المحتوى الرئيسى

«الليثيوم» أمل إفريقيا.. «المهندسين» تطالب بمشروع قومي لاستخراج «ذهب المستقبل»

05/13 09:21

نظمت جمعية المهندسين المصرية، بالتعاون مع مجلس بحوث البترول والثروة المعدنية بأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وجمعية البترول والتعدين، ورشة عمل حملت عنوان «خارطة طريق التقييم الجيولوجي والجيوكميائي للرواسب الغنية بالليثيوم في الصحاري المصرية للتكنولوجيا الخضراء المستقبلية في مصر».

مصر.. منارة علمية وثقافية على مر التاريخ

وأكد المهندس أسامة كمال، رئيس جمعية المهندسين المصرية، أن الجمعية تفتح ذراعيها لكل الكوادر العلمية الهندسية، من أجل خدمة الدولة المصرية باعتبارها منارة علمية وثقافية على مر التاريخ. 

وأرجع كمال أهمية موضوع ورشة العمل إلى اعتماد الطاقة بنسبة كبيرة قدرت بنحو 93% على الغاز والبترول، ما يشكل خطورة كبيرة على شتى مناحي الحياة، خاصة في الوقت الذي باتت فيه الطاقة بمثابة الدم الذي يضخ في شرايين اقتصاد الدول. 

وأوضح وزير البترول الأسبق أن استهلاك العالم من الطاقة بكل أشكالها سواء التقليدية وغير تقليدية ومتجددة وغير متجددة يبلغ حوالي 16 تيرا واط/ ساعة، في حين أن إنتاج وتوليد الطاقة من الشمس بمفردها يقدر بحوالي 23 ألف تيرا واط/ ساعة، مشددا على أننا في حاجة لتنويع الفكر الخاص بتوليد مصادر الطاقة، وأنه لا بد من إعادة النظر في دراسات توليد الطاقة في مصر من حيث البدائل والأولويات التي يحتاجها المجتمع.

تصنيع بطاريات الليثيوم لتغطية الطلب المرتفع

وتطرقت ورشة العمل للحديث عن الخطوات التنفيذية المتخذة من قبل وزارة التجارة والصناعة لتشجيع الاعتماد على الصناعة الوطنية، خاصة فيما يتعلق بتصنيع بطاريات الليثيوم لتغطية الطلب المرتفع المتوقع بالنسبة للسيارات الكهربائية ، وبطاريات المحمول، وبطاريات الليثيوم الكهربائية لتخزين الطاقة في مزارع الرياح ومزارع الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى بحث فرص التصدير، واستكمال سلسلة القيمة المضافة لصناعة السيارات والطاقة المتجددة في مصر.

وأكد أعضاء المجموعة أن عنصر الليثيوم يعد من أهم الخامات التعدينية النادرة، والذي أصبح يطلق عليه من قبل خبراء وجيولوجي التعدين في مصر والعالم بـ«الذهب الأبيض»، موضحين أن استخدامه ظل محدودا لفترات طويلة وفي صناعات يمكن الاستغناء عنها مثل صناعة الزجاج والسيراميك والبوليمرات، في الوقت الذي يوجد فيه عناصر أفضل منه لخدمة تلك الصناعات، منوهين بأنه في عام 1970 بدأ معدن الليثيوم يطفو على السطح، نتيجة إنتاج السيارات الكهربائية.

وأوضح الأعضاء أن الليثيوم اكتسب اهتماما غير عادي في العديد من البلدان حول العالم في السنوات الأخيرة، وخاصة فى أمريكا اللاتينية، إذ يمثل مستقبل القارة فيوجد أكثر من نصف المخزون العالمي من الليثيوم في كل من الأرجنتين وبوليفيا وتشيلي، ما أدى إلى جذب اهتمام المستثمرين والحكومات بتلك الدول، لافتين إلى أن تشيلى والأرجنتين وبوليفيا يمثلون 61% من موارد الليثيوم المحددة في العالم ، وان بوليفيا تتصدر القائمة، حيث يبلغ احتياطيها المعروف 21 مليون طن، تليها الأرجنتين (19.3 مليون) وتشيلي (9.6 مليون).

وشدد أعضاء المجموعة على أن خارطة الطريق انطلقت من نقطة الصفر، ولم يكن هناك أي معلومات متوفرة في بداية عملها، لافتين إلى أن الخارطة بمثابة الضوء الأخضر لإعطاء معدن الليثيوم قدره الكافي من الاهتمام، مطالبين الدولة بضرورة الاستفادة من الدراسة الخاصة، بالخارطة عن طريق إقامة مشروع قومي خاص باستخراج عنصر الليثيوم، على أن تتبناه الشركات الخاصة بتصنيع بطاريات السيارات.

وقالوا إن الطلب على هذا المعدن ازداد بشكل كبير منذ عام 2010 وحتى عام 2014، حيث استحوذت البطاريات على نحو 74% من إجمالي استهلاك عنصر الليثيوم في ظل الاتجاه العالمي نحو الحفاظ على البيئة، مؤكدين أن الدولة المصرية يتوافر بها الخمسة مصادر الخاصة بخام الليثيوم، وأنه بمراجعة الصخور الحاوية لهذا الخام نجد أن بيئته الجيولوجية المثيلة بصحراء وجبال مصر فى كل من شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية والصحراء الغربية. 

وأشاروا إلى أن أول هذه البحيرات الجافة التي جرى اكتشافها هي الأطراف الشمالية من بحيرة قارون، والتي كانت تعرف باسم بحيرة موريس، وهذه البحيرات الملحية الجافة تعتبر من الأوساط الغنية بالليثيوم، وذلك طبقا لبعض الدراسات التي أجريت هناك، إذ جرى عمل زيارات ميدانية بالتنسيق مع مجلس بحوث البترول والثروة المعدنية بهدف دراسة واكتشاف موقع رواسب الليثيوم غير المكتشفة في الصحاري المصرية وتقييم امكاناتها كخامة استراتيجية مستقبلية. 

وفيما يتعلق بالأبحاث الأكاديمية بمصر في مجال بطاريات الليثيوم، أوضح أعضاء مجموعة خارطة الطريق أنه على المستوى الأكاديمي المصري توجد بعض المدارس العلمية بمراكز البحوث المصرية مثل المركز القومي للبحوث، ومركز بحوث الفلزات، ومركز التبين للدراسات المعدنية التي تعني بالجانب البحثي لبطاريات الليثيوم الثانوية.

أهم أخبار الوسيط

Comments

عاجل