع لتلك الأزمة.\nوصدر قرار في عام 1971 بتحويل المؤسسة العامة للسينما إلى هيئة عامة، وضمت المسرح والموسيقى إليها ولكن انقسمت تلك الهيئة ، وصدر قرار جمهوري بإنشاء البيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية والبيت الفني الموسيقى.\n\nاقرأ أيضا |"مأساة منذ 2011".. أيمن الشيوي: خطة جديدة لجذب الجمهور للمسرح القومي\nيقع مسرح الطليعة بموقع متميز بميدان العتبة، بوسط القاهرة ويعود تاريخ مسرح الطليعة أو كما كان يطلق عليه"مسرح الجيب سابقًا" إلى الفنانين الكبار مثل محمود السباع ومحمد توفيق، حيث كانا من أوائل الفنانين الذين بادروا بفكرة إنشاء فرقة الجيب أثناء رحلتهم التدريبية في لندن، ولم يكن للفرقة في ذلك الوقت مسرحًا ثابتًا، وإنما كانت تقدم أعمالها إما بمسرح حديقة الأزبكية أو سينما إيزيس بالسيدة زينب أو قاعة إيوارت بالجامعة الأمريكية، واستمر نشاط الفرقة لمدة ثلاث سنوات قدمت خلالها عروضًا من المسرح العالمي ثم توقف نشاط الفرقة عام 1964.\n\nفكرة انشاء مسرح الطليعة أو "الجيب"\nوفي يناير 1962 عرض المخرج المسرحي الراحل سعد أردش فكرة "مسرح الجيب" على جمعية النقاد ولاقت الفكرة ترحيبًا لدى الجمعية وتم تعيين سعد أردش مديرًا له، وكان البحث عن مكانٍ للمسرح مشكلة وجدت حلاً بالاتفاق مع نادي السيارات على تحويل الدور الثاني منه إلى "مسرح الجيب".\nأول مسرحية عرضت بـ "مسرح الطليعة"\nوفى مساء 20 ديسمبر 1963 رفع الستار عن مسرحية (لعبة النهاية) التي ترجمها علاء الديب وأخرجها سعد أردش، وبعدها بفترة احترق المسرح ولم ينته نصف موسمه الأول ولكن المسرح استمر في عمله مع مقتطفات من مسرح المؤلف الروسي تشيكوف، وفي ديسمبر 1963 انتقل مسرح الجيب إلى مسرح الحديقة الفرعونية بالجزيرة بمحافظة القاهرة وانتقل مرة أخرى في عام 1973 إلى حديقة الأزبكية بالعتبة وسميت الفرقة بالاسم المعروف حاليا (مسرح الطليعة).\nاقرأ أيضا |«المسرح القومي».. تحفة إبداعية بدأت بـ«بركة الأزبكية» وانتهت بصرح فني عظيم\n\nيتضمن المسرح قاعتين للعرض أحدهما قاعة "زكي طليمات" للعروض الكبيرة، والثانية قاعة "صلاح عبد الصبور" للعروض التجريبية، وكان هذا المسرح في البداية مسرحا صيفيا يقع في حديقة المسرح القومي ويسمى بـ "مسرح 26 يوليو".\nثم قامت إدارة المسرح عام 1979 (خلال فترة إدارة الفنان سمير العصفوري) باقتطاع جزء من القاعة الرئيسة للجمهور وحولته إلى قاعة تجريبية جديدة، وبالتالي أضيف لأنشطة المسرح قاعة اتسمت بالطابع الحداثي أطلق عليها أولا قاعة 79، ثم أطلق عليها بعد ذلك اسم الشاعر المبدع صلاح عبد الصبور حيث قدمت أول أعمالها مسرحية (مسافر ليل) تأليف صلاح عبد الصبور ومن إخراج سمير العصفوري.\nمسرح الطليعه وموقعه المتميز \nويحيط بمسرح الطليعة مباني المسرح القومي ومسرح القاهرة للعرائس  ويعد مسرح الطليعة هو مقر فرقة الطليعة أو كما كان يطلق عليها من قبل مسرح الجيب التي لم يكن لها مقر ثابت وانتقلت بعروضها في عدة أماكن حتى استقرت في حديقة الأزبكية بالمقر الحالي منذ عام 1973 أثناء تولي المخرج أحمد زكي إدارة الفرقة وقد تم عمل تجديدات وإصلاحات في المسرح عدة مرات حتى وصل إلى مستواه الحالي.\n\nسر إغلاق مسرح الطليعة عام كامل من 2018 حتى 2019\nتم إغلاق مسرح الطليعة عام كامل بسبب التجديدات عام 2018  وأعيد افتتاحه في أوائل عام 2019 بتقديم عرض في الانتظار بقاعة صلاح عبد الصبور وهو من تأليف سعيد حجاج وإخراج حمادة شوشة أما قاعة زكي طليمات فقدم عليها في نفس التوقيت عرض شباك مكسور من بطولة أحمد مختار وتأليف رشا عبد المنعم وإخراج شادي الدالي.\nأبرز الأعمال المتميزة التي تم تقديمها علي خشبة مسرح الطليعة\nقدم على خشبة الطليعة العديد من الأعمال المتميزة منذ إنشائه منها على سبيل المثال: جبل المغماطيس إخراج فهمي الخولي عام1974 دون كيشوت إخراج سناء شافع عام 1975 ,مولد الملك معروف إخراج سمير العصفوري عام 1975, ليالي شهر زاد إخراج محمود الألفي عام 1977, دقة زار إخراج محسن حلمي عام 1980, المخططين إخراج أحمد زكي 1983, فوت علينا بكرة واللي بعده إخراج سعد أردش عام 1984, العسل عسل والبصل بصل إخراج سمير  العصفوري عام1986, الصعود للقلعة إخراج ناصر عبد المنعم عام 1994, منوعات شعبية إخراج سعيد سليمان عام 1998, مخدة الكحل إخراج انتصار عبد الفتاح عام 2001, العشاء الأخير إخراج أكرم مصطفى عام 2007, حمام روماني إخراج هشام جمعة\n2010,  الجلسة إخراج مناضل عنتر عام 2017, يوم أن قتلوا الغناء إخراج تامر كرم عام 2017, وغيرها مئات الأعمال الرائعة لا يسع المجال لذكرها كلها هنا. أما آخر عرض قدم بالطليعة قبل قرار الحظر لانتشار جائحة كورونا فكان عرض صبايا مخدة الكحل 2020 بقاعة صلاح عبد الصبور وهو للمخرج انتصار عبد الفتاح, وأيضا عرض حريم النار بقاعة زكي طليمات من تأليف شاذلي فرح وإخراج محمد مكي.\n\nأبرز مديرين مسرح الطليعة منذ إنشائه\nتولى إدارة عموم مسرح الطليعة عدد كبير من الفنانين منذ إنشائه بحديقة الأزبكية كان أولهم المخرج أحمد زكي , منهم على سبيل المثال الفنانين سناء شافع, سمير العصفوري, محمود الحديني, محمود الألفي, محسن حلمي, وتوالت الإدارات الناجحة حتى اليوم حيث يتولى عادل حسان إدارته الآن.\nويعتبر مسرح الطليعة مدرسة فنية أفرزت العديد من النجوم الذين اعتلوا خشبة المسرح واكتشف من خلالها عدد كبير من شباب الفنانين الموهوبين منهم على سبيل المثال: أحمد راتب, محمود الجندي, محمد أبو الحسن, محمود  الحديني, أحمد عقل , محمد محمود, طارق لطفي, وفاء صادق, على الحجار, سهير المرشدي, عبد العزيز مخيون, محمود القلعاوي, محمد فريد, السيد عزمي, فاطمة مظهر, أحمد حلاوة, صبري عبد المنعم, إبراهيم يسري, وغيرهم عشرات الفنانين نجوما وشبابا.\n\nويستضيف مسرح الطليعة سنويا عروض المهرجان القومي للمسرح المصري ومهرجان القاهرة للمسرح المعاصر والتجريبي.\nوقد تولى إدارة عرض مسرح الطليعة عدد من المديرين الأكفاء منهم: رزق إبراهيم وأميمة السيد ومحمد شافعي وأحمد خضر وحنان مهدي وجهاد السيد.

الخبر من المصدر