القمة العربية 2024: قمة القادة العرب هل ستكون قمة عادية رغم الظرف الاستثنائي؟ - BBC News عربي

القمة العربية 2024: قمة القادة العرب هل ستكون قمة عادية رغم الظرف الاستثنائي؟ - BBC News عربي

منذ حوالي شهر واحد

القمة العربية 2024: قمة القادة العرب هل ستكون قمة عادية رغم الظرف الاستثنائي؟ - BBC News عربي

على أعتاب القمة العربية التي تعقد لأول مرة في مملكة البحرين الخميس (16 مايو/أيار)، تلقي حرب غزة المستمرة لما يزيد عن نصف عام بظلالها على الدورة العادية الثالثة والثلاثين للقادة العرب تحت لواء جامعة الدول العربية.\nويقول المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي لبي بي سي إن "وقف إطلاق النار والحرب في غزة سيحتل مكاناً متقدماً على أجندة القمة بكل تأكيد".\nلم تكن جامعة الدول العربية وليدة حدث سياسي عادي، إذ أنشئت إبان الحرب العالمية الثانية، حين كانت الدول العربية تسعى لتعزيز استقلالها ووحدتها، فيما كانت الأراضي الفلسطينية العربية تواجه تحدي الاستقلال في ظل الانتداب البريطاني.\nمصر والعراق وسوريا ولبنان والأردن، وقعوا على نواة ميثاق جامعة الدول العربية عام 1944، ووقع عليه لاحقاً كل من اليمن والسعودية. وفي آذار/مارس من عام 1945، توصلت الدول الأعضاء للصيغة النهائية لميثاق جامعة الدول العربية، وتضم 22 دولة، ومقرها القاهرة.\nيجد الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى أن القمة المنعقدة حالياً، فرصة لقادة ورؤساء العرب للحديث مع الفلسطينيين في "مسألة لم الشمل، وأيضاً فرصة للعرب أنفسهم للم شملهم، أعتقد أن اجتماع جامعة الدول العربية ووجودها شيء مهم في هذا الصدد"، إضافة لمساعي إقامة الدولة الفلسطينية.\nكما يرى مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق حسين هريدي الذي شغل أيضاً منصب مدير إدارة إسرائيل في الخارجية المصرية، إن لهذه القمة خصوصيتها بسبب ما يجري من تطورات في المنطقة وأبرزها "تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة"، ومن أبرزها اقتحام القوات الإسرائيلية مؤخراً لمدينة رفح الحدودية مع مصر، وأيضاً المواجهة العسكرية المحدودة بين إيران وإسرائيل وردود الفعل العربية عليها.\nصدر الصورة، Getty Images\nفي تعليقه على سبب عدم تمكن الجامعة العربية من وقف حرب غزة، يقول الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية عمرو موسى، إنه في ظل الظرف الراهن هناك تساؤل كبير لدى الرأي العام العربي حول ما يحدث حالياً. ويلفت في تصريحاته لبي بي سي إلى أنه حتى الأمم المتحدة لم تكن قادرة على تحقيق وقف الحرب، "الأمور أصبحت لا تحسم على مستوى المنظمات الدولية والإقليمية، المنظمات تقدم إطاراً للتفاهم أو لتوعية الرأي العام".\nشرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك\n\nكما تحدث موسى عن مفهوم الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها ودورها فيما يجري، ويقول إن عدداً كبيراً من دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهروا احتجاجهم على "سياسة إسرائيل العدوانية"، ويشير أيضاً إلى قرار محكمة العدل الدولية المبدئي الذي وجه إسرائيل إلى منع الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة.\nوأما عن الدور الأمريكي في التأثير على القرار العربي حيال وقف حرب غزة، يرى هريدي أن الدور الأمريكي معطل للإرادة العربية (على سبيل المثال عبر حق النقض الفيتو)، إذ في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية للتعامل مع ما يجري في غزة، يكون العنصر الأمريكي ضاغطاً لصالح إسرائيل.\nيعلق موسى بالقول إن الموقف الأمريكي واضح بإعلانه حماية إسرائيل، هناك فيتو أمريكي في مجلس الأمن وأمام الكاميرات يمنع اتخاذ قرار لوقف إطلاق النار في غزة، وآخر يمنع الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية، وبذلك فإن واشنطن وكأنها تقول إن على أي موقف آخر أن يتصرف طبقاً لما أعلنته "هي حامية للموقف الإسرائيلي... موقف مطروح ومشروح في كلمات ممثلي الأمم المتحدة في مجلس الأمن والجمعية العامة".\nلكن يعتقد موسى أن الموقف الأمريكي سيكون جزءاً من نقاش "الأمر الواقع المطروح"، عند اجتماع الدول العربية سوية.\nويعزو الكاتب البحريني والمحلل السياسي عبدالله الجنيد عدم قدرة الجامعة العربية على وقف حرب غزة، إلى الآليات الحاكمة لعمل الجامعة، داعياً إلى إصلاح فوري فيها. ويقول "يجب أن تكون قرارات القمم العربية ملزمة للجميع، وذلك مستحيل لتعدد الاصطفافات والتباينات".\nويضيف رشدي المتحدث باسم أمين عام الجامعة العربية، أن الجامعة ومنظومة العمل العربي المشترك "تعاملت مع قضية غزة ووقف إطلاق النار من اليوم الأول وكانت هناك قمة عربية إسلامية عقدت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بعد أقل من أسابيع على اندلاع هذه الحرب، وذلك يعني أن الدول العربية حددت منذ وقت مبكر الهدف الذي أصبح الآن عليه توافق عالمي وهو وقف إطلاق النار".\nنحن نجد أنه حتى القوى الكبرى لم تتمكن رغم علاقاتها مع إسرائيل من وقف آلة الحرب الإسرائيلية "مهمة وقف الحرب ليست مهمة سهلة، والعالم العربي يحتاج لتحقيق ذلك إلى بناء توافقات عبر العالم بما يؤدي لإجماع كامل لوقف الحرب العشوائية على قطاع غزة"، يقول رشدي.\nويرجو موسى ألا يكون الاجتماع العربي في هذه القمة موضع خلاف أو إثارة لاختلافات هنا وهناك، فـ"الوضع خطير جداً، ومن الواضح أيضاً التحدي الكبير من جانب إسرائيل التي تعلن وتعمل على أن لا تكون هناك دولة فلسطينية".\nويتساءل: "موضوع الدولة الفلسطينية لا يجب أن تولد إلا على مائدة التفاوض، تفاوض مع من؟ مع دولة أصدرت قراراً من برلمانها بعدم قبول قيام دولة فلسطينية؟".\nويقول أيضاً إنه لا بد أن يكون الموقف العربي مطالباً بالاعتراف بدولة فلسطينية والتفاوض لاحقاً حول التفاصيل، بعكس ما جرى في تسعينيات القرن الماضي حين بدأ التفاوض حول التفاصيل وتأجيل موضوع إقامة الدولة للمرحلة النهائية "ذلك كان خطأ كبيرا جداً".\nصدر الصورة، Getty Images\nإضافة لحرب غزة تحدث المختصون عن أبرز الملفات المتوقع طرحها على الطاولة العربية، مثل الحرب السودانية التي دخلت عامها الثاني وتتجه "بسرعة نحو وضع مرعب جداً ومثير للقلق الشديد، والوضع الإنساني ربما هو الأسوأ في العالم"، كما يقول رشدي. ولكن بشأن النتائج وأثر الاجتماع العربي على أرض الواقع، يجيب هريدي بأن ذلك "يتوقف على مدى تطابق القول مع الفعل".\nوفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تحديداً كان لجامعة الدول العربية دورها بالاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ورئيسها ممثل لفلسطين في الجامعة، وذلك في عام 1964. ومن خلال جامعة الدول العربية عقد القادة العرب قمتهم الرابعة في العاصمة السودانية الخرطوم، عام 1967، القمة التي عرفت بـ"لاءاتها" الثلاث: "لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف بإسرائيل".\nيقول هريدي إن ما يجري في السودان وغزة والتوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما يؤثر سلباً على القضية الفلسطينية كل ذلك يستدعي أن لا تكون قرارات هذه القمة قرارات روتينية، لأن الأوضاع في المنطقة استثنائية، وما يدور في قطاع غزة من شأنه تحديد مصير ومسار العلاقات العربية-الإسلامية مع إسرائيل، لعقود قادمة.\nفيما يعتقد الجنيد أن الإشكالية ليست "في قدرة الجامعة العربية بل في ترهل مؤسساتها واستبداد نمط من المنهجية البيروقراطية الرافضة لأي شكل من أشكال التطوير أو تجديد الدماء أو الاستفادة من الدروس... ومن الخطأ عدم تدوير منصب الأمين العام بين الدول الأعضاء ذات الثقل السياسي والاقتصادي".\nويقول أيضا إنه "ربما بات من الأجدى طرح أفكار جديدة تتناسب مع شرق أوسط أكثر قدرة على إدارة شؤونه ومصالحه وتحدياته المستقبلية".\nفيما يرى رشدي بأن جامعة الدول العربية "مؤسسة قديمة وأحياناً تكون فيها عيوب المؤسسات القديمة، فالجامعة العربية أقدم من الأمم المتحدة، لذا يبقى فيها قواعد مؤسسية جامدة متوارثة… لكن موضوع إصلاح الجامعة العربية وإصلاح وتطوير العمل العربي المشترك موضوع موجود أيضا على الأجندة منذ 20 عاماً".\nومع ذلك يجد رشدي أن هناك تطوراً تدريجياً في المؤسسة، يبدو واضحاً بتحسن جوانب العمل العربي، ودورية انعقاد القمة العربية سنوياً، "نلاحظ مثلا من هذه الجوانب أنه وعلى عكس فترات سابقة فالموقف من حرب غزة ومن دعم الفلسطينيين موقف موحد عليه إجماع عربي، العرب يتحدثون بصوت واحد".\nلا ينكر رشدي وجود مشاكل في العالم العربي وبعض الجوانب في العلاقات بين الدول، بما يؤثر على جامعة الدول العربية، ولكنه يرى أنه من الصعب القول بأن الدول العربية مجتمعة ليس لها تأثير، "تأثير الجامعة العربية مستمد من تأثير دولها الأعضاء، الدول العربية لديها إمكانيات وقدرات ومصادر متنوعة للتأثير دولياً... وكلما استطاعت الدول العربية العمل بشكل جماعي والتحدث بصوت واحد زاد هذا التأثير، وهذا ما نأمله".\nشهدت جامعة الدول العربية منذ تأسيسها على خلافات عدة بين الدول العربية، وبسبب الأزمة السورية حرمت الدولة التي كانت ضمن الدول المؤسسة للجامعة العربية، من مقعدها لنحو 12 عاماً، لكنها استعادت مكانها مجدداً العام الماضي في القمة التي انعقدت في الرياض.\nوبرأي موسى فإن لاجتماع القادة العرب في مواعيد دورية معروفة أو استثنائية وهو ما توفره جامعة الدول العربية كمنظمة وحيدة في هذا الإطار، يسمح للوصول لبعض التفاهمات أو على الأقل مناقشة ما يجري.\n"نعم أرى في هذا فائدة، وأرى في اجتماع العرب على مستوى القمة أيضا فائدة، فـ (الاجتماع) على أعلى مستوى والأحداث واضحة والمواقف واضحة، إذ نستمع مثلا إلى الوسطاء في موضوع الهدنة أو وقف الحرب على غزة"، وفي حال كانت الأمور معقدة فإن الاجتماع يوفر على الأقل الاستماع لكل الأطراف، بحسب موسى.\n© سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

الخبر من المصدر