المحتوى الرئيسى

‎الصحة النفسية لمصر والمصريين

04/26 17:54

‎تابعت باهتمام أمس الأول برنامج مساء dmc والذى استضافت فيه المذيعة اللامعة إيمان الحصرى ثلاثة من أساتذة الطب النفسى فى حوار يحمل عنوانا لافتا حكايات من داخل عالم (الطب النفسى). أضفى الإعلان على الموضوع ملامح من الدراما ربما رآها معد البرنامج أقوى أثرا على عقل المشاهد من إسناد الموضوع لعلم صحة النفس، لكن فى كل الأحوال مناقشة تلك الموضوعات التى تهتم بصحة الإنسان النفسية والجسدية وتقدمها بصورة مفيدة مبسطة دونما إخلال بالحقائق العلمية أمر يلقى نسبة مشاهدة عالية، كما أنه يلقى قبولا عظيما فى نفوس العلميين والأطباء استكمالا لرسالتهم التى يعملون من أجلها فى المؤسسات الخدمية المختلفة فى المجتمع.

‎الاهتمام بصحة الإنسان المصرى النفسية هو أحد الموضوعات عظيمة الأهمية فى ملف الصحة. لكن الواقع أنه لا يجد الاهتمام الكافى ولا يحتل الموقع الذى يستحقه على قائمة أولويات الشأن الصحى فى مصر.

‎ تخيلت أن البرنامج سيناقش قضايا هامة كحقيقة نسبة الأمراض النفسية فى مصر وأثر ذلك على الإنتاج القومى أو تماسك الأسر المصرية أو حقيقة الأمراض النفسية وانتشارها فى مجتمعات بعينها كمجتمع أطفال المدارس أو الشباب وربما كبار السن أيضا!.

‎انتظرت أن أسمع معلومات جديدة عن قضية هامة أو أن يتفضل أحد أساتذة الطب النفسى بمطالبة الدولة أو المجتمع المدنى بالتدخل لإدراج العلاج النفسى لقوائم التأمين الصحى. انتظرت لكن الواقع أن البرنامج اقتصر على تقديم معلومات تحتاج لمراجعة وجهد أكبر من الدولة والمجتمع المدنى لتغييرها. أولى تلك المعلومات للأسف أن الإنسان المصرى ما زال يعتبر المرض النفسى عارا يسعى لاخفائه عن العيون أما الأكثر خطورة فهو أن النصيحة التى يقدمها المجتمع للمريض النفسى أن يلجأ لله سبحانه وأن يتقرب إليه بقراءة القرآن للاعتقاد بأن المريض النفسى علاقته بالله سبحانه وتعالى ضعيفة؟

‎كنت أتصور أن تلك سلوكيات تخلص منها الإنسان المصرى على أقل تقدير فى المدن الكبرى كالقاهرة والإسكندرية والمنصورة وإنها إذا ما استمرت ربما كانت فى الريف أو الأماكن التى لا تتمتع بخدمات طبية واجتماعية من مراكز متخصصة. لكن يبدو أن معلوماتى جاءت قاصرة فى هذا الشأن.

‎لم أكتب مقال اليوم لأقدم نقدا للبرنامج بل لأحيى أدراج الفكرة للمناقشة وإن كنت أود التنويه ببعض النقاط التى تضاعف من فائدة البرامج المماثلة:

‎< أرجو أن يعد الأسئلة فى تلك البرامج إلى جانب المعدين المسئولين أطباء متخصصون فذلك بلا شك يثرى الحوار ويفتح مجالات يدعمها العلم وربما يعطى أفكارا لدراسات وأبحاث مجتمعية بالغة الأهمية.

‎< أن يهتم مقدمو تلك البرامج بدراسة المشكلات التى يتعرضون لها بصورة أعمق من تلك التى تبدو فى حواراتهم وأسئلتهم وردود أفعالهم حتى تبدو مشاركتهم فعالة مجدية ولا تقف عند حدود إلقاء سؤال وانتظار إجابة تبدو لهم دائما مدهشة!

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل