«الفن مالوش أمان».. سيد صادق من فنان إلى تاجر قطع غيار سيارات (تفاصيل) | المصري اليوم

«الفن مالوش أمان».. سيد صادق من فنان إلى تاجر قطع غيار سيارات (تفاصيل) | المصري اليوم

منذ حوالي شهر واحد

«الفن مالوش أمان».. سيد صادق من فنان إلى تاجر قطع غيار سيارات (تفاصيل) | المصري اليوم

وكأنه داخل لوكيشن تصوير مسلسل «لن أعيش في جلباب أبي»، لكنه هذه المرة وفي هذا المشهد الواقعي تخلى عن الجلباب البلدي الذي كان يميز «المعلم سالم»، أحد تجار الخردة في وكالة البلح، ففي هيئة «المعلم المودرن» الذي يرتدي قميص وبنطلون، يجلس الفنان سيد صادق داخل محله المتخصص في إكسسوارات السيارات بمنطقة معروف في وسط البلد، وعن يمينه «رمان بلي» في صناديق صغيرة مصفوفة على الأرفف، وعن يساره الشيشة وشاشة تليفزيون صغيرة، وحوله عدد من الزبائن يفاوضهم على السعر بينما لا يتوقف رنين هاتفه من زبائن يطلبون «أوردرات» جديدة.\nالفنان سيد صادق: أشرف زكي لم يتغير من 35 سنة.. ولن أقبل بأي عمل يقلل من تاريخي\nسيد صادق: قلم شريهان في فيلم «خلي بالك من عقلك» أصابني بالعصب السابع\nرغم مرور 25 عاما..محمد رياض يكشف سر «لن أعيش في جلباب أبي» (فيديو)\nإيناس مكي: اعتذرت عن أدوار «الخواجاية» بعد نجاح «لن أعيش في جلباب أبي»\nمحمد رياض عن «لن أعيش في جلباب أبي»: كان حالة اجتماعية تشبه البيوت المصرية\nغاب سيد صادق عن الدراما منذ نحو 8 سنوات، بعد آخر مسلسل شارك فيه وهو «أستاذ ورئيس قسم» مع الفنان الكبير عادل إمام، وحضر كتاجر في قطع غيار السيارات، «ابن بلد» يشبه الشخصيات الدرامية التي كان يجسدها على الشاشة الصغيرة، وعندما يسأله أحدهم: «ليه سبت الفن؟»، يسارعه بالرد: «الفن مالوش أمان، فأمنت نفسي بمشروع تجاري من بدري».\nلا أحد في شارع معروف يجهل التاريخ الفني للحاج سيد صادق، بدءًا من عامل المقهى المجاور له، وتجار الشارع الممتلئ عن آخره بمحلات ذات نشاط مشابه، والزبائن المترددين عليه، كلهم يحبون شخصياته الفنية، خاصة «المعلم سالم» القريبة من شخصيته الحقيقية، يحكي لنا الفنان لـ «المصري اليوم» الذي حصل على إجازة إجبارية من العمل الفني لسبب غير معلوم: «من آخر مسلسل اشتغلته مع عادل إمام ماشتغلتش تاني ومعفش السبب ولا مين المسؤول، أنا صحتي كويسة وواقف في المحل على رجلي، ومتواجد كل يوم من 9 الصبح لحد آخر اليوم، نفسي أشتغل وأرجع للتمثيل لأن الجمهور وحشني، لكن مش بايدي مقدرش أطلب من مخرج أو منتج يشغلني ولو آخر يوم في عمري».\nمنذ 8 سنوات لم يغادر «صادق» الذي يبلغ من العمر 76 عامًا محله الكائن بمنطقة وسط البلد، يعمل كتاجر مستورد لقطع غيار السيارات، يعيش كل يوم على أمل أن يتصل به منتج أو يهاتفه مخرج، فالتمثيل كما يصفه «عشق بالنسبة له»، لكنه يدرك حقيقة أن «الفن غدار» و«ياما غدر بناس كتير كانوا معتمدين عليه»، يحكي عن أسرته بقوله: «عندي ثلاثة أبناء، واحد منهم شغال معايا في المحل، والثاني مؤلف قدم أكثر من 12 عمل ناجح ولو في دور مناسب ليا كنت اشتغلت معاه، والتالتة بنت متجوزة».\nيوم 24 أغسطس من العام الماضي، تاريخ لا ينساه سيد صادق، فبعد رحلة فنية عمرها 55 عامًا، جاء وقت تكريمه في مهرجان القاهرة للدراما في دورته الأخيرة بمدينة العلمين الجديدة، فانهالت دموعه أمام عشرات الكاميرات التي اصطفت أمامه لحظة التكريم، يحكي عن هذه اللحظة بقوله: «مقدرتش أمسك نفسي من شدة الفرحة، حسيت إن كل اللي قدمته مارحش هدر، وإن اللي قدمته كان محل تقدير من الدولة»، وذلك على الرغم من تكريمه أكثر من مرة من جمعيات أهلية، وحصوله على شهادات تقدير من مهرجانات فنية في دول مختلفة، قائلا: «لما بلدك تكرمك في مهرجان رسمي ده له طعم مختلف».\nبعد تكريمه امتدت فرحة «صادق» لليوم التالي عندما اتصل به منتج سينمائي، وطلب مني العودة للتمثيل وعرض عليه «دور»، ووافق على الفور ووعده المنتج باتصال آخر لتحديد موعد والاتفاق على كافة التفاصيل، لكنه اختفى من وقتها، لم يتصل ولم يرد على اتصالات «صادق المتكررة»، وخلال الأسبوع الماضي عرض عليه منتج، بحسب قوله، دور في مسلسل رمضاني لكنه هذه المرة رفض لأن الدور لا يناسب تاريخي الفني بل سيخصم من رصيده عند الجمهور.\nلديه أصدقاء كثيرون في الوسط الفني، منهم عبدالعزيز مخيون ومجدي أبوعميرة وغيرهما، وليس لديه عداوة مع أي شخص، أما علاقته بالفنان عادل إمام فهي مميزة وبينهما توافق شديد: «اشتغلت معاه كذا مرة منها مسلسل أستاذ ورئيس قسم وفيلم التجربة الدنماركية، هو دايما بيحط حاجز في علاقته بالناس، وقت الشغل يصاحب الكل ويهزر ويضحك في الكواليس، وبعد انتهاء التصوير تلاقيه شخص في حاله تماما»، مؤكدا أن الزعيم وصفه بـ ابن البلد، ويعتبر أن أفضل أعماله مع عادل إمام هو فيلم التجربة الدنماركية: «شرف ليا التمثيل معاه».\nلا يتابع سيد صادق أي أعمال فنية في الفترة الحالية، فليس لديه وقت لمشاهدة المسلسلات لإنشغاله بعمله الخاص، لكنه لا يتررد في قول أن الفن يمر بفترة ليست هي الأفضل، قائلا: «فترة وهتعدي، أنا مش بتابع دلوقتي كويس لكن اللي أعرفه إن الفن مبقاش زي الأول»، مطالبًا الجميع بالتكاتف من أجل عودة الفن إلى تقديم رسالته المجتمعية، والقضاء على ظاهرة سيطرة النجم الواحد لأنها تأتي بنتائج عكسية على الجميع، معاودًا التأكيد على أنه أدرك ذلك مبكرًا وقرر أن يكون له عمل خاص بعيد عن الفن حتى لا يغرق في الديون ويجلس في بيته منتظرًا أن يتصل به منتج ليعرض عليه العمل: «من يوم ما دخلت الفن وأنا عندي 20 سنة، عندي قناعة بضرورة إني يبقى عندي مهنة تانية جنب التمثيل علشان متعرضش لإهانة، عملت حساب قلبة الزمن وبنصح كل فنان أنه ياخد باله من نفسه وحياته بره الفن».

الخبر من المصدر