رمضان شهر الفتوحات (14).. فتح السند

رمضان شهر الفتوحات (14).. فتح السند

منذ حوالي شهر واحد

رمضان شهر الفتوحات (14).. فتح السند

يعتبر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات في تاريخ الإسلام. عدد كبير من الأحداث الهامة والانتصارات التي غيّرت مسار العالم الإسلامي وقعت خلال هذا الشهر مما جعله شهرًا ذو أهمية كبرى في العالم الإٍسلامي.\nفي هذه السلسة تستعرض الشروق انتصارات المسلمين في رمضان ومنها فتح السند في رمضان 63 هجريًا.\nتمهيد عن بلاد السند\nفي العصور القديمة، كانت شبه القارة الهندية تتكون من قسمين جغرافيين رئيسيين: "بلاد السند والبنجاب" و"بلاد الهند".\nتشير بلاد السند إلى المنطقة المحيطة بنهر السند (المعروف سابقًا بنهر مهران)، الذي ينبع من جبال قشمير ويصب في بحر العرب. تمتد هذه المنطقة من إيران إلى جبال الهمالايا في الشمال الشرقي، مما يترك جنوب شبه القارة الهندية. وتُعتبر اليوم جزءًا كبيرًا من باكستان.\nمن بين مدن السند: الديبل (المعروفة الآن بكراتشي)، وقندابيل، وقيقان، ولاهور، وقصدار، والملتان، التي تقع على أعلى رافد من روافد نهر مهران.\nشهدت بلاد السند سلسلة من الحملات التي قام بها المسلمون لاستكشافها، بدأت هذه الحملات في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، واستمرت خلال حكم عثمان وعلي معاوية.\nحقق المسلمون العديد من الانتصارات وجمعوا غنائم كثيرة، ولكن الفتح المنظم للمنطقة حدث في عهد الوليد بن عبد الملك في رمضان سنة 63 هجريًا.\nبعد توطيد السيطرة الإسلامية في جنوب فارس والقضاء على تمرد ملك سجستان، بدأ الحجاج بن يوسف الثقفي قائد جيش المسلمين، التخطيط لفتح إقليم السند نهائيًا، ذلك بعد أن استولى القراصنة على سفينة بها عائلات مسلمة، واستغاثوا بالملك الوليد بن عبد الملك .\nوبحسب كتاب "موجز عن الفتوحات الإسلامية"، للباحث طه عبد المقصود، أرسلت الدولة الأموية، عدة ولاة لفتح بلاد السند، وشنوا فيلا حملات تلوا الأخرى، قبل أن يُختار محمد بن القاسم الثقفي قائدًا لهذه المهمة، والذي تم تزويده بكل مقومات النصر، بما في ذلك ستة آلاف جندي من سكان الشام، بالإضافة إلى جهاز عسكري متكامل\nوقام محمد بهذه المهمة في هذه الحملة، قام محمد بن القاسم بخطوات عدة، حبق بدأ محمد بن القاسم رحلته من شيراز إلى مكران، حيث أقام لبعض الوقت واستخدمها كنقطة انطلاق للفتح. ثم فتح مدنًا مثل قنزابور وأرمائيل.\nاستمر في التقدم نحو الديبل (المعروفة الآن بكراتشي في باكستان)، حيث حاصرها وفتحها بعد معركة استمرت لثلاثة أيام. قام بتدمير المعابد البوذية وتحويلها إلى مدينة إسلامية، وأقام بها المساجد وأسكنها أربعة آلاف مسلم.\nبعد فتح الديبل، بدأ سكان السند في التوجه نحو التسوية، وأبرم محمد بن القاسم اتفاقات معهم. ثم استمر في التقدم نحو المدن الأخرى، فاستولى على البيرون وحيدر أباد وغيرها باتفاق أو بالقوة.\nواصل محمد بن القاسم توسيع سيطرته، وعبر نهر بياس واقتحم مدينة الملتان في إقليم البنجاب. وكان جيشه يضم خمسين ألف جندي وفارس، وكان من بينهم عشرة آلاف من الجيش الأصلي، وانتهت أعمال ابن القاسم الحربية بإخضاع إقليم "الكيرج" على الحدود السندية الهندية وهزيمة ملكه "دوهر" ومقتله؛ ودخول أهله في طاعة المسلمين.

الخبر من المصدر