الجارديان: الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو

الجارديان: الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو

منذ حوالي شهر واحد

الجارديان: الرهان على مستقبل جديد للشرق الأوسط بدون نتنياهو

لا تزال التوترات بين إسرائيل وإيران حديث الساعة ومحور اهتمام المحللين في الصحف العربية والعالمية، ونبدأ جولتنا من صحيفة الغارديان البريطانية، وتقرير بعنوان "الخطوط العريضة لمستقبل مختلف في ضوء حرب الظل بين إيران وإسرائيل".\nفي هذا المقال، يحاول جوناثان فريدلاند تقييم مستقبل الشرق الأوسط ما بين التشاؤم والتفاؤل، بعد "تجاوز إيران ما كان في السابق خطاً أحمر بالاستهداف المباشر للأراضي الإسرائيلية للمرة الأولى"، ورد إسرائيل بسلسلة من هجمات الطائرات المُسيرة على الداخل الإيراني، لاسيما القاعدة الجوية.\nويوضح المقال أن مما لا يُبشر بالخير، أن الهجوم الإيراني على إسرائيل شمل أسلحة تُقدر "بنحو ثلاثة أضعاف عدد المقذوفات التي استهدفت أوكرانيا في أول ليلة من الغزو الروسي في فبراير 2022".\nومما يثير مخاوف الشرق الأوسط، بحسب فريدلاند، هو أن إعلان سلطات البلدين بأن الأمور تحت السيطرة غير كافٍ لطمأنة المنطقة، لاسيما بالاعتماد على رؤية خبراء الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، "الذين يفترض أنهم يتمتعون برؤية واضحة لكل شيء".\nويوضح فريدلاند أن هؤلاء الخبراء "هم الذين وعدوا بردع حماس قبل السابع من أكتوبر، وهم الذين اعتقدوا أنه لن يكون هناك رد فعل إيراني كبير على اغتيال إسرائيل لقائد كبير في الحرس الثوري الإيراني".\nويضاف إلى تلك المخاوف رغبة "المتطرفين القوميين" بل و"زعيم المعارضة" في إسرائيل، في رد فوري قوي من ناحية، و"الطموحات الإمبريالية لإيران"، من ناحية أخرى، لاسيما في ظل سيطرتها على وكلائها في المنطقة.\nثم ينتقل التقرير إلى إمكان النظر إلى الأمور بنظرة أكثر تفاؤلاً، من زاوية محاولة الدولتين "حفظ ماء الوجه"، إلى جانب أن إسرائيل كانت محمية من النيران الإيرانية من خلال حلفائها الغربيين ومجموعة من الدول العربية السُنية "التي تخشى إيران، أكثر مما تخشى إسرائيل".\nوهذا يمثل فرصة دبلوماسية هائلة، بحسب مقال الغارديان، قد تمنح إسرائيل "مكاناً مقبولاً في الشرق الأوسط"، شريطة "تقديم إسرائيل للفلسطينيين أفقاً سياسياً يحمل في طياته احتمال قيام دولة فلسطينية في نهاية المطاف".\nورغم صعوبة تحقق ذلك بعد السابع من أكتوبر، إلا أن هذه الخطوة من شأنها "أن تفتح مستقبلاً جديداً تماماً، يشهد تطويق إيران من قِبَل تحالف دول متحدة في تصميمها على منع طهران من إحداث الفوضى الإقليمية من خلال الميليشيات والأنظمة التي تسيطر عليها".\nويختتم المقال بأن "الرهان على هذا الأمل في الشرق الأوسط" لن ينجح "من دون إبدال نتنياهو بزعيم جاهز وقادر على اغتنام الفرصة".\nغزة أولاً.. لا إيران\nننتقل إلى المقال الافتتاحي لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، الذي يحث إسرائيل على "إعادة تقييم أولوياتها في زمن الحرب".\nويسلط المقال الضوء على أنه "منذ أكثر من نصف عام، هناك 133 رهينة إسرائيلية في قبضة حماس، وبدلاً من تركيز الجهود الإسرائيلية على إنهاء الحرب، قرر نتنياهو ومجلسه الوزاري المصغر فتح جبهة أخرى، باغتيال مسؤول كبير بالحرس الثوري الإيراني، دون أن يضعوا في حُسبانهم عواقب هذه الخطوة.\nورغم استعداد إسرائيل للرد الإيراني "بشكل مناسب"، إلا أن المقال يؤكد أن "هذا النجاح" لا يغير حقيقة أن إسرائيل أساءت تقدير الأمور فيما يتعلق بتوقيت الاغتيال.\nوتشدد هاآرتس على أنه كان ينبغي على الحكومة الإسرائيلية إعطاء قضية الرهائن الأولوية الأمنية والوطنية "فهي الجبهة الأكثر إلحاحاً لإسرائيل"، لكن هذا عكس ما يحدث حاليا.\nوينتقد المقال الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، في مخاطرة بحرب إقليمية، بدلاً من "الاستفادة من النجاح ضد إيران، وتسخير التعاطف المتجدد مع إسرائيل واستغلال التحالف الذي أدى إلى هذا النجاح من أجل إعادة الرهائن".\nويلفت المقال انتباه نتنياهو "وشركائه في صنع القرار" بأهداف الحرب التي حددوها بأنفسهم، والتي تتمحور حول تدمير حماس واستعادة الرهائن، وهو ما لم يتحقق بعد مرور ستة أشهر.\nويتساءل المقال في استنكار حول كيفية تعزيز أهداف الحرب ضد حماس من خلال تحويل الاهتمام والموارد نحو الحرب مع إيران، كما يتساءل عن كيفية ضمان بقاء حزب الله خارج الصورة، ويضاف إلى كل ذلك "التدهور الخطير" في الضفة الغربية.\nويهاجم المقال الحكومة قائلاً إن إسرائيل "مرة أخرى، تتصرف بطريقة غير مسؤولة"، داعياً الجمهور الإسرائيلي إلى تكثيف احتجاجاته لتخليص إسرائيل التي تقودها "أيدٍ غير أمينة" في أسرع وقت ممكن.\n"عزل غزة واستباحة لبنان"\nونختتم جولتنا بتقرير في صحيفة "النهار العربي" المستقلة، عن "تداعيات حرب السّماء بين إسرائيل وإيران" حيث يرى الكاتب إبراهيم حيدر أن لبنان صار معرضاً لأخطار "أكبر بكثير من السابق"، بعد الهجمات الإيرانية.\nويشرح حيدر ذلك بأن الهجوم الإيراني أعطى حكومة نتنياهو سبباً لاستمرار الحرب على غزة وعلى جماعة "حزب الله" التي تعدها إسرائيل تهديداً يمثل أحد وكلاء الجمهورية الإسلامية في المنطقة.\nويوضح حيدر، أن المخاوف الإسرائيلية ازدادت بعد استخدم حزب الله أسلحة جديدة، وكشف عن قدراته العسكرية من خلال هجومه على منطقة عرب العرامشة شمال إسرائيل، وذلك بعد كمين المتفجرات الذي استهدف دورية لقوة إسرائيلية على الحدود.\nوبالتالي، سترى إسرائيل أن "حزب الله" يمتلك أسلحة "قادرة على توجيه ضربات قاسية" لإسرائيل، تشمل صواريخ دقيقة ومُسيّرات"، ما يعني أن إسرائيل ستستمر بحربها وستصر على إبعاد الحزب عن الحدود "إما بترتيبات أمنية أو بحرب واسعة توفر وفق وجهة نظرها الأمن والضمانات لمستوطنيها".\nومن هنا، "ستصبح غزة معزولة أكثر وتفتح في الوقت نفسه الطريق أمام إسرائيل لشن حرب على لبنان وإزالة ما تسميه تهديد حزب الله".\nويضيف حيدر أن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية ستؤدي كذلك إلى "تداعيات على الوضع السياسي الداخلي في ظل الانقسام القائم، وستزيد من وتيرتها إما اعتراضاً على زج لبنان في حرب لا يمكنه تحملها، أو تأييداً لمحور المقاومة".\nورغم أن إسرائيل وحزب الله لا يمتلكان تصوراً واضحاً لما ستؤول إليه المعركة على جبهة الجنوب، بحسب المقال، إلا أن الأجواء تشير إلى "استعدادات إسرائيلية لا ينفيها الجيش مع المناورات التي تحاكي المعركة، وهو ما يعني أن الحرب الواسعة قد تندلع في أي وقت".\nويحذر حيدر من أن هذا الوضع الجديد سيكون "أكثر حدة" على لبنان مع احتمالات تصعيد المواجهة والانتقال إلى حالة الحرب وربما الهجوم الإسرائيلي البري والقصف التدميري، لاسيما إذا استمرت جماعة حزب الله في التصعيد "كجزء من المعركة الإيرانية".

الخبر من المصدر