المحتوى الرئيسى

«يتزفوا عرايس للجنة».. مشاهد الموت في غرق ضحايا «معدية أبوغالب» (القصة كاملة) | المصري اليوم

05/21 16:05

بعد نحو 3 أشهر من غرق «قارب» كان يقل عمال يومية من «نكلا» إلى موقع عملهم، استيقظ سكان تلك القرية البسيطة على حادث جديد إذ سقطت سيارة «ميكروباص» من أعلى معدية كانت تقل نحو 23 فتاة- أصل إقامتهن محافظة المنوفية- إلى محل عملهن في بيع الفاكهة، بمياه نهر النيل، ما أسفر عن انتشال 10 جثث حتى الآن ونقل 9 مصابات إلى المستشفى فيما لا يزال البحث جارِيًا عن 4 فتيات، إذ ألقت أجهزة الأمن القبض على السائق المتسبب في الحادث عقب هروبه.

النيابة العامة تعاين موقع حادث معدية أبوغالب.. وتطلب تحليل مخدرات لـ«سائق الميكروباص»

«الرخصة منتهية».. التحريات تكشف مفاجأة عن معدية أبو غالب (مستندات)

حادث غرق ميكروباص معدية أبوغالب.. انتشال 10 جثامين والبحث عن 4 فتيات في النيل (أسماء)

قبل نحو عامين، شهدت «نكلا» حادثًا مماثلًا بسقوط سيارة من أعلى معدية، لتجدد تلك الحوادث وطالب الأهالى باستكمال إنشاء كوبرى لمرور السيارات والمواطنين من عليه، إذ إن أغلب الضحايا كن فتيات وسيدات يعملن في المزارع ويضطررن للعبور بالمعدية من أشمون والقرى المجاورة للمركز إلى أبوغالب ونكلا في منشأة القناطر.

منذ صباح اليوم، يجلس أهالى الضحايا والمفقودين في «معدية أبوغالب» على شاطئ النيل، منذ استقبالهم نبأ غرق «ميكروباص» كان يقل فتياتهن وسيداتهن إلى مقر عملهن، كان أملهم العثور عليهن مٌصابات بجروح وكدمات، لكنهم ما إن رأوا «الحماية المدنية» تنتشل السيارة التي كان الضحايا يستقلونها فزعوا وأدركوا أن المصيبة كبيرة، وتذكروا حوادث مماثلة.

هنا الغطاسون إلى جانب الصيادين على قوارب الصيد، يبحثون عن الجثامين، ينادى أحدهم بصوت عالِ بأوصافهم جثة عُثر عليها لتوه يتجمع الأهالى من حوله يحدثون «هرج ومرج»، يٌصاب أهل الضحية بانهيار حين يتأكدوا من هويته، ويتشبث آخرون بأمل ألا يكون ذووهم ضمن الضحايا حتى تنتشل 10 جثث من قاع النيل، إذ جرى نقلهم بسيارات الإسعاف إلى ثلاجة حفظ الموتى بالمستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

قبل ذلك، كان شهود عيان يتداولون تفاصيل مشاهد الموت التي وقعت أمام أعينهم، يقولون إن سائق «الميكروباص المنكوب» تشاجر مع شخص كان يتحرش لفظيًا بالفتيات ونزل إلى الأرض ونسى «تعشيق الفرامل»، وفى تلك الأثناء سقط «الميكروباص» في المياه، وسط صراخ الفتيات والسيدات داخله، ليهرول الأهالى والصيادون قبل مجىء «الإنقاذ النهرى» لإنقاذهن إذ تمكنوا من انتشال 6 طفلات وشابة وامرأة، وجميعهن مصابات ونقلن إلى المستشفى لتلقى العلاج اللازم.

«ساب الفرامل».. توصلت تحريات الشرطة إلى أن سائق «الميكروباص»، لم يكبح جماح «الفرامل» لدى نزوله، ولما رأى سيارته تسقط في المياه، لم يفكر سوى في نفسه ولاذ بالفرار من موقع الحادث، لتلقى أجهزة الأمن القبض عليه لتقدمه للنيابة العامة التي أخطرت بالواقعة.

لم يتبق تحت المياه سوى الفتيات: «وفاء»، و«آلاء»، و«سلمى»، و«هبة»، أصغرهن 14 عامًا، إذ انهارت والدة إحداهن ومن بين دموعها قالت: «بنتى حبيبتى مش بتعرف تعوم»، وأشارت إلى الصيادين و«الضفادع البشرية» ترجوهم: «والنبى خرجولى بنتى»، إذ حكت مأساتها للأهالى الذين التفوا من حولها لمواساتها: «دى عروسة زى القمر، كانت بتخرج على لقمة عيشها وبتجهز نفسها، لأن ظروفنا على أد حالها، يوميتها كانت 150 جنيه، وبتخرج من بيتنا في أشمون من ساعة الفجر مع زميلاتها، وبيرجعوا قبل وش العصر».

ورجل آخر من أقارب إحدى المفقودات الـ4، كان يصرخ ويروح ويجىء أمام الشاطئ، ومن ينظر إليه يرثى حاله، وهو يسرد مأساة الطفلة الغارقة، يقول: «دى بتصرف على إخواتها الـ4 الصغيرين، أبوها مريض بعيد عنكم بمرض خبيث، ولما كان بينزل يشتغل كان يوم يشتغل و10 لأ، والشغل في المزارع وتغليف الفاكهة هو المتاح لينا، وحبيبتى كانت مع أصحابها بيروحوا بالمعدية الشغل».

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل