المحتوى الرئيسى

تحية لـ«المصرى اليوم» فى عيدها العشرين

06/09 18:46

‎اليوم تكمل صحيفة «المصرى اليوم» عامها العشرين.

‎أكتب اليوم عن هذه الصحيفة متمنيا لها كل التوفيق والتقدم والازدهار لخدمة مهنة الصحافة ولخدمة بلدنا وعالمنا العربى، وكل ما يسعد القارئ.

‎قد يكون غريبا على عالم المهنة فى مصر أن يكتب رئيس تحرير محتفيا بصحيفة أخرى خصوصا إذا كانت منافسة، فقد جرت العادة فى العقود الأخيرة أن تكون العلاقة بين بعض الصحف ووسائل الإعلام أقرب إلى الخصومة والعداوة والممارسات الغريبة.

‎من بين هذه الممارسات أنه حينما تجيد صحيفة وتحقق سبقا أو تنشر ملفا مهما عن قضية كبيرة، لا يتحدث عنها أحد من الصحف الأخرى.

‎بل ووصل الأمر ببعض الصحف أنها حاولت الانتقاص من انفرادات صحف أخرى ببعض القصص المهمة وهو ما حصل مع «الشروق» قبل ٢٠١١.

‎فى مرات كثيرة كانت بعض الصحف تتجاهل تماما الأخبار المهمة التى تنشرها صحيفة أو وسيلة إعلام أخرى منافسة، وكان ذلك خطأ فى حين أن الصحف الدولية الكبرى تحتفى أحيانا بانفرادات الصحف الأخرى، أو على الأقل تقوم بمتابعة هذا الانفراد وتكمل عليه بالمتابعة المستمرة.

‎نحاول فى «الشروق» أن نعيد إرساء وتأكيد القيم المهنية الصحيحة والسليمة والصحية وأننا جميعا فى مركب واحد ومهنة واحدة الأصل فيها هو التنافس الشريف.

ومنها أيضا أن وجود صحف كثيرة متنوعة وذات أفكار وآراء وتوجهات مختلفة هو الأمر الطبيعى ويصب فى النهاية فى مصلحة الصحافة المصرية وقوتها الناعمة، بل وفى مصلحة مصر بأكملها شعبا وحكومة وقيادة ومجتمعا.

‎حينما تكون «المصرى اليوم» قوية فهو أمر فى صالح «الشروق» وكل الصحف المصرية الأخرى، والعكس صحيح تماما.

‎الأمر يشبه مع الفارق وجود أندية قوية كثيرة فى مسابقات الدورى العام، هذا يفيد الكرة المصرية، فى حين أن وجود فريق واحد فقط قوى جدا سواء كان الزمالك أو الأهلى من دون منافسة، فلن يفيد أحدا، بل قد يصيب الجمهور بالملل حتى لو كان مشجعا لهذا الفريق الأوحد.

‎قد يختلف البعض أو يتفق مع السياسة التحريرية لصحيفة «المصرى اليوم». هذا أمر طبيعى، لكن أى دارس أو متابع للصحافة والمهنة لا يمكنه أن يغفل الدور المهم الذى لعبته هذه الصحيفة فى رفع وزيادة روح المنافسة بين وسائل الإعلام.

‎هى تأسست فى توقيت مهم، كانت فيه المنطقة العربية بأكملها تغلى بنداءات التغيير، خصوصا أن ذلك أعقب الغزو الأمريكى للعراق فى مارس ٢٠٠٣ والاحتلال الأمريكى لأفغانستان عام ٢٠٠١ عقب تفجيرات ١١ سبتمبر ٢٠٠١.

‎ثبت فى النهاية أن الرؤى الأمريكية عمقت ابتعاد شعوب هذه المنطقة عن الديمقراطية بل إنها مهدت الطريق لقوى الظلام والتخلف أن تتقدم الصفوف وتخدع الشعوب، التى تدفع بعض الثمن حتى الآن.

‎أى متابع موضوعى للصحافة المصرية فى العشرين عاما الماضية لابد أن يتوقف عند الدور المهم الذى لعبته صحيفة «المصرى اليوم» حتى لو اختلف البعض مع توجهاتها.

‎الخلاف فى الرؤى والأفكار والتوجهات أمر صحى وطبيعى بل ومطلوب طالما أنه يتم تحت سقف القانون والدستور والدولة المدنية.

‎لو أن كل الصحف ووسائل الإعلام نسخة واحدة وفكر واحد، لفسدت الأذواق وبارت السلع.

‎أن يكون لدينا صحف قوية وذات محتوى متنوع وجذاب مفيد للجميع: للقارئ والمشاهد وبالتالى فمن مصلحة المجتمع بأكمله أن يكون هناك منافسة قوية بين الصحف خصوصا الأهرام والشروق والمصرى اليوم والأخبار واليوم السابع والوطن والدستور والجمهورية وروزاليوسف والمصور وسائر المواقع الإلكترونية والمجلات الأسبوعية والشهرية، لأن كل ذلك يزيد دور وتأثير القوة الناعمة المصرية خصوصا أن الصحف المصرية كان لها الدور الأكبر والبارز فى هذه القوة الناعمة على مر العقود.

‎مرة أخرى كل التحية والتقدير لصحيفة «المصرى اليوم» ولكل الزملاء والعاملين فيها من أول أصغر عامل وحتى رئيس مجلس الإدارة ورئيس مجلس الأمناء وجميع المؤسسين.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل