فيضانات دبي وحرائق أوروبا.. فوضى الفصول تعبث بربيع 2024

فيضانات دبي وحرائق أوروبا.. فوضى الفصول تعبث بربيع 2024

منذ حوالي شهر واحد

فيضانات دبي وحرائق أوروبا.. فوضى الفصول تعبث بربيع 2024

مع قدوم الربيع، يعتدل الطقس، وتتفتح الأزهار، وتعلو أصوات الطيور القادمة من مناطق أخرى في رحلتها الدورية التي اعتادتها.. تلك الكلمات تصف الصورة الجذابة التي طالما صوَّرها الكتاب والشعراء في أعمالهم، كانت تسير وفق نظام محدد يحفظ التوازن البيئي، على مدى سنوات طويلة، لكنها باتت مهددة الآن.\nجملة من المفاجآت غير السارة حملها ربيع 2024 لسكان العالم، ومنهم بالطبع سكان العالم العربي.\n \n\nفيضانات دبي وحرائق أوروبا.. فوضى الفصول تعبث بربيع 2024\n \n\nPeople with neurodiversity... Outstanding skills in the face of climate change\nفي منطقة الخليج العربي، أدى منخفضا "المطير" و"الهدير" إلى هطول أمطار غزيرة في كل من سلطنة عمان والإمارات، وصلت إلى حد الفيضانات العارمة التي أغرقت الطرق والوديان، وملأت العديد من طرق الدولتين بحبَّات ضخمة من الكتل الجليدية "البرد"، علاوة على سقوط وفيات في عُمان.\n\nإلى الشرق من العالم العربي، طالت الفيضانات عدة مناطق بروسيا وكازاخستان مؤخراً، وهي الفيضانات الأسوأ التي تشهدها المنطقة منذ عقود طويلة؛ ما أدى إلى إجلاء ما يزيد عن 100 ألف شخص، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".\nالسلطات الروسية قالت إن معدل ارتفاع المياه في بعض المناطق وصل إلى مستويات لم تصل إليها على مدى قرن كامل.\nوفي الوقت الذي لم يتعافِ فيه العالم بعدُ من آثار حرائق الغابات التي اشتعلت العام الماضي، بدأ موسم جديد من النيران في عدد من البلدان.\nعلى سبيل المثال، بدأ موسم الحرائق مبكراً بفارق ما يزيد عن أسبوع، بعدما كان شتاؤها الأخير هو الأعلى حرارةً في الفترة بين ديسمبر عام 2023 إلى فبراير من عام 2024 منذ بدء تسجيل البيانات.\nارتفاع درجات الحرارة، وازدياد معدلات جفاف الغطاء النباتي، وازدياد سرعة الرياح، يفاقم تأثير حرائق الغابات التي قد تندلع بفعل عوامل طبيعية، مثل البرق، أو بشرية مثل إلقاء السجائر.\n\nمنطقة الغرب الأوسط الأمريكي شهدت كذلك بدء اندلاع الحرائق مبكراً، التي بدأت، في الواقع، قبل قدوم فصل الربيع؛ إذ ارتفع معدل الحرائق خلال الأشهر الأولى من هذا العام إلى المئات، بعدما اعتادت المنطقة التعامل مع عدد محدود لا يتخطى العشرات.\nويصف ستيفن ماريان عالم الأرصاد في إدارة المتنزهات الوطنية الأمريكية، في تصريح لصحيفة "الجارديان" البريطانية، ما يحدث قائلاً: "لقد سكب التغير المناخي الوقود على النار".\nلكن الأمر لا يقتصر على الظواهر المتطرفة فحسب، بل عبثت التغيرات المناخية بجدول مواعيد فصول السنة، ومن بينها فصل الربيع؛ فبينما يشتد الاحترار، تتراجع فترات الطقس البارد، وينتهي الشتاء سريعاً، ويبدأ الربيع مبكراً.\nفي تقرير نشره موقع "The Conversation" في عام 2023، يشير جادو داش أستاذ الاستشعار عن بعد في كلية الجغرافيا وعلوم البيئة في جامعة ساوثهامبتون البريطانية؛ إلى نتائج تحليل بيانات 5 عقود كاملة، وهي النتائج التي كشفت عن اختلاف موعد بدء فصل الربيع، الذي بات يأتي مبكراً بفارق 15 يوماً، فيما تأخر قدوم الخريف لفترة مماثلة.\n\nهذا الأمر يعني دخول النباتات في مرحلة الإزهار مبكراً، وهو أمر يبدو إيجابياً بتشكل المناظر الطبيعية الخلَّابة قبل الموعد المعتاد لها، لكنه في الواقع، يحمل عواقب بيئية وخيمة.\nتلك النباتات الزهرية تنتظر الملقحات التي ستساهم في إتمام عمليات التكاثر، وإنتاج البذور، لكنها قد لا تكون مدركة لتلك الوتيرة الجديدة.\nإذا ما نظرنا إلى النحل والطيور الطنَّانة، باعتبارها من أهم الكائنات المسؤولة عن التلقيح، فسنجد أنها تعتمد في القيام بوظيفتها على إشارات مختلفة، لينتهي عدم تطابق بينهما إلى تراجع إنتاج البذور، وانخفاض كميات المحاصيل الغذائية التي نعتمد عليها، حسبما نقل موقع "Scientific American".\nوتعتمد 35% من المحاصيل الغذائية التي ينتجها العالم على الملقحات الحيوانية، بينما تصل النسبة إلى 75% إذا ما تحدَّثنا عن النباتات الزهرية، وفقاً لموقع وزارة الزراعة الأمريكية.\nجانب آخر من الخطر يتمثل في احتمالية تقلب الأجواء مجدداً، وتراجع درجات الحرارة؛ ما يؤدي إلى تدمير البراعم التي تساهم في إنتاج الثمار بالنهاية.\nخلال العام الماضي، خرج مجموعة من العلماء في الولايات المتحدة الأمريكية، بتقديرات تشير إلى أن الفارق في موعد قدوم الربيع، سيبلغ 25 يوماً كاملة بحلول نهاية القرن، وهو ما سيعود بالضرر على أنواع مختلفة من الكائنات الحية.\nوفقاً للدراسة التي نشرتها دورية "Proceedings of the National Academy of Sciences"، تتراجع قدرة الطيور على الإنجاب إذا ما تغيرت مواعيد التكاثر المرتبطة كذلك بفصول السنة، وهو ما يعني تراجع أعداد صغار تلك الأنواع.\nاختلاف المواعيد يُحوِّل كذلك مهمة إطعام الصغار إلى مهمة صعبة؛ فالبحث عن أنواع بعينها من الغذاء قبل موعد وجودها الطبيعي، أو بعده، قد يعني أنه لن يكون هناك موارد كافية لإبقاء هؤلاء الصغار على قيد الحياة.\n\nذلك الارتباك يتضح بشدة بالنسبة إلى الطيور المُهاجِرة؛ فقد تؤدي الهجرة والتكاثر المبكر إلى زيادة المنافسة على مواقع التعشيش، كما هو الحال مع موارد الغذاء؛ ما يؤدي إلى تغيرات في مدى هيمنة كل نوع داخل النظام البيئي.\nالعالم العربي لم يَنْجُ بالتأكيد من الآثار الناتجة عن الفوضى التي طالت مواعيد الفصول؛ إذ يشير الدكتور طارق قابيل الأستاذ في كلية العلوم جامعة القاهرة، في حديثه إلى "جرين بالعربي"، إلى أن تأثيرات قدوم فصل الربيع مبكراً على المنطقة، تشمل حدوث تغيرات في الغطاء النباتي، مثل تفتح الأزهار مبكراً، ومنها زهور النرجس واللوزيات، وتغير مواعيد تفتحها المعتادة.\nويضيف أن الحبوب مثل القمح والشعير والذرة، تندرج ضمن المحاصيل العربية المُعرَّضة لتهديدات قدوم الربيع مبكراً؛ لأنها تعتمد على درجات حرارة محددة لنموها وتطورها، وقد تنخفض إنتاجيتها حال نضوجها قبل اكتمال دورة حياتها.\nوتابع أن تغير سلوك الحشرات نتيجةَ اختلاف موعد بدء الربيع، قد يؤثر على تلقيح محاصيل العدس والحمص والفول، بينما تُهدد إنتاجية محاصيل الفواكه، مثل الحمضيات والعنب والتفاح، بفعل تأثيره على الأزهار.\n\n"قابيل"، الذي يتولى كذلك منصب عضو المجموعة الاستشارية العربية للعلوم والتكنولوجيا، التابعة للمكتب الإقليمي للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث؛ يرى أن التغيرات المناخية تُحتِّم على المزارعين تغيير نماذج الإنتاج، واستخدام أنواع مختلفة من النباتات المقاوِمة لتلك التغيرات.\nيضيف "قابيل"، في حديثه إلينا"، إلى أن الأبحاث العلمية تشير إلى تضرر الطيور التي تعتمد على الحشرات مصدراً للغذاء ومن بينها طائر الهدهد والسنونو، وكذلك الطيور التي تعتمد على المسطحات المائية، كالبجع والبط البري؛ لأن قدوم الربيع مبكراً يساهم في جفاف تلك المسطحات وتراجع أعداد الحشرات.\nعلى الجانب الآخر، قد يؤدي دفء الطقس مبكراً إلى ازدياد انتشار بعض الحشرات الضارة التي تهدد المحاصيل الزراعية؛ إذ يشمل تأثير ارتفاع درجات الحرارة، زيادة نشاط الحشرات، وحاجتها إلى المزيد من الطعام؛ ما يسبب ضرراً أكبر للنباتات، علاوةً على توسيع نطاق انتشارها، وقدرتها على العيش في مناطق جديدة، وفقاً لـ"قابيل"\nعلى سبيل المثال، تُنهِي ذبابة الفاكهة البيضاء دورة حياتها خلال 8 أيام فحسب إذا ما بلغت درجة الحرارة 25 درجة مئوية، مقابل 20 يوماً عند الوجود في درجة حرارة تقتصر على 15 درجة. \n\nفيضانات دبي وحرائق أوروبا.. فوضى الفصول تعبث بربيع 2024\n\nPeople with neurodiversity... Outstanding skills in the face of climate change\n تقارير \nفيضانات دبي وحرائق أوروبا.. فوضى الفصول تعبث بربيع 2024\n تقارير \nPeople with neurodiversity... Outstanding skills in the face of climate change\n تقارير \nهل ينتقل جنون البقر إلى الأسماك؟.. طريقة مثيرة للجدل لإنتاج العلف\n تقارير \nالترمس أم الفشار ؟ .. تسالي ووجبات العيد في ميزان الاستدامة\n تقارير \nلأسباب بيئية.. هذه هي النزهة الأفضل خلال عيد الفطر\n تقارير \nإطلالة رمضان والعيد.. هكذا تنسقين عباءة تراثية أنيقة وصديقة للبيئة\n\n"حقيبة الكوارث".. محاولة إنقاذ ذكريات البشر من الأزمات المناخية\n\nالأهمية البيئية للماشية تضع العلماء في مأزق.. ماذا لو اختفت الأبقار؟\n\nالتغير المناخي يهدد مذاق الشاي.. هل يمكن للعلماء إنقاذه؟\n\nملابس من التمر هندي.. 6 استخدامات لا تعرفها لمشروبك المفضل\n\nمحمد السنباطي: نعيش العصر الذهبي لتغطية قضية تغير المناخ صحفياً\n\nفيضانات دبي وحرائق أوروبا.. فوضى الفصول تعبث بربيع 2024\n\nجيل جديد من الصيادين.. مبادرة لبنانية لحماية مياه المتوسط\n\nطلاب "جرينيو".. مبادرة شبابية لبناء مجتمع أعمال أخضر\n\nلغز المحيط الأحمر.. ماذا ينتظر القارة السمراء في المستقبل؟\n\nPeople with neurodiversity... Outstanding skills in the face of climate change

الخبر من المصدر