المحتوى الرئيسى

دهسه بقسوة ووحشية.. مرافعة قوية من النيابة العامة في قضية «قتيل شبرا»

05/27 01:11

◄ النيابة العامة: حين يموت الضمير تفقد الحواس قيمتها ويضحى الشخص عقلاً لا يفقه

شهدت محكمة جنايات شبرا الخيمة، الدائرة الرابعة، برئاسة المستشار الدكتور رضا أحمد عيد، وعضوية كل من المستشارين هشام إبراهيم أبا زيد، ومحمود منير خليل وهيثم محمد جمال الدين، مرافعة قوية من المستشار أحمد سعيد عيسى- وكيل النائب العام، بنيابة قسم ثان شبرا الخيمة، وذلك في القضية رقم 18949 لسنة 2023 جنايات قسم ثان شبرا الخيمة والمقيدة برقم 4085 لسنة 2023 كلي جنوب بنها، باتهام شخص بقتل سائق دهساً بكل قسوة ووحشية إثر اصطدام سيارتي المتهم والمجني عليه ببعضهما.

اقرأ أيضا| إحالة مطرب المهرجانات عصام صاصا للمحاكمة الجنائية

وبدأت النيابة العامة مرافعتها بقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم «رب اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِسَانِي يَفْقَهُوا قولي»..صدق الله العظيم... يقول المولى في محكم آياته:

{وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون} صدق الله العظيم، وقالت السيدة نفيسة رضي الله عنها:

{محال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم.. فاعملوا ما شئته فإنا صابرون.. وجوروا فإنا بالله مستجيرون.. واظلموا فإنا إلى الله متظلمون}.

لئن كان شرفٌ للنيابة العامة أن تمثل المجتمع دائماً فيما وقع عليه من جرائم؛ فقد وفاها الشرفُ قدراً وهي تمثل اليوم في ساحة عدلكم... فحينئذ تحدث أمور وأمور يقوم الحوار ويختلط الفهم وتطرح الحجج وتزداد الدفوع، ويُطلب العقاب، وترجى البراءة، ويُنتظر الحكم، ولكن أي حكم؟!... هو الحكم بالعدل.

سيدي الرئيس.. الهيئة الموقرة.. جئنا اليوم إلى ساحتكم المقدسة هذه، نحمل إليكم كلمة المجتمع الذي منحنا شرفُ تمثيله في واحدة من القضايا ننشد فيها الحق والعدل، اللذين يعيشان في ضمائركم.. جئنا وقد ارتدينا ثوب الإدعاء.. حاملين ومؤدين لأمانة السماوت والأرض والجبال فأبين أن يحملنها.. فحملناها ونخشى بذلك أننا قد ظلمنا أنفسنا.

وأضاف في مرافعته: إن النيابة العامة على يقين تام من إلمامكم الشامل بواقعات دعوانا الماثلة.. لكن ائذنوا لنا بالمرافعة إجلاءً لما بين ثنايا السطور، وأداء للأمانة التي كُلفنا بها.

حيث تبدأ وقائع دعوانا على النحو التالي:- المجني عليه «محفوظ السيد شحاته الحلفاوي» يبلغ من العمر الثانية والستون عاماً تزوج من أحب، ورزقه الله من البنين خمس يعيش حياة هادئة، يسعى إلى تربية صالحة مشهود له بدماثة أخلاقه ولطف طباعه وصلاح أحواله وطيب صداقته، يعمل سائقاً بإحدى مكاتب النقل ومُكلف بتوصيل العاملين بإحدى شركات الحديد إلى مدينة العاشر من رمضان.

والجاني «مصطفى أحمد السيد حسن».. يبلغ من العمر سبعة وأربعون عاماً، يملك حانوتاً للنسيج، وقد رزقه الله بسعة المال، إلا أنه لم يرزقه بحسن التفكير والتدبير... ويوم الواقعة.. اليوم المشهود الموافق السادس والعشرون من شهر يوليو لعام ألفين وثلاثة وعشرون وفي تمام الساعة السادسة وعشرون دقيقة صباحاً حيث خرج المجني عليه يسعى على رزقه، كما نخرج جميعاً للبحث عن أرزاقنا فتصادف أن يكون هذا اليوم هو انقطاعاً تاماً عن رزقه ورزق أسرته على يد المتهم الماثل؛ حيث يعمل المجني عليه سائقاً بإحدى مكاتب النقل وكان مكلفاً بالمرور بمنطقة الحادث؛ وذلك لأداء عمله.

وهو ذات المكان والزمان الذي تصادف فيه وجود الجاني،حيث كان المجني عليه قائدًا لمرتكبته، وفوجئ حينئذ بسيارة المتهم ذات اللون الأحمر قاطعة للطريق.. حائلة دون مروره فما كان على المجني عليه سوى مفاداتها إلا أنه لم يبلغ ذلك، واصطدمت السيارتان ببعضهما البعض فنتج عن ذلك حدوث تلفيات بسيارة المجنى عليه.

وحال معاتبته للجانى طالباً منه إصلاح ما أصاب سيارته من تلفيات حاول المتهم إيهامه بنيته في ذلك الأمر وهذا ما كان يُخالف مكنون نفسه، حيث كان في تلك اللحظات يُفكر تفكيراً هادئاً في كيفية التخلص من المجني عليه فهداه فكره وشيطانه إلى استقلال سيارته مدعياً من ذلك أن قصده إفساح الطريق العام وما كان ذلك إلا لتحقيق غرضه حتى تحين الفرصة وقام بالإصطدام بالمجني عليه وأسقطه أرضاً.

وأكدت النيابة في مرافعتها أن المتهم لم يكتفِ بذلك.. بل قام بدهسه بكل قسوة ووحشية غير عابئ بحياة المجني عليه ولا لأسرته التي تقتات بقوت يومه، ولا نجد لذلك الجرم سبباً إلا لموت ضمير الجاني!! فحين يموت الضمير تفقد الحواس قيمتها يضحى الشخص عقلاً لا يفقه وعيناً لا تبصر وأذنا لا تسمع وقلباً متحجراً أسوداً بلا رحمة.

سيدي الرئيس.. عقب أن تأكد الجاني من مقتل المجني عليه بسقوطه أرضاً عاجزاً عن الحركة؛ متأثراً بجراحه لم تهتز نفسه أو مشاعره أو تتراجع لما اقترفته يداه من جُرم فقام بدهسه بكل وحشية إصراراً منه على قتله بأفعال عنوانها الخسة والندالة، وقام عقب ذلك بإصلاح سيارته للتخلص من جريمته وقام بقضاء حاجته وكأن شيئاً لم يكن هناك، وظن أن دماء المجني عليه ستقيد ضد مجهول، وأن ذلك الأمر بالنسبة له لا يوجد عليه خلاف ونام مطمئناً ذئب ليل الظلام ولكن؟! شمس الحقيقة ليست بفان وكشف الجريمة قد حان ونفذ رصيد ستره عند الرحمن، وأرسله لنا مكبلُ اليدان لنتولى الإستجواب ولم يستطع الإفلات وأقر بارتكابه الواقعة كما ثبت بالتحقيقات.

يا سيدي الرئيس حضرات السادة القضاة.. لإن كان الحكم في بعض القضايا يحملكم في بعض الأمور مشقة من بحث، ووزن، وترجيح ثم اقتناع فيقين.. فإنى أبشركم أن هيئتكم الموقرة لن تجد فى هذه القضية مشقة ولن تجدوا بينكم في الحكم خلافاً، إذ أن ما أسلفناه فى حق المتهم ثابت بالإقرار المعروف بسيد الأدلة.

أدلة دامغة وأسانيد قاطعة وبراهين ساطعة    

كما أن أوراق القضية قد ذخرت وفاضت بالأدلة الدامغة والأسانيد القاطعة، والبراهين الساطعة،على ارتكاب المتهم للجريمة محل الأوراق، ولتسمح لي عدالة المحكمة باستعراضها تباعاً في حق الجاني، وذلك على النحو التالي:

أسندت النيابة العامة للمتهم «مصطفى أحمد سيد حسن» تهمة قتل المجني عليه «محفوظ السيد شحاته الحلفاوي» عمداً مع سبق الإصرار، وقد استندت في ذلك إلى باقة من الأدلة المتساندة، وقد إنقسمت تلك الأدلة إلى أدلة قولية وفنية؛ وسنقوم بعرضها على النحو التالي:

أقر المتهم بتحقيقات النيابة العامة إقراراً حراً صريحاً بقتل المجني عليه حيث ورد على لسانه: «قررت إن أنا أجري منهم ولقيت عم محفوظ واقف قدامي ورمى نفسه على العربية علشان مهربش، وأنا حاولت أفاديه معرفتش؛ فخبطته بوش العربية ووقع على الأرض قدام العربية بالظبط؛ فأنا كسرت يمين علشان أطلع منه؛ روحت دوست عليه بالعجل اللي ورا، وبعدها مشیت روحت على البيت»، ومما سبق يقطع بثبوت الركن المادي في حق المتهم ثبوتاً يقينياً.

شهادة الشهود ترابطت كحبات عقد لم تنفرط له حبة  

أما بالنسبة لأقوال الشهود؛ فقد حوت التحقيقات شهادة أربعة من الشهود تناسق شهادتهم بدون اختلاف أو تناقض وتماسكت وترابطت كحبات عقد لم تنفرط له حبة ؛ وقد جاءت شهادتهم على النحو التالي:

1- بالنسبة لشهادة الشاهد الأول المدعو «أسامه حسن علي محمد»، فقد شهد بأنه حال استقلاله السيارة رفقة قائدها المجني عليه أعلى الطريق الدائري اصطدم المتهم بهم بالسيارة قيادته وبترجلهم والمتهم للحديث معه ومعاتبته فوجئ به يعاود ركوب سيارته؛ وما أن حاول المجني عليه ردعه عن الفرار حتى حمله بمقدمة سيارته مندفعاً بها فأسقطه أرضاً؛ ودهسه قاصداً من ذلك قتله فأحدث إصابته التي أودت بحياته،  كما أنه تم عرض المتهم الماثل عليه وتعرف عليه وأقر بأنه هو شخص مرتكب الواقعة.

وأشارت النيابة إلي أنه بالنسبة لشهادة الشاهد الثاني المدعو «عبده سيد عبده أبو مجلي»، فقد شهد بذات مضمون ما شهد به سابقه؛ بأنه حال استقلاله السيارة رفقة قائدها المجني عليه أعلى الطريق الدائري اصطدم المتهم بهم بالسيارة قيادته وبترجلهم والمتهم للحديث معه؛ ومعاتبته فوجئ به يعاود ركوب سيارته؛ وما أن حاول المجني عليه ردعه عن الفرار حتى حمله بمقدمة سيارته؛ مندفعاً بها فأسقطه أرضاً، ودهسه قاصداً من ذلك قتله ؛ فأحدث إصابته التي أودت بحياته، كما أنه تم عرض المتهم الماثل عليه وتعرف عليه وأقر بأنه هو شخص مرتكب الواقعة.

موضحاً أنه بالنسبة لشهادة الشاهد الثالث المدعو «رمضان حسين رمضان علي»، فقد شهد بأنه حال سيره بسيارته أعلى الطريق الدائري، تبين وقوع حادث وأبصر الشاهد الأول «أسامة حسن» متواجداً بها؛ وحال استبيانه للأمر شاهد المجني عليه حال مهاتفته لصاحب السيارة محل عمله ويسرد عليه تفاصيل الحادث وطالباً منه كيفية التصرف وإذ فوجئ حينئذ بالمتهم يستقل سيارته وقام بالإندفاع بها نحو المجني عليه داهساً إياه ولاذ بالفرار.

وأما بالنسبة لشهادة الشاهد الرابع المقدم «أحمد جمال عبد الرحمن موسى» رئيس مباحث قسم شرطة ثان شبرا الخيمة، فقد شهد بأن تحرياته السرية توصلت لصحة الواقعة من قيام المتهم مصطفى أحمد سيد حسن، بقتل المجني عليه محفوظ السيد شحاته الحلفاوي، وكان ذلك على إثر تصادم مربكتهما، وبترجلهم للحديث قام المتهم بمعاودة ركوب سيارته ، وما أن حاول المجني عليه ردعه من الفرار حتى حمله بمقدمة سيارته مندفعا بها فأسقطه أرضاً ودهسه مما أحدث إصابته ووفاته، وكان هذا بشأن أدلتنا القولية الثابته فى حق المتهم.

الأدلة الفنية بالأوراق   

أكدت النيابة العامة في مرافعتها أن الأدلة الفنية قد انحصرت في تقرير الصفة التشريحية الخاص بالمتوفى إلى رحمة مولاه، حيث أنه ثبت بتقرير الصفة التشريحية الخاص بالمجني عليه المتوفى إلى رحمة مولاه أن إصابته ذات طبيعة رضية حدثت من جسم أو أجسام صلبة راضة ثقيلة؛ وهي جائزة الحدوث وفق تصور النيابة العامة ؛ بدهسه بسيارة وأعزت الوفاة لما لإصابته بالرأس وما أحدثته من کسور بعظام الجمجمة ونزيف بالمخ أدى إلى توقف المراكز الحيوية.

وأختتم يا سيدي الرئيس.. الهيئة الموقرة.. هذه كانت وقائع دعوانا، وهذا كان دليلنا على ما ارتكبه المتهم من جرم وها هم أهل المجني عليه، حاضرون بساحة عدلكم.. حاضرون وقد استدعت مرافعتنا ذكريات أليمة وواقعات جثيمة وحسبنا في ذلك عرض صحيح ما استخلصته النيابة العامة من وقائع واقامة الدليل فيها على المتهم ها هم جالسون بقلوب وجلة، وعيون حائرة منتظرين سماع حكمكم العادل لتشفى صدورهم وتهدأ قلوبهم على فقيدهم فطمأنوهم أن فقيدهم فقيدنا وأن رُوحَهُ لن تذهب هباء بلا حساب أو عقاب.

طمئنوا المجتمع كله أن في مصر قضاءً عادلاً.. قضاءً يردع كل من تسول له نفسه بإرتكاب مثل هذه الجرائم إعلنوها بحكمكم العادل إنه لا مجال لسفك الدماء دون عقاب.. حكم يشعر فيه المجتمع بالأمن والأمان مصداقاً لقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم «فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف».. صدق الله العظيم.

دينٌ وسَداد.. وكما قَتلت تُقتل  

ووجه رسالة قائلاً: أيها القاتل!؟ أيها القاتل مهلاً.. قبل أن كنت ترديه تمهل وتفكر وتدبر، وتوقف وتعقل ما الذي جنيته ؟ .. قُل لي !؟ .. حينما قتلت أعزل حينما أثكلت بيتاً.. كان حتى الأمس منزل حين أرديت دون حس ... عابراً للموت يجهل أو ضعيف دون ذنب..  يكدح للأيام يعمل 

ليربي صغاراً.. ما لهم إلاه محمل ما لهم إلاه حضناً.. أمنهم فيه تمثل ويُعين الأهل حتى لا يذوقوا العيش حنظل.. أي دين أي رب..  لفعل القتل حلل ولم يُجرم فهو دين وسداد.. وكما قتلت تقتل.

يا سيدي الرئيس..إن المتهم القابع خلف القضبان فعل ما فعل بدم بارد لم يكن في قلبه شفقة ولا رحمة، ظن أنه لا عقاب على ما اقترفه وأنه لا رقيب في الدنيا على أفعاله.

نرشح لك

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل