تحديات الصحة النفسية للممثل.. حلقة نقاشية على هامش مهرجان مالمو

تحديات الصحة النفسية للممثل.. حلقة نقاشية على هامش مهرجان مالمو

منذ 29 يوم

تحديات الصحة النفسية للممثل.. حلقة نقاشية على هامش مهرجان مالمو

عقد مهرجان مالمو للسينما العربية ضمن فعاليات أيام مالمو لصناعة السينما جلسة نقاشية تحت عنوان "تحديات الصحة النفسية داخل مجال صناعة الأفلام" وشارك فيها كل من مينا النجار، الممثل المصري ومؤسس ميدفست مصر، المعروف بخبرته الواسعة في صناعة السينما وشغفه بالدفاع عن الصحة العقلية، و لويز جوهانسون، ممثلة Sane Cinema، وهي خبيرة في الصحة العقلية وصناعة الأفلام، والممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات والتي قدمت عدة أدوار معقدة في السينما والتلفزيون والمسرح. \nقال مينا النجار خلال الجلسة النقاشية، إنه سعيد بالجلسة لمناقشة القلق المتعلق بالعملية الإبداعية والتحديات التي يمر بها المبدع سواء كممثل أو منتج أو مخرج سواء ضغوط أو مشكلات تقابل العملية الإبداعية سواء قبل العملية الإبداعية او اثنائها وبعدها أيضا.\nوأشار مينا النجار إلى أن الصناعة نفسها والنقابات والمنتجين والمخرجين عليهم مسئولية تجاه الصحة النفسية للعاملين معهم، إضافة إلى المسئولية الشخصية تجاه توازن الانسان وتعامله مع نفسه، موضحا إلى أن مهرجان ميدفست سيتناول العديد من النقاشات حول نفس الأمر معبرا عن سعادته بالتعاون مع مهرجان مالمو في إثراء النقاش حول الصحة النفسية للعاملين في المجال الفني.\n\nإقرأ ايضا: علي الطيب ويسرا اللوزي وحسن الرداد ضيوف سبوت لايت\nوأكمل مينا النجار إلى أن الدعم النفسي للعاملين في صناعات الإبداعية قد تختلف عن نوعية الدعم النفسي للأشخاص العادية خاصة وأن صناع الأفلام أو العاملين في مجال صناعة  الإبداع لديهم ضغوط ومشكلات قد تكون مختلفة عن الإنسان العادي ممن لا يتعرض لنفس المسئولية والصعوبات .\nوأضاف مينا أن في وطنا العربي لا يوجد الشخص الذي يعتبر هو همزة الوصل بين المخرج مثلا والممثل والذي يكون من ضمن أدواره ضمانة ألا يتعرض الممثل لضغط نفسي وعصبي شديد من جراء طبيعة العملية الإبداعية أو أن يضمن للممثل أو الفرد في العملية الإبداعية ألا يتعرض لضغط شديد قد يوثر علي حالته النفسية، وأن الفنان في زمن السوشيال ميديا يتعرض لضغط مضاعف في ظل ضغوط وتعليقات وانتقادات وأحيانا تنمر على حساباته بمواقع التواصل الاجتماع.\nوأكمل مينا النجار أن الماضي يؤثر بشكل كبير عن الحاضر وما حدث في الماضي قد يؤثر علي الإنسان دون أن يفهم لماذا يشعر بما يشعر به الآن والرجوع للماضي والنبش داخله لمعرفة ماذا حدث ولماذا تأثرنا بشي ما يحتاج لشجاعة كبيرة وفهم وخبرة، متذكرا أن سلوي محمد علي قالت خلال جلسة ميدفست في دمنهور إنه لا يوجد شخص يستطيع أن يعرف تحديدا المشاعر التي يشعر بها في اللحظة الحالية فالأمر ليس كالتمثيل.\n\nفيما قالت الممثلة اللبنانية ندى أبو فرحات خلال الجلسة إن هناك خطوات للحفاظ علي الصحة النفسية للإنسان وأن هناك تخوفات حتى الآن في التصريح بالعلل النفسي فقد يعلن الإنسان عن اصابتنا بأي مرض إلا أن المرض النفسي لا يزال يخشى الناس الحديث عنه وكشف عن الإصابة به، مضيفة أن هناك كتيب ارشادات للحفاظ علي الصحة النفسية وهو مفيدة جدا.\nوروت ندى أبو فرحات قصة حول فترة احباط مرت بها ولكنها لم تعلن عن ذلك حتى لأقرب اصدقاءها والتي اعتذرت لهم عن الظهور معهم في بودكاست متعللة بأنها لن تستطيع التحرك من على السرير دون أن تشرح لهم أن الأمر نفسيا وليس عرض ما.\nوأضاف، "كممثلة صنعت مشوارها الجميع في المجال يتعرض لضغوط وصعوبات ويواجه الكثير من الطاقة السلبية في البداية لم أكن استطيع مواجهاته وكنت محبطة دائما ولكن الآن بعد أن استوعبت أنه يجب ألا أدع الطاقة السلبية تؤثر علي أصبحت فخورة بكوني هادئة و استوعب الأمور واستطيع تجاوزها مع الحفاظ على سلامتي النفسية ودون أن أضع نفسي تحت ضغوط لا أستطيع تحملها".\n\nفيما  قالت لويز جوهانسون، ممثلة Sane Cinema، خلال الجلسة إن الضغط والمقارنة بين الأخرين أكثر ما يعاني منه العاملين في صناعات الإبداعية في مجال الفن سواء ممثلين أو خلف الكاميرا، مؤكده أن هناك الكثير من العاملين في مجال السينما خاصة تلك التسجيلية الوثائقية وتحديدا العاملين في مجال المونتاج ممن يقضون أوقات طويلة يعملون مع المحتوى ممن يقضون وقتا طويلا مع المحتوى الذي تم تصويره يعتقد انهم يحتاجون للدعم النفسي للحفاظ علي صحتهم النفسية أكثر من غيرهم.\nومن جانبها علقت  الفنانة المصرية بشرى والتي كانت من ضمن الحضور، على أهمية أن يكون هناك طبيب نفسي في لوكيشن تصور الأعمال الفنية لتخفيف الضغط علي الممثلين ومساعدتهم في تقدم المشاعر الحقيقة للشخصية بالإضافة إلي مساعدته علي التخلص من الضغط النفسي والعصبي الذي يتعرض له الممثل كونه يلعب كل الأدوار في حياته وفي أماكن التصوير فهو لا يمثل فقط وإنما دائما يقوم بأدوار ومهام ليست من مهامه لذلك يجب أن يكون هناك طبيب نفسي داخل لوكيشن التصوير.\n\nوأضافت بشرى، "الفنانين يعانون بشدة لأن أي فنان يخطئ يحاسب الجميع على الخطأ رغم عدم مشاركتهم به، بالإضافة إلي أن الفنانين عليهم ضغوط شديدة في مجال العمل ولا يستطيعون التعبير عن سخطهم تجاه البعض أو تجاه المواقف التي يتعرض لها ولكن عليهم أن يستوعبها ولا يظهر ضجر وعليه أيضا أن يتعامل مع أشخاص هو لا يريد أن يتعامل معها بالإضافة إلي أنه يتعرض للتنمر من كثير من الناس سواء العاملين معه في نفس المجال أو من الصحافة أو غيره".\nوأشارت بشرى إلى أن أحيانا الفن أو الأفلام التي يقدمها الفنان تعتبر علاج نفسه له خاصة عندما يقدم أعمال تناقش مشكلات أو قضايا تمس الفنان مثل ما حدث معها عندما تعرضت للتحرش وهي في سن صغير، وعندما قدمت فيلم 678 ، عبر عنها الفيلم وأخرج شحنة سلبية من داخلها.\nوأكملت أن المخرج محمد دياب مخرج الفيلم كان لديه الوعي لمراعاة الفنانين العاملين معه نفسيا، مشيرة إلى أنه ساعدتها كثيرة في الخروج من شخصية فايزة والتي أثرت عليها بشكل سلبي خاصة وأن زفافها كان بعد 3 أيام وساعدها دياب بشكل كبير في الخروج من الشخصية.\nيذكر ان ميدفست ـــ مصر هو ملتقى دولي للأفلام القصيرة، ويعد الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط حيث يجمع بين عالم الفن وصناعة الأفلام بعالم الطب والصحة من خلال تجربة سينمائية فريدة. تأسس في عام 2017 على يد د.مينا النجار ود.خالد على، ويقوم الملتقى بعرض مجموعة من الأفلام المختارة بعناية، يتبعها منصات حوارية للنقاش مع عدد من الخبراء في مجالي الطب وصناعة السينما.

الخبر من المصدر