ننشر كلمة رئيس مجمع اللغة العربية في افتتاح المؤتمر الدولي التسعين

ننشر كلمة رئيس مجمع اللغة العربية في افتتاح المؤتمر الدولي التسعين

منذ 29 يوم

ننشر كلمة رئيس مجمع اللغة العربية في افتتاح المؤتمر الدولي التسعين

افتتح مجمع اللغة العربية المصري اليوم مؤتمره السنوي وألقى الأستاذُ الدكتور، عبد الوهاب عبد الحافظ\n( رئيس المجمع) كلمة جاء فيها:\n{رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ}.\n     العلماءُ الأجلاءُ أعضاءُ مؤتمرِ مجمعِ اللغة العربيةِ، الحاضرون عبر الوسائط الرقمية.\n     الزملاءُ الأجلاءُ أعضاءُ مجمعِ اللغةِ العربيّةِ بالقاهرةِ.\n     السيداتُ والسادةُ ضيوفُ المجمعِ الكِرام.\nيطيب لي أن أُعْرِبَ عن سعادتي البالغة بمشاركتكم في مؤتمر المجمع السنويّ في دورته التسعين. \nحيث يأتي مؤتمرنا هذا العام تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات.. واقتراحات.. وحلول"، \nاقرأ أيضًا| تدشين موقع إلكتروني لمجمع اللغة العربية بالقاهرة\nولا يخفى عليكم أن اللغة العربية تواجه الآن تحدياتٍ كثيرةً، لعل من أهمها:\n 1- الغزو اللغوي للعربية في عُقْرِ دارها، وهيمنةُ بَعْضِ اللغاتِ الأجنبيةِ في حقل البحث العلمي بخاصة؛ والثقافي بعامة.\n2- تيارُ العولمةِ الجارفُ، الذي يُعْطي السيطرةَ للغاتِ التي قَدَّمَ أهلُها إنجازاتٍ كُبرى، في مجالاتِ التقنية والاقتصادِ والصّناعةِ، ويجعلها أكثر هَيْمَنَةً على الثقافاتِ واللُّغاتِ الأخرى.\n3- التطوراتُ الهائلةُ في مجال البرمجيات والرقمنة مما يُضاعِفُ من التَّحدّيات التي تواجه اللغةَ العربيةَ. فمِنَ المَعلومِ أَنَّ المحتوى العربيَّ على شَبَكَةِ المعلومات الدولية (الإنترنت) ضئيلٌ جدًّا،إذا ما قُورن بمحتوى اللغات الأخرى على هذه الشابكة.\n     من هنا فالحاجة ماسَّةٌ إلى ازدياد المحتوى العربي الرقمي على شبكة المعلومات الدولية، مثل المواقع التعليمية، والإعلامية، والثقافية، والمكتبات الإلكترونية بالعربية، والتطبيقات التي تدعم اللغة العربية.\n4- أمَّا التحدي الأكبر الذي تواجِهُهُ العربيةُ فيتمثل في الأَزْمَةِ الحضاريَّةِ التي تعيشها الأمةُ العربيةُ الآنَ. ومِمَّا يُرْثَى له أنَّ هذه الأَزمَةَ الحضاريّةَ نَتَجَ عنها مجموعَةٌ مِنَ المُتَمرّدينَ عَلى تراثنا وحضارتنا العربيّة. يُحَمِّلُون اللغةَ العربيةَ مسؤوليّةَ التراجع الحضاري، ويدعون إلى هجر الفصحى واستبدالها بالعاميات المحليّة، أو مَزْجِها بالعاميات بِدَعوى التسهيل والتيسير، أو الاعتماد على اللغات الأجنبية بديلًا عنها، وكأنَّ التطورَ لا يكون إلا بالتَّخَلُّصِ من اللغة العربية، عِلْمًا بأنَّ هناك أُمَمًا كثيرةً قَدْ تطوَّرَتْ مع حفاظِها على لغتها القوميةِ، كاليابان والصين وغَيْرها.\nلهذه الأسباب وغَيْرها كان اختيار المجمع موضوعَ هذا المؤتمر: "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات.. واقتراحات.. وحلول".\nإننا لم نجتمع في هذا المؤتمر للتغنّي بأمجادِ اللغةِ العربيةِ ودَوْرِها الحضاريّ والتاريخيّ المِشهودِ لَهُ، بل لتوصيفِ الواقعِ اللغويّ توصيفًا دقيقًا؛ لمعالجته وتقديم حلولٍ لَهُ، وتحديدِ مساراته المستقبليةِ؛ لتحقيق نهضةِ هذه اللغةِ والتَّمكينِ لها في الأوساطِ المختلفة، وبناءِ مجتمع مَعْرفيٍّ عَرَبيٍّ يجمع بين الأصالةِ والمُعاصَرَةِ التي تستوعِبُ شَتّى المعارفِ الحديثةِ، والعلومِ والآداب. \nلن أطيل أكثر من ذلك، اعتمادًا على البيان المُفَصَّلِ الذي سَيُقَدِّمه الأستاذ الدكتور الأمين العام للمجمع حَوْلَ ما أُنْجِزَ مَنْذ انقِضاءِ مؤتمرنا السابق حتّى اليومِ.\n ولا يسعني إلا الشكر الجزيل لزملائي أعضاء المجمع وباحثيه على ما بذلوه من جهد علمي في هذه الدورة المجمعيّة، والشكرُ موصولٌ للجنةِ المؤتمرِ بالمجمع التي تَحَمَّلَتْ عَناءَ تنظيم هذا المؤتمر وترتيبه في هذه الظروف.\nوأكرر الشكر والتقدير لكل من شارك في هذا المؤتمر من السادة العلماء العرب أعضاء مؤتمر المجمع بالحضور أو بإلقاء بحث فيه.\nوخالص دعائي لكم بمؤتمر موفق، وللغتنا الشريفة بالنهوض والرقيّ.

الخبر من المصدر