كيف يؤثر الهجوم الإيراني على مساعي تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل؟

كيف يؤثر الهجوم الإيراني على مساعي تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل؟

منذ حوالي شهر واحد

كيف يؤثر الهجوم الإيراني على مساعي تقييد المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل؟

رجحت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن يُعقِّد الهجوم الإيراني على إسرائيل، نهاية الأسبوع الماضي، جهود التقدميين في واشنطن لفرض شروط على إرسال أنواع معينة من الأسلحة إلى تل أبيب بسبب الأزمة الإنسانية التي سببتها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.\nوفي خطاب أرسل مساء الأحد، حث أكثر من مائة جمهوري وديمقراطي، رئيس مجلس النواب مايك جونسون، على إجراء تصويت على حزمة مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لإسرائيل.\nوأشارت "فورين بوليسي" في تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني، أمس الاثنين، إلى أن الحزمة التي تبلغ قيمتها 95 مليار دولار، وتتضمن أيضاً مساعدات عسكرية لأوكرانيا وتايوان، جرى تمريرها في مجلس الشيوخ في فبراير الماضي، وتشتمل على 14 مليار دولار مساعدات أمنية لإسرائيل.\nلكنها تعثرت منذ ذلك الحين في مجلس النواب بسبب تحفظات الجمهوريين بشأن تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا.\nومساء السبت، أطلقت طهران أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ في هجوم غير مسبوق على إسرائيل، والذي جاء رداً على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق، مطلع الشهر الحالي، مما أسفر عن مقتل سبعة من كبار قادة الحرس الثوري.\nوزعم مسئولون إسرائيليون أن 99% من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي تم إطلاقها من إيران جرى اعتراضها بنجاح، بينما أصيبت فتاة تبلغ من العمر 7 أعوام في الهجوم.\n*هجوم غير مسبوق في منطقة مضطربة\nوأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه بعد عقود من حرب الظل في شتى أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، يمثل هذا الهجوم المرة الأولى التي تضرب فيها طهران إسرائيل مباشرة، وتخاطر بدفع منطقة مضطربة بالفعل إلى الحافة.\nوبحسب "فورين بوليسي"، سلط الهجوم الإيراني الضوء على التهديدات الجسيمة على أمن إسرائيل حتى بينما تشن حربها التي لا هوادة فيها في غزة، وسيعقد – ربما مؤقتاً فقط – الحسابات السياسية لأولئك الذين يتطلعون لتقليص المساعدات العسكرية الأمريكية إلى إسرائيل.\nوقبل هجوم يوم السبت، كانت عدد متزايد من الديمقراطيين والتقدميين في واشنطن يدعون إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإخضاع المساعدات الأمنية الأمريكية إلى تدقيق أكبر في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قافلة منظمة المطبخ العالمي المركزي الخيرية، الذي أسفر عن مقتل سبعة من موظفي الإغاثة.\nوفي أعقاب تلك الضربة، انضمت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، التي لديها سجل طويل من الدعم القوي لإسرائيل، إلى 39 مشرعاً ديمقراطياً وقعوا على خطاب موجه إلى إدارة بايدن يدعو لوقف عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل حتى إجراء تحقيق كامل.\nكما وقعت بيلوسي أيضاً – إلى جانب اثنين آخرين من النواب الديمقراطيين الذين وقعوا هذا الخطاب، على خطاب أخر يوم الأحد موجه لرئيس مجلس النواب جونسون، يتضمن دعوة لى إجراء تصويت على حزمة مساعدات تكميلية بقيمة مليارات الدولارات إلى إسرائيل.\nوقال متحدث باسم بيلوسي إن موقفها "متسق تماماً"، مضيفاً أنها وقعت خطاب يوم 5 أبريل للدعوة إلى وقف نقل الأسلحة الهجومية حتى إجراء تحقيق مستقبل بشأن الهجوم على أبطال المطبخ العالمي المركزي، وهي خطوات اتخذتها الإدارة وتتخذها. لذا، فهو متوافق تماماً مع خطاب يوم 14 أبريل، الذي يحث مجلس النواب على تناول وتمرير (الحزمة) التكميلية لمجلس الشيوخ".\n *تراجع مؤقت \nوقال مات دوس، كبير مستشاري السياسة الخارجية السابق للسيناتور البارز بيرني ساندرز، إن الدعوات لفرض شروط على المساعدات العسكرية إلى إسرائيل قد تضاءل مؤقتاً، مشيرا إلى أن "هذا موقف كان يحظى بدعم في الحزب لفترة طويلة، والذي تدعمه غالبية الناخبين الديمقراطيين الآن.\n" وأضاف: "لقد جعلته كارثة غزة أكثر وضوحاً، لكن الأمر لا يتعلق فقط بغزة، لكن عما إذا كنا سنطبق بالفعل قوانينا التي تحكم المساعدات العسكرية".\nوبدا أن الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قافلة المنظمة الخيرية، والتي وجد تحقيق أجراه جيش الاحتلال أنها كانت "انتهاكا خطيرا" لإجراءاته، بمثابة نقطة تحول للرئيس بايدن، الذي قال خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد بضعة أيام على الهجوم، إن سياسة إدارته بشأن المضي قدماً ستحددها جهود إسرائيل في تخفيف أضرار المدنيين والمعاناة الإنسانية.\nومع ذلك، لم يوضح مسئولو الإدارة علانية كيف قد تتغير سياستهم حال أخفقت إسرائيل في تلبية المطالب الأمريكية، وهي حقيقة يبدو أنها تتسبب في استياء بين بعض الديمقراطيين.\nوفي حين كانت هناك دعوات متزايدة لفرض شروط على إرسال الأسلحة الهجومية إلى تل أبيب، يظل الدعم للدفاع الصاروخي واسع النطاق، بينما تواجه إسرائيل عدة هجمات صاروخية من حزب الله في لبنان منذ السابع من أكتوبر.\nورأت "فورين بوليسي" أن بايدن، الداعم القوي لإسرائيل منذ فترة طويلة من الزمن، من غير المرجح أن يضع أي قيود بارزة على المساعدات الأمنية لها، مكررًا التزامه الثابت والقوي بأمنها في ضوء هجمات إيران.\nلكن أولئك الذي يدفعون إلى أن تفرض الإدارة ضغوطاً أكبر على الحكومة الإسرائيلية يشيرون إلى عدد من الخطوات التي يمكن للإدارة اتخاذها للمساعدة في الحد من خسائر المدنيين في غزة، دون تقويض القدرات الدفاعية الإسرائيلية.\nوأشارت "فورين بوليسي" إلى أن أحد تلك الخطوات قانون ممر المساعدات الإنسانية، الذي يدعو الرئيس لوقف مبيعات الأسلحة إلى أي بلد يعرف عنه وقف المساعدات الإنسانية، أما الثانية تتمثل في الحد من نقل بعض الذخائر الهجومية إلى إسرائيل، مثل ذات الـ2000 رطل، وهي ما تسمى بالقنابل الخارقة للتحصينات، التي استخدمت المئات منها في غزة.

الخبر من المصدر