المحتوى الرئيسى

علي ناصر رئيس اليمن الشعبية الأسبق: نحن بحاجة إلى السلام ونراهن على مسقط |خاص

05/13 02:06

دعم عبد الناصر لليمن كان قرارًا استراتيجيًا.. وعلاقة تاريخية تربطني بـ"أخبار اليوم"

اليمن يمتلك 132 حقل نفط بِكرًا لم يستثمر.. والصراع هناك سببه دائمًا الموقع والثروة

الضغوط الإقليمية وراء انسحاب شركة إيطالية من استثمار حقول النفط اليمني

مصر رأس حربة العرب وتستطيع أن تنهض بالأمة.. واستقرار المنطقة يأتي من هدوء اليمن

الحرب اليمينية في الستينات استنزفت مصر والسعودية.. ودعم القاهرة وراء تثبيت النظام الجمهوري في صنعاء

في اليمن اليوم أكثر من رئيس ومن حكومة ومن برلمان.. والجيش تفرّق إلى ميليشيات

أنصح بالحوار مع إيران والسعودية والإمارات للوصول إلى حل دائم في اليمن

على كل طرف أن يقدم تنازلات بدون إقصاء.. والانتخابات تحكم البلد

مصر ضحت بالكثير من أجل القضية الفلسطينية.. وأزمة السودان وراؤها الخارج

مجموعة السلام العربي تطورت من معالجة الأزمة اليمنية إلى مشكلات ليبيا

بدأ الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد ، شبابه بالكفاح المسلح والثورة ضد الاحتلال البريطاني، حتى تحرير جنوب اليمن عام 1967 بعد 129 سنة من الاحتلال الانجليزي، وانتقل بعدها إلى السلطة في الدولة المتحررة "الجديدة وقتها" جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، محافظاً للجزر ثم وزيراً للدفاع ، ثم رئيساً لمجلس الوزراء، ثم  نائباً لرئيس الدولة ثم رئيساً لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لفترتين رئاسيتين والأمين العام للحزب الاشتراكي، حيث عمل كرئيس لمجلس الرئاسة من 26 يونيو 1978 حتى 27 ديسمبر 1978، وكرئيس للجمهورية في أبريل 1980 حتى عام 1986م، ثم أصبح أحد المؤيدين للاحتجاجات الشعبية اليمنية 2011م بهدف التغيير وليس التدمير.

وفي عام 2015 أسس ناصر "لجنة السلام اليمنية" في محاولة لوقف الحرب اليمنية والنزاعات المسلحة في دولة اليمن شمالاً وجنوباً، وكان من ضمن الشخصيات عبد السلام المجالي رئيس وزراء الأردن الأسبق والمهندس سمير حباشنة وزير الداخلية الأردني الأسبق وطاهر المصري رئيس مجلس النواب الأردني الأسبق وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وسفير فلسطين في عدن وعميد السلك الدبلوماسي العربي في عدن.

وفي عام 2022 نمت اللجنة الى "مجموعة السلام العربى"، التي عقدت اجتماعها التأسيسي بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وتحت رعاية  أحمد أبو الغيط الأمين العام، للمساهمة في حل الصراعات العربية وإرساء السلام والاستقرار بالمنطقة العربية ونشر ثقافة السلام.

وبين تلك المحطات النضالية والثورية والسياسية والرئاسية والداعية للسلام والاستقرار، حقبات تاريخية في عمر الرئيس ناصر، تملئ بآراء وتحليلات كمشارك في تاريخ بلده اليمن.

«الأخبار المسائي» أجرت هذا الحوار مع الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر في مقر إقامته على ضفاف نيل القاهرة.

* في البداية، صف لنا علاقتك بالصحافة المصرية وتأثير "أخبار اليوم" في نقل الأخبار اليمنية وأحداثها التاريخية؟

** أرتبط  بمؤسسة أخبار اليوم بعلاقات تاريخية، فهي مدرسة للصحافة العربية ومنبر للثوار والثورات الوطنية التحررية ضد الاحتلال الاستعماري البريطاني والفرنسي والإيطالي لأوطاننا العربية، وكذلك كل الصحافة المصرية، هي من دعمتنا وأرسلت المراسلين الحربيين لجبهات القتال لنقل أخبار الثورة والكفاح المسلح ضد المحتل الأجنبي بالرغم من المخاطر، وكلها  لها منا كل تقدير لما قدمته لنا من دعم وتنوير، وأخص بالذكر نقيب الصحفيين الراحل مكرم محمد أحمد، كونه أول صحفي أقابله في اليمن عندما كان مراسلاً هناك لتغطية أخبار الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً، فكان مراسلا حربيا في جبهات القتال، حيث ألف مكرم كتاباً بعنوان "الثورة جنوب الجزيرة" وقد أصبح اليوم أحد المراجع التاريخية عن ثورة اليمن، وبعد دورة عسكرية خضعت لها مع بعض الفدائيين من عدن وجبهات القتال في حرب العصابات بمعسكر صالة بمدينة تعز التي يشرف عليها جهاز القيادة العربية في تعز وكان يُسمى "عملية صلاح الدين"، انطلقنا مع عدد من المناضلين مع الصحفي مكرم محمد أحمد من تعز إلى البيضا إلى الجبهة الوسطى، سيراً على الأقدام واخترقنا الحدود وسط كمائن نُصبت لنا على الطريق، ولم يعقنا شيء عن تحقيق أهدافنا، رغم ترحالنا المحفوف بالمخاطر والمتاعب، وكان مكرم وقتها يلتقي بالثوار والمواطنين ويسجل ويلتقط الصور في جبهات القتال، فنحن نعتز بالصحافة المصرية والصحفيين المصريين.

وكنا وقتها شباباً هدفنا تحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني وواجهتنا كثير من المصاعب والكمائن وتعرضنا لإطلاق النار، أتذكر أننا أسقطنا إحدى الطائرات البريطانية من نوعية "هوكرهانتر" في جبل فحمان. وصورها الراحل مكرم محمد أحمد، فكان مكرم أول صحفي مصرى يغامر ويدخل إلى جنوب اليمن وقت الثورة والتحرير.

* هل التقيت الرئيس عبد الناصر وماذا دار بينكما ؟

** نعم التقيت الرئيس والزعيم جمال عبد الناصر في يونيو 1970 وكان لقاءً تاريخيًا وشكرته وأشدت بدور مصر في دعم الثورة اليمنية في الشمال والجنوب والثورات العربية والأفريقية التحررية وفي مقدمتهم الثورة الفلسطينية.

* نود تقديم نبذة عن ثورة 14 أكتوبر ضد الاحتلال البريطانى ومساندة مصر لها؟

** بدأت الثورة في 14 أكتوبر 1963 بقيادة الجبهة القومية من جبال ردفان الشماء لمقاومة الاستعمار البريطاني الذى احتلها في 22  يناير 1839، وقتها لم يكن العالم يعرف شيئًا عن الثورة ، إلى أن جاء الرئيس جمال عبد الناصر إلى اليمن في أبريل 1964 وزار صنعاء وتعز بالقرب من حدود الجنوب، وقال الزعيم عبد الناصر من تعز للاستعمار البريطاني في خطاب مشهور: "على الاستعمار البريطاني أن يأخذ عصاه ويرحل من عدن"، واتخذ عبد الناصر قراراً حينها بدعم الثورة وتكليف مجموعة من الضباط المخلصين لتأسيس جهاز باسم عملية صلاح الدين، هذا الجهاز هو الذي أشرف على تدريب الفدائيين وكنت منهم، ومن أدواري الإشراف على توزيع السلاح ونقله إلى جبهات القتال وأيضاً نشر الأخبار الحربية إلى الإعلام المصري في صوت العرب وإذاعة القاهرة والإذاعات اليمنية، وكان لمصر دور كبير في دعم الثورة اليمنية حتى تحررت بالكامل من الاستعمار البريطاني في 30 نوفمبر 1967م.

ونحن نحيي مصر شعباً وحكومة ورئيساً في الماضي والحاضر ونعتز بمصر لأن لدينا إيمان راسخ، أنه عندما تنهض مصر تنهض الأمة العربية كلها من الخليج إلى المحيط، ونتمنى لمصر، أن تتطور وتزدهر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

* هل استمرت مصر في دعم الدولة اليمنية في الجنوب بعد التحرير؟

** بالفعل بعد قيام الدولة في الجنوب، كانت مصر الدولة الأولى التي اعترفت بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وأول من ساندت تلك الدولة الوليدة التي قامت في الجنوب بما تتمتع به بأهم موقع استراتيجى في عدن وباب المندب، ولأهمية عدن احتلها البريطانيون لمدة 129 سنة، ولذلك نحن ندفع ثمن هذا الموقع وأحياناً أخرى ندفع ثمن الموقف، كتبعيات الطوبغرافيا السياسية.

* كيف تصف أهمية الموقع الاستراتيجى لليمن؟

** لقد تحدثت مع اللواء عمر سليمان رئيس المخابرات الراحل، فقال لي: "أنتم العمق الاستراتيجي لمصر"، وقد كان قرار عبد الناصر بدعم الثورة اليمنية شمالاً وجنوباً قراراً استراتيجياً لأهمية الموقع الذي تتمع به اليمن في باب المندب والبحر الأحمر والمحيط الهندي وجزيرة العرب والقرن الأفريقي، إضافة لما يمتلكه من ثروات هائلة لم تكتشف بعد، فهناك 132 حقل نفط بِكرًا لم يستثمر أي منها بعد، فالصراع في اليمن دائما، على الموقع والثروة.

* وما أهمية الجزر اليمنية بالبحر الأحمر والمحيط الهندي؟

** بعد قيام الدولة في الجنوب أصدر الرئيس قحطان الشعبي قراراً جمهورياً سنة 68، بتعييني محافظاً للجزر في البحر الأحمر والمحيط الهندي لإثبات حق اليمن في سيادة هذه الجزر، وكان الوفد البريطاني أجهدنا خلال مفاوضات جنيف في نوفمبر 67، فحاول تدويل جزيرة بريم في باب المندب؛ أي جعلها تحت الوصاية الدولية، وكانوا يريدون جزيرة سقطرى أيضاً، كما طالبوا بالإبقاء على قاعدة عسكرية لهم في عدن، ورفض رئيس الوفد المفاوض قحطان الشعبي هذه المطالب.

وكما أسلفت سابقاً، فقد عُينت حينها محافظاً للجزر في المحيط الهندي والبحر الأحمر، وكتبت عنها في مذكراتي "الطريق إلى باب المندب".

وبعدها تقلدت عددًا من المناصب؛ وزيراً للإدارة المحلية ثم وزيراً للدفاع وبعدها رئيساً للوزراء فنائباً للرئيس ثم رئيساً للدولة، واستطعنا بناء دولة قوية مهابة في المنطقة كلها، كان التعليم في عدن مجانيًا وكذا السكن والمواصلات شبه مجانية.

* هناك من يدّعون أن الاحتلال كان قاطرة التقدم والتنوير، فماذا فعل الاحتلال البريطاني في التعليم اليمني من أجل التنوير؟

** الاحتلال البريطانى طوال 129 سنة لم يؤسس جامعة واحدة في عدن والمحميات، بينما في 10 سبتمبر 1975 أسسنا أول جامعة في عدن واعتبرنا ذلك اليوم عيداً للعلم يجري فيه تكريم أوائل الطلبة وعملنا علي تغيير المناهج من رياض الأطفال حتى المرحلة الجامعية، كما أطلقنا عام 84 برنامج محو الأمية وتعليم الكبار وتعليم البدو الرحل ونظمنا حملة شاملة بإشراف اليونسكو حتى أصبحت نسبة الأمية 2.5 % طبقاً لإحصائية اليونسكو، وهو إنجاز لم يكن موجودًا في أي دولة حينها، وقد اهتمينا بالتعليم كونه أساسًا للتقدم والنهضة والنماء.

تلك الجهود التي قامت بها حكومة الثورة بعد التحرير جاءت رداً علي سياسية التجهيل التي مارسها الاحتلال البريطاني في عدن والجنوب وفي كافة المستعمرات البريطانية في العالم.

ولا ننسى دور الدول الشقيقة في تقديم الخبرات والكفاءات بعد قيام الدولة في الجنوب، بعثت مصر أعدادًا كبيرة من المدرسين وساهمت في إنشاء معهد ناصر الزراعي في الحوطة عاصمة محافظة لحج.

كما بنت الكويت العديد من المدارس والمستشفيات والمنشآت الصحية ورعت الجانب التعليمي، ولا ننسى دور الأخوة في سوريا والسودان والعراق في إيفاد المدرسين والقضاة.

*ماذا يحدث في اليمن الآن ولماذا وإلى أين يتجه؟

أهم أخبار العالم

Comments

عاجل