الملف الغذائي لبعد الخمسين

الملف الغذائي لبعد الخمسين

منذ حوالي شهر واحد

الملف الغذائي لبعد الخمسين

يعتقد البعض أن على الشيخوخة أن تحمل لنا بعضا من غدر الزمان فكبر السن مرادف لأعراض قد يكرهها الإنسان مثل أمراض القلب والشرايين وارتفاع ضغط الدم والوهن. الواقع أن الإنسان فى الخمسين إنما هو محصلة ما تعود أن يفعل أو يأكل.\nفى نهاية القرن التاسع عشر كان متوسط عمر الإنسان يدور حول ٤١ عاما فى مقابل ٤٣ عاما للمرأة أما اليوم فمتوسط عمر الرجل ٧٤ عاما والمرأة ٧٨ عاما. أى أن عمر الإنسان فى المتوسط قذ زاد من ٣٠ إلى ٣٥ عاما. هذه الزيادة فى العمر تعود إلى اكتشاف المضادات الحيوية ثم إلى دقة تشخيص الأمراض وعلاجها. إن فرصة الإنسان فى أن يبلغ سنا متقدمة مع احتفاظه بذاكرة جيدة وصحة داعمة لنشاطه أمر أصبح غير بعيد المنال إذا ما حرص عليه الإنسان.\nمن المعروف أن خلايا الإنسان مسرح دائم لعدد هائل من التفاعلات الفسيولوجية والكيميائية ينتج عنها انطلاق مركبات كيماوية تعرف باسم الشوارد الحرة لها أبلغ الأثر فى تدمير الخلايا الحية خاصة المادة الوراثية التى تسيطر على مقدرات الخلية وحيويتها وهنا تبدأ شيخوخة الخلايا فى الظهور فالمعركة قائمة بين الشوارد الحرة والخلايا وكلما زادت مقاومة الخلايا كلما تمهلت أعراض الشيخوخة فى الظهور وهذا بلاشك ما يتمناه الإنسان فإذا كانت الشيخوخة قادمة بلا ريب فإن تأجيلها هو الاحتمال الأفضل بالطبع.\nحينما يقف الإنسان على أعتاب الخمسين يجب أن يتمهل قليلا ويعاود مراجعة عاداته الغذائية وتفاصيل حياته فى ضوء بعض من المعلومات التى يجب أن يعرفها:\n- تشير كل الدراسات الحديثة إلى أهمية أن يأكل الإنسان ما يحتاجه فقط بلا زيادة أو إقلال وأن الإنسان بعد الخمسين يحتاج لغذاء يمده بالطاقة والعناصر المختلفة التى قد تتناقص مع السن كالفيتامينات والمعادن يقل فيه الدسم والملح والسكر ويحتوى على سعرات غذائية لا تتجاوز ١٨٠٠ كالورى (وحدة الطاقة) فى اليوم مما يضمن ثبات وزنه بلا زيادة تشكل عبئا على أجهزته.\n- الابتعاد عن الأغذية المعالجة والمضاف إليها النكهات المختلفة والمواد الحافظة واستعمال الزيوت النباتية فى حالتها الطبيعية دون حاجة لتسخينها خاصة زيت الزيتون المعصور على البارد وبنسبة حموضة تقل عن ٠٫٨٪.\n‫<‬ الاهتمام بالأغذية الغنية بمضادات الأكسدة ومنها:\n‫-‬ فيتامين جـ الداعم لجهاز الإنسان المناعى وله أكبر الأثر فى تأخير زحف معالم الشيخوخة وأعلى نسبة توجد فى الكيوى وكل الموالح والجوافة والبقدونس.\n‫-‬ البيتاكاروتين وهو فيتامين معروف بمقاومته للنشاط السرطانى أيضا مظاهر الشيخوخة ويوجد فى كل الخضراوات والفواكه صفراء اللون كالجزر والطماطم والفلفل الأصفر.\n‫-‬ فيتامين هـ المعروف بحمايته لدهون الجسم من الأكسدة إلى جانب أثره الذى يشبه الأسبرين على سيولة الدم ويوجد بكثرة فى زيت جنين القمح والزيوت النباتية كزيت الذرة.\n‫-‬ السيلينيوم: المعدن الذى يساعد الجسم على التخص من السموم التى تسرع بمظاهر الشيخوخة ويوجد بكثرة فى البصل والثوم والجزر والبندق والفواكه وأصداف البحر.\n‫- الكروم: الذى يعمل على تنظيم عمل الإنسولين وبالتالى السيطرة على مستوى الجلوكوز فى الدم ويوجد فى الخميرة والحبوب الكاملة وقد نلجأ لتناوله فى شكل أقراص إذ إنه يضمحل من الجسم مع التقدم فى السن.‬\n< تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالحبوب الكاملة والخضراوات والفاكهة والبقول فإنها تساعد على انتظام عمل الأمعاء وتساهم فى حل مشكلة الإمساك التى يعانى منها المسنون مع محاولة تجنب استعمال الملينات التى تمنع امتصاص مواد هامة مثل الكالسيوم والبوتاسيوم اللازمين لضبط مقياس الضغط.\n< تناول الألبان المتخمرة مثل الزبادى واللبن الرائب ترفع من كفاءة الجهاز المناعى إلى جانب كونها مصدرا هاما للكالسيوم المقاوم لأمراض هشاشة العظام وتآكلها. من المصادر الغنية أيضا بالكالسيوم معلبات السلمون والسردين التى يفضل نزع جلدها وأكلها بما فيها من عظام.

الخبر من المصدر