مظاهرات الجامعات الأمريكية: اعتقال الشرطة متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاحتجاجات - BBC News عربي

مظاهرات الجامعات الأمريكية: اعتقال الشرطة متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاحتجاجات - BBC News عربي

منذ حوالي شهر واحد

مظاهرات الجامعات الأمريكية: اعتقال الشرطة متظاهرين في جامعة كولومبيا يؤجج الاحتجاجات - BBC News عربي

صدر الصورة، reuters\nنصب مجموعة من الطلاب خيامهم في ساحة جامعة كولومبيا الأمريكية، فجر الأربعاء 17 أبريل/ نيسان، احتجاجا على الحرب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين إدارة الجامعة بمنع أي تعاون مع الشركات التي تدعم الحرب.\nوكانت رئيسة الجامعة مينوش شفيق في طريقها إلى مقر الكونغرس في العاصمة واشنطن، في ذلك اليوم لحضور جلسة حول الاحتجاجات وكيفية مواجهتها.\nوخلال الجلسة التي استمرت نحو أربع ساعات دافعت مينوش عن القرارات التي اتخذتها، وقالت إن الطلاب "يعلمون جيدا أن انتهاك قواعدنا سيكون له تبعاته".\nلكن مينوش اتخذت قرارا في اليوم التالي أشعل الاحتجاجات في عدة كليات في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بعد أن قالت إن الطلاب اعتدوا على الممتلكات ورفضوا المغادرة وخلقوا "بيئة مضايقة ومخيفة" للعديد من زملائهم.\nورفض الطلاب الانصراف وإنهاء الاحتجاج، فقامت مينوش باستدعاء شرطة مدينة نيويورك للتدخل وإنهاء الاعتصام.\nوبعد قليل ظهر عناصر أكبر فرع للشرطة في الولايات المتحدة وهم يرتدون الأقنعة، ويعتقلون أكثر من 100 طالب، في أضخم الاعتقالات الجماعية في تاريخ الجامعة منذ الحرب في فيتنام- أي منذ أكثر من خمسة عقود.\nصدر الصورة، getty\nويقول رشيد مصطفى، وهو طالب دكتوراة في جامعة كولومبيا "لقد كان الأمر صادما بالنسبة لي، لكنني شعرت أنه دعوة للتحرك".\nشرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك\n\nوبعد ذلك تصاعد غضب الطلاب بشكل مباشر، وبحلول اليوم التالي، قاموا بنصب الخيام مرة أخرى في مكان مختلف داخل الجامعة، على بعد أمتار قليلة.\nهذه المرة كان حجم المعتصمين أكبر، وازدحم الموقع بالخيام، كما قاموا بتجهيز الطعام والمشروبات والوجبات عبر التبرعات الطلابية، وأعدوا برنامجا ترفيهيا للحضور، بوجود "فريق أمني" عند البوابة لمراقبة المتسللين إلى الاعتصام.\nوفي اليوم التالي نصب موقع آخر للاعتصام في جامعة أخرى هي جامعة ييل، في ولاية كونيكتكت، وهي إحدى الجامعات المرموقة.\nومع حلول منتصف الأسبوع، انتشرت الاحتجاجات في عشرات الجامعات عبر الولايات المتحدة، وامتدت الاحتجاجات حتى عطلة نهاية الأسبوع، كما قالت الشرطة الأمريكية السبت إنها أنهت احتجاجًا آخر في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، واعتقلت حوالي 100 شخص.\nوكان الحراك في جامعة كولومبيا الشرارة لحراك وطني، كما أثار غضب الطلاب من الطريقة التي تخوض بها إسرائيل حربها ضد حماس، الكثير من التساؤلات عند المسؤولين في الجامعات التي تشهد بالفعل جدلا واسع النطاق حول ما يحدث في الشرق الأوسط.\nولكن أكبر معضلة بالنسبة لهم هي كيفية ضمان الحق في الاحتجاج وحرية التعبير عن الرأي، مع الحفاظ على أمن بقية الطلاب وحرياتهم الشخصية؟ مع علمهم أنه عند استدعاء الشرطة ستظهر ملايين المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي لمقاطع مصورة توضح اعتقال الطلاب وتقييدهم.\nوفي جامعة ييل وصلت الشرطة في ساعات الفجر في 22 أبريل/نيسان، وكان المحتجون يغطون في نومهم، ومع ذلك اعتقلت الشرطة نحو 50 منهم بعد رفضهم المغادرة.\nوتقول شيساتو كومورا، طالبة القانون في الجامعة، في حديثها لبي بي سي "لقد أتوا بشكل مفاجىء ودون أي تنبيه، دخلت أعداد كبيرة من الشرطة إلى الساحة".\nوتضيف "رؤية جنود في زيهم العسكري، جاؤوا بطلب من إدارة الجامعة كان أمرا محزنا، لم نكن نفعل شيئا سوى الاحتجاج بشكل سلمي".\nوكانت الجامعات الأمريكية نقطة اشتغال منذ بداية الحرب في غزة، التي تسببت في مقتل 1200 إسرائيلي، واحتجاز 253 آخرين، ومقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، حسب ما تؤكد وزارة الصحة في غزة.\nلكن الأيام العشرة الأخيرة شهدت أشد الاحتجاجات الأمريكية انتشاراً خلال الأشهر الستة الماضية، بعد أن تفاقمت التوترات مع إنهاء أول اعتصام في جامعة كولومبيا - تبع ذلك اشتباكات واعتقالات في أماكن آخرى.\nوفي جامعة تكساس في أوستن أوقف رجال الشرطة- وكان بعضهم يمتطون الأحصنة- مئات الطلاب، وكذلك في جامعة إيموري في ولاية أطلانطا، حيث تم طرح إحدى أستاذات الجامعة أرضا وتقييدها واعتقالها، وانتشر المقطع على وسائل التواصل الاجتماعي.\nوفي بوسطن اقتحم عناصر الشرطة جامعة إيمرسون واعتقلوا عددا من الطلاب، وأيضا تكرر الأمر في جامعة واشنطن في العاصمة، وجامعة نيويورك، وجامعة جنوب كاليفورنيا.\nويطالب المحتجون أيضا بقطع العلاقات مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، والشركات الداعمة للجيش الإسرائيلي، والدعوة رسميا لوقف إطلاق النار.\nوعبر بعض الطلاب اليهود، والعاملين في الجامعات عن خشيتهم على أمنهم، وكانت هذه الأمور من بين دوافع استدعاء عناصر الشرطة للتدخل.\nوتقول بيدج فورتونا، مدرسة العلوم السياسية في جامعة كولومبيا "الطلاب لديهم الحق في التظاهر، لكن ليس لديهم حق في فعل ذلك بأسلوب يجعل الطلاب الأخرين يشعرون بالتميير أو المضايقة".\nوقال طلاب يهود في مقابلات خلال الأيام الأخيرة، إنهم تعرضوا لمراقف آذتهم بينها تعليقات مسيئة، وهتافات معادية، بعضها يؤيد حماس، وبعضها يصل إلى الإيذاء الجسدي، والتهديد.\nيقول إيلي كيا الطالب اليهودي البالغ من العمر 22 عاما، إن الاحتجاجات جعلته يشعر بشعور سيء، بشكل مستمر، لدرجة أنه بدأ يخفي نجمة داوود التي كان يرتديها حول عنقه.\nويقول "أمر سيء جدا القدوم إلى الجامعة كل يوم، مع شعوري بالترقب وأنا أسير في الجامعة يوميا ولا أعرف ما الذي سأواجهه، ومن قد يقوم بإيذائي".\nصدر الصورة، getty\nوقالت سلطات جامعة نورث إيسترن إن بعض المتظاهرين استخدموا شعارات معادية للسامية، ولهذا قررت الجامعة اتخاذ إجراء السبت، وقالت الجامعة إن المظاهرة بدأت كاحتجاجات طلابية لكن أشخاصا من خارج الجامعة انضموا إليها أيضا.\nورغم ذلك يحرص المحتجون على إبعاد أنفسهم عن المتشددين، والعنصريين، ومعاداة السامية، وفي بعض الأحيان ألقوا باللوم على بعض المحرضين من خارج الجامعات.\nوقال المحتجون إن بعض الطلاب اليهود انضموا للاحتجاجات دون مشاكل، وإن التركيز يجب أن يكون على عدد القتلى المدنيين في غزة.\nومع فشل المفاوضات بين إدارات الجامعات والمحتجين، تدخلت الشرطة، وأدى ذلك لزيادة الاحتجاجات.\nوتقول إلهان عمر ممثلة ولاية مينيسوتا في الكونغرس، والمنتقدة اللاذعة لسياسات إدارة الرئيس جو بايدن، "لقد بدأ الأمر بنحو 70 طالبا محتجا".\nوتضيف لبي بي سي "وتطور الأمر إلى احتجاجات على مستوى البلاد بأسرها بسبب قيام جامعة كولومبيا باختيار القمع، وانتهاك البند الأول من الدستور بحرية التعبير عن الرأي".\nوقد تعرضت نجلة إلهان للاعتقال ضمن الطلاب المعتقلين في جامعة كولومبيا.\nويعتقد عمر زيغار أحد الطلاب المحتجين في جامعة كولومبيا أن الأمر سيستمر في التصاعد مضيفا "أظن أن الطلاب في غالبية الجامعات عبر أنحاء البلاد سيقومون بالأمر نفسه، لقد تسبب تدخل الشرطة في إشعال المسألة".\nويرى بعض المتابعين أن تدخل الشرطة يذكر بالمصادمات الطلابية التي شهدتها حقبة الستينات من القرن الماضي، بسبب الحرب في فيتنام.\nوقالت ماريانا هيرش الأستاذة الجامعية، والتي كانت تشارك في تلك الاحتجاجات إن الاحتجاجات الحالية تذكرها بالحرب في فيتنام، مضيفة "الحرب في غزة تجعل من المستحيل استمرار العمل بالشكل المعتاد".\nصدر الصورة، getty\nفي الوقت نفسه تضع موجة الاحتجاجات الراهنة المزيد من الضغوط السياسية على كاهل بايدن، وإدارته، خاصة بعد الانتقادات التي وجهت إليهم بدعم إسرائيل بشكل كبير بهدف كسب التأييد لحملته للحصول على فترة رئاسية ثانية في الانتخابات المنتظرة نهاية العام الجاري.\nويعبر بعض الديمقراطيين عن خوفهم من ظهور المحتجين في الاجتماع العام لممثلي الحزب، والمنتظر خلال أسابيع في ولاية شيكاغو، حيث سيعلن الحزب اسم مرشحه في الانتخابات الرئاسية، حيث طغت مظاهرات حرب فيتنام على مؤتمر عام 1968، في شيكاغو أيضا.\nويعتقد أحمد حسن خريج جامعة جنوب كاليفورنيا، والذي شارك في المظاهرات الأسبوع الجاري، أن احتجاجات الطلاب سيكون لها تأثير أوسع على المواقف الأمريكية.\nويقول "لطالما كان على الطلاب أن يخبروا الناس أن هذا الأمر ليس صحيحًا، وأنهم لن يدافعوا عن ذلك"\n© سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

الخبر من المصدر