رغم الإجراءات القمعية.. استمرار اعتصام طلاب الجامعات الأمريكية 

لجأت الولايات المتحدة إلى مبدأ السلامة مع الحركات الطلابية التي توسعت في سائر البلاد، خشية أن تمتد الاحتجاجات خارج أسوار الجامعة كما حدث من عدة عقود، مع الحركة الطلابية أثناء الحرب على فيتنام. 

وفي ذات الوقت، يسعى أخرون إلى مناورات سياسية وشيطنة مواقف الطلاب، حيث تم تعليق عضوية عدد من الطلاب المشاركون في الاعتصام، حتى يتسنى للجهات المعنية توجيه مسائلات قانونية لهم بوصفهم غير ذي صفة لتواجدهم داخل الحرم الجامعي.

وقامت شرطة واشنطن العاصمة بتعزيز تواجدها في محيط الجامعة بعد أن أعلن طلاب جورج واشنطن إلى اعتصام مفتوح أمس داخل باحة الجامعة، وامتد الاعتصام إلى خارج أسوار جامعة واشنطن بعد أن وجه الطلاب المعتصمون دعوة لحمايتهم من تنكيل الشرطة بهم أو أي اجراء من جانب إدارة الجامعة، وانضم إليهم أيضا طلاب من جامعة ميريلاند وفرجينيا. 

اقرأ أيضا | غضب فى الجامعات ضد دعم واشنطن لإرهاب إسرائيل

ويري عدد من الطلاب المعتصمون أن البيت الأبيض يكيل الأمور بمكيالين، ولا ينظر بعين العدل تجاه الطلبة العرب والفلسطينيين المتضامنين معهم. إذ يرى المسؤولون بالبيت الأبيض أن المعاداة للسامية قضية أخلاقية بالجامعة، بينما لم تلق إدارة الجامعة بالا إزاء عدد من شكاوى طلبة عرب وفلسطينيين، اشتكوا من تعرضهم إلى عنف جسدي وعنف لفظي ومضايقات من قبل طلاب آخرين بلغت حد التهديد بالقتل ولم تأخذ الجامعة الأمر على محمل الجد. 

وتخشى الإدارة الأمريكية من توسع نطاق هذا الحراك الطلابي إلى خارج أسوار الجامعات ليمتد إلي مجتمع أو في كافة الولايات الأمريكية مثلما حدث من قبل في الستينات خلال حرب فيتنام. بعد ما بلغ عدد الجامعات التي تجتاحها الاحتجاجات إلى 38  جامعة.

تتفق مطالب طلاب على عدد من النقاط منها وقف الإبادة الجماعية وإنهاء الحرب على غزة . مقاطعة ووقف الاستثمارات مع إسرائيل، والعفو عن الطلاب الذين تعرضوا لإجراءات تأديبية. فضلا عن ضخ الأموال التي يدفعونها لتلقي التعليم تضخ مرة أخري في المجال  التعليمي وليس لإسرائيل وقتل الأطفال والنساء في فلسطين.

وأمام إصرار طلبة جامعة كولومبيا في نيويورك، نزعت رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق فتيل أزمة احتجاجات واعتصام الطلاب، بعد آن تراجعت عن المهلة الثانية الممنوحة للطلبة لفض الاعتصام والتي كان مزمع لها أن تكون في منتصف اليوم أمس الجمعة،  خاصة بعد أن لمس الجميع تمسك الطلاب بموقفهم ومطالبهم. 

جنحت رئيسة الجامعة إلى المفاوضات مع الطلبة. بعد أن أكدت أنها لن تستدعي الشرطة من جديد لفض الاعتصام، واستمرت الجامعة في المفاوضات مع المعتصمين والبحث عن آلية لسحب الاستثمارات بين الجامعة وإسرائيل. 

وفي جامعة نورث إيسترن في بوسطن، تمكنت قوات الأمن من فض الاعتصام، وإزاحة المخيم. بالقوة بعد اعتصام دام ثلاثة أيام. بحجة أن ما قام به الطلاب ينافي السلوك الطلابي مع الممتلكات الخاصة. في الوقت الذي يسعى عدد أخر من الطلاب بالاحتشاد مرددين الهتافات، لكن سرعان ما يقوم رجال الأمن من فض تلك التكتلات الطلابية. ويؤكد الطلاب أنهم يستخدمون حقهم في التظاهر والاحتجاج السلمي ولا يتعرضون لأحد.

وبلغ عدد المقبوض عليهم من الطلبة والأساتذة منذ بدء الاحتجاجات الطلابية بالولايات المتحدة بالقبض مايقرب من 500 طالبا وأستاذا، ومن جانبها، أسقطت المدعية العامة في مقاطعة ولاية تكساس جميع التهم على المتظاهرين، كما قامت بنفس الإجراء محكمة مقاطعة ولاية جورجيا. وتم إطلاق سراح جميع الطلبة والمدرسين المعتقلين في جامعة إيموري وفق ل CNN. 

وبدا من الواضح أن المواطن الأمريكي لمس في الآونة الأخيرة آثار الحرب على غزة. إذ باتت تؤثر على أمورهم الحياتية اليومية وضغوط اللوبي وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل.

وأصبح لدي الشباب الأمريكي خاصة الطلبة الجامعيون صدمة إزاء مجتمعهم من أن الثوابت في الحياة الأمريكية من حرية التعبير والاعتصامات والاحتجاجات الطلابية يمكن أن تكون موضعا للجدل أو موضعا للانتهاك.