المحتوى الرئيسى

طالبت بالإعدام.. نص مرافعة النيابة العامة في واقعة مقتل سائق بالقليوبية

05/27 01:11

شهدت محكمة جنايات شبرا الخيمة اليوم، بالدائرة الرابعة برئاسة المستشار الدكتور رضا أحمد عيد- رئيس المحكمة، وعضوية كل من المستشارين محمود منير خليل وهيثم محمد جمال الدين، مرافعة قوية من المستشار محمد حسن بودى- وكيل النائب العام بنيابة قسم ثان شبرا الخيمة ، وذلك في القضية رقم 35493 جنح قسم ثان شبرا الخيمة لسنة 2023 المتهم فيها «محمد صبري محمد إبراهيم» بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

اقرأ أيضا| المشدد 6 سنوات لعاملين وسائق وغرامة 100 ألف جنيه لاتجارهما في الهيروين

بدأت النيابة العامة مرافعتها بقوله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا».. صدق الله العظيم.

وأشار المستشار محمد حسن بودي- وكيل النائب العام في  مرافعته أمام قضاة المحكمة، إلى أن كل الأديان السماوية نصت على حرمة الدماء وضرورة صيانتها وحمايتها من أي اعتداء.

ولفت وكيل النائب العام، إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق طبيعة الغضب من النار وغرزها في الإنسان، ومن الناس من يثور غضبه فيغلي دمه لينتشر في العروق ويرتفع في الأبدان، كما ترتفع النيران، خاصة إذا اقترن الغضب بشهوة السيطرة وبسط النفوذ، الذي قد يتصنع الغضب أحياناً لفرضه، وهي صفات قوية محركها العقل و القلب بزعزعتها وخلخلتها فتتحول لقوة ثائرة تتوجه إلى التشفي والانتقام .. فالإنتقام هو وقود هذه القوة وشهوتها، وفيه لذتها، أما وأن بعض النفوس الهشة لا تسكن إلا به، وهي صفات تثور وتفور عند شعور صاحبها.

لا يعرف سوى لغة القتل والعنف   

وتابع وكيل النائب العام: «نفوس خرجت على حدود الدين والقانون .. فارتكبت بذلك أبشع الجرائم.. وقد تستحق عقابا من جنس العمل.. فمن قَتل يُقتل ولو بعد حين.. من قتل يُقتل ولو بعد حين، وهذا هو حال قضيتنا.. متهم عاطل أو سائق .. دائم الخلافات والتشاجر .. لا يعرف سوى لغة القتل والعنف.. ذو سجل حافل بجرائم الاعتداء على النفس والمال.. بارع في استخدام السلاح، عالماً بأدلاجه وخبياه.. يَعلمُ كيف يضرب ويؤذي، ويعلم كيف يقتل ويزهق الأرواح، حتى أنه لم يبرح حريته المقيدة حبساً حتى أتى بخلاف مع المجني عليه أعقبه قتلاً عن ترصد وإصرار.

نفس كشفت عن شيطانها النقاب   

نفس كشفت عن شيطانها النقاب.. نفس لم يردعها العقاب أينما حلت.. حل الخراب فكان كل أمل يمنح لتوبتها هو درب من الخيال والسراب.. هذا هو حال المتهم القابع في ساحة عدلكم.. السيد الرئيس الهيئة الموقرة.

شهوته الإجرام.. وبسط النفوذ   

وأشار أنه بالنسبة للوقائع، فأكد أن المتهم ذو ثلاثون عامًا له أحكام قضائية بما يجاوز نصف عمره شب على ارتكاب أبشع الجرائم،  استساغ الجريمة والإعتداء على حقوق الناس فلم تردعه الأخلاق ولم يزجره القانون.. ولم يأخذ العبرة والعظة من ويلات غياهب السجون، حتى صارت شهوته الإجرام وبسط النفوذ، فشذ عن الدين والخلق القويم والقانون أشد الشذوذ.. شهوة جرت منه مجرى الدم في العروق، فصار للجريمة ملازماً لا يفوت، وقبيل خروجه صباح يوم الواقعة على ذمة المراقبة في قضية شروع في قتل افتعل مشكلة مع المجني عليه وهو زميل له بالحبس.. مشكلة كما قيل أنهما تشاجرا على زجاجة مياه.. تبادلا السب والشتائم.

وأضاف في مرافعته " تطور الأمر لشد وجذب فأهين المتهم بين زملائه أشد الإهانة وشعر أن لا كرامة له ولا مكانة ورأى أن هذا يقدح في شأن بسط سطوته ونفوذه، فخرج من قسم الشرطة واعتزم جلب سلاحه الناري البارع في استخدامه، ذهب في ساعة زمن لم تهدأ فيها سريرته، بل كلما طال الزمن أصر وثارت حفيظته ونزوته، أعد السلاح وذخره، والقتل الأثيم آثاره.

مقبلاً على الغدر وإحداث الممات   

ترجل بثبات صوب بيت القتيل، بخطوات مدركات وبعزم لا يلين، مقبلاً على الغدر وإحداث الممات،  والمغدور مطمئنًا يتناول مع شقيقه الفُتات وأطلق صوبه النيران، فإصابة إصابة خطيرة بصدره ولحقه حتى لقم الطلقة الثانية مجهزا عليه بذات الموضع حتي تناثر علي الأحجار والتراب دمه وفر منتشيا بفعلته وما كاد يفر، لولا إجتماع الناس، فكان للرحمه وللشفقة شديد الإفلاس وكان شيطاناً وسواساً خناس.

وأضاف وكيل النيابة في مرافعته، أن المجني عليه كان يتناول مع شقيقه الفتات.. وحال تناول الإفطار لم يدركا الأخطار حتى وصل «القاتل» هائجاً فلم يمهمله سوغ طعامه.. ردد قائلاً «اطلعلي يا تأبيدة»، في محاولة منه لابرازه حتى يحقق الأهداف وما أن انتبه القتيل حتى أقبل ونحى أخاه وهنا أظهر القاتل ما انتواه وما أعده وأحصاه بصدره وأطلق صوبه النيران، وقضيتنا يبرز بها مدى اكتمال الجرم في حق المتهم ومع يقيننا بإحاطة المحكمة علماً بها.. سنسرد على مسامع حضراتكم مجملها.

أما عن الدليل على توافر الركن المادي الجريمة القتل العمدي.. فلقد أقر المتهم إقراراً صريحا لا يحتمل التأويل بما اتاه من فعل يقين.. بداية من ذهابه لمحل سكن المجني عليه حتى اطلاقه عيارا ناريا صوب صدر القتيل اتبعه بآخر المقبل بذات الموضع وشهادة الرؤية لشقيق القتيل والشهادة السماعية لوالده.. وشاهدة الضابط مجري تحريات وحدة المباحث.. ولقد جاءت تلك الأقوال متواترة جميعها على صورة واحدة لا يقدح فيها ما أثره المتهم من بعض أقوال تحفظ ماء وجهه امام العدالة.. صورة لا خلاف عليها.. وهي إطلاق المتهم صوب المجني عليه أعيرة نارية.. من فرد خرطوش قاصدًا قتله.. وسيلة كانت هي الأنسب للمتهم بما له من دراية بإستخدام تلك الأسلحة.. صورة لم تستخلصها النيابة العامة من واقع الإقرارات والشهادة فقط.. بل تحققت من صدقها بما ثبت بالدليل الفني.. فلقد أثبت تقرير الصفة التشريحية أن إصابات المجني عليه بالوجه والعنق والصدر.

موضحاً أنها هي إصابات حيوية ذات طبيعة نارية رشية حدثت من سلاح ناري معبأ بمقذوفات وحدوثها جائز وفق التصور الذي أسفرت عنه التحقيقات كما ثبت ان السلاح المضبوط حوزة المتهم كامل سالم يصلح الارتكاب الجرم.. كما أثبت تقرير الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية، أن آثار الدماء العالقة بعدة قطع حجرية متطابقة البصمة الوراثية مع دماء المجني عليه.

سيدي الرئيس.. الهيئة الموقرة.. هذا هو الفعل و تلك هي آثاره.. وعلاقة السببية جلية بين الفعل وأثره المباشر تظهر بوضوح فيما ثبت بتقرير الصفة التشريحة أن سبب الوفاة المباشر هي الإصابات النارية الرشية بالصدر ومضاعفاتها، فماذا عن الركن المعنوي.. نرى واضحاً جلياً أن نية إزهاق الروح قصد اجتمعت الأدلة على توافره.

أقوال المتهم بالتحقيقات صادحة بما انتوى  

فلقد جاءت أقوال المتهم بالتحقيقات صادحة بما انتوى.. بداية من سؤاله عن سبب المرور من محل سكن المجني عليه فرد قائلا" انا معرفش ايه الي مشاني من هناك" مرورا يإقراره بتوجيه سلاحه ناحية وجه المجني عليه وصدره .. وهي أماكن قاتلة بطبيعتها .. ولما سأل لماذا لم يصب القتيل بقدمه ! إن لم ترد إحداث الوفاة ... أجاب «معرفش ليه معملتش كده ولما سؤل لما لم تكتف موعش لأنه موقعش».. ولا شيئ أشد بإطلاق العيار الأول.. قال صراحة من قوله عند سؤاله بهل كنت عالماً أن طلاقاتك ستؤدي لوفاة المجني عليه؟،  قال «ايوا بس كنت عايز اهرب».. أقوال هي على لسان المتهم نصاً بتحقيقات النيابة العامة.. كلمات يدرك معانيها البليد قبل اللبيب.. تصدح وتنضح بما استقر بالعقل وما وقر بالقلب.

جريمة مكتملة الأركان   

نرشح لك

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل