من تحت الرُكام للحرية.. قصة «أصحاب الأرض» بين حجب الخوارزميات ورسائل الترويدة | المصري اليوم

من تحت الرُكام للحرية.. قصة «أصحاب الأرض» بين حجب الخوارزميات ورسائل الترويدة | المصري اليوم

منذ حوالي شهر واحد

من تحت الرُكام للحرية.. قصة «أصحاب الأرض» بين حجب الخوارزميات ورسائل الترويدة | المصري اليوم

أوراق أشجار الزيتون المحروقة تنثُرها الرياح في عجز حول آثار أقدام 6 شياطين لا يرون ولا يسمعون، تركوا آثارهم من خراب ودمار اكتسح معه الأخضر واليابس، بمشهد مُظلم لأراضي كساها الحزن، هي رحلة أصحاب الأرض من أسفل الرُكام للحرية.\n«متخافيش احنا في مصر».. ردود أفعال أطفال غزة على الألعاب النارية برمضان بعد الحرب\nالقطاع الصحي في غزة «مات إكلينيكيًا» والمستشفيات بالكامل خارج الخدمة (ملف خاص)\n«دمار ودُمية».. كيف تركت حرب فلسطين آثارها على نفسية أطفال غزة قبل أجسادهم\n«أصحاب الأرض» هو فيديو كليب قدم القضية الفلسطينية بصورة جديدة من نوعها، صورت كثيرًا من معاني ورموز ذات مدلولات تاريخية، فظهر في الفيديو الطفل «حنظلة» يجري بالأنفاق والسيدة مريم العذراء والمسيح يبكوا وسط الدمار، أظهرت المشاهد من تصوير وكلمات ورموز رسائل تخطت كونها مجرد فيديو كليب داعماً للقضية، بل ظهرت في قصة أصحاب الأرض والعزة الذين ينفضون التراب من حولهم حتى يقتنصون النصر لبلادهم.\nتضمنت الأغنية توزيع جديد لفلكور الترويدة الفلسطينية والتي تُقال بطريقة لغوية ابتكرتها السيدات الفلسطينيات قديماً للتحدث دون أن يفهمهم جيش الاحتلال.\nوفي حوار خاص لـ«المصري اليوم»، مع مخرج فيديو كليب أصحاب الأرض للفنانة أصالة والترويدة الفلسطينية، عادل رضوان، حدثنا عن فك رموز رسالة أصحاب الأرض وما واجههم من تحديات وعواقب حذف المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي.\nيقول المخرج عادل رضوان صاحب فكرة كليب أصحاب الأرض لـ «المصري اليوم»،: أن الفكرة جائتني من اكتئاب عنيف سيطر على لأيام عدة انغمست فيها كثيراً بالأحداث بطريقة سيئة أثرت على لدرجة أحلامي بكوابيس عن الأحداث في غزة، فأصبحت غير قادر على العمل أو التجاوز وأثناء بحثي عن القضية اكتشفت ترويدة شمالي فلسطينية تشبه قطعة الآثار في تميزها، وهي عبارة عن فلكلور فلسطيني، ومن هنا بدأت فكرة الكليب، فتواصلت مع صديقي أنس نصري، وكان حينها هو الآخر يعمل على مشروع إحياء التراث الفلسطيني، بأغنية باسم «ريت المركب»، ومن هنا دمجنا الترويدة بأغنية ريت المركب، وغنتها اصالة نصري.\n«كنت بطلع غضبي من الوضع»، وعن توثيق التفاصيل شديدة الدموية الحادثة في غزة وتصويرها في كليب أصحاب الأرض يقول «رضوان»، تضمن الفيديو كثيراً من مشاهد العنف تصويراً للأحداث الحالية، ومنها مشاهد كثيرة جداً تم حذفها بينهم مشهد لهذه الفتاة في خلفيتها الإسرائيلين يتم ذبحهم، لكن قررنا الاكتفاء بمشاهد أقل عنفاً.\nالفيديو يجسد الحاضر والماضي والمستقبل قالها «رضوان» موضحاً أن: المشاهد تم سردها من خيالي ووجهة نظري ومن وتوقعي، فأنا أرى أن الجيل الجديد من الفلسطينيين وهم الشباب الذين خرجوا من تحت الأنقاض هم من سيحررون أرض فلسطين، الأجيال التي شهدت موت أهلها أمام أعينها من أمهات وأباء وأخوات وأصدقاء.\nلذلك جسدتها في المشاهد بخروجهم من بين الركام الذي أحدثه الإسرائيليين أثناء التدمير والذين تم تشبيههم في الكليب بالشياطين، سيتم التخلص منهم وإهلاكهم من نفس الأرض بنفس المكان من أسفل هذا الركام الذين صنعوه.\nتضمن الفيديو مجموعة من المشاهد بأزمنة مختلفة حملت كلاً منهم رسالة خاصة برمزيات متنوعة، فظهر خلالها مجموعة من السيدات يسبحن ويتلون القرآن مع التركيز على آية قرآنية محددة، في إشارة لبداية ظهور الشياطين على أرضهم، وتبعتها رمزية لأول لوحة رُسمت للسيدة مريم العذراء، في التاريخ والتي تعبر عن هروبها من الخراب والدمار حفاظاً على رضيعها وحمايته من مذابح الأطفال.\nكذلك تناوبت مشاهد الفيديو انتشار الشياطين بالأرض المحروقة، وأمامهم طفلة ترتدي الوشاح الفلسطيني، وعرض خلالها المخرج عادل رضوان المفارقة بين شكل المغتصبين للبلاد وهم الكيان الصهيوني مع بداية دخولهم الأرض في حالة ضعف زاحفين، والتغيير الذي طرأ عليهم الآن من تعجرف بعد حرقها.\nأما عن دور مصر استشهد المخرج بمشهد من معبدمصري جنائزي في سقارة، خرجت منه فتاة مصرية في كناية عن دور مصر منذ عهد المصريين القدماء في عون أصحاب الأرض، وحتى الآن هي عنصر رئيسي في دعم القضية، وتبعها ظهور رجُلاً ضخم يسير بثقة وهو مُنتو إله الحرب لدى المصريين القدماء، فيقول «رضوان»، أن ظهور مصر في رمزيات جاء لدورها في دعم القضية من سنين ومحاولة تحريرها بخوض حروب من أجلها عدة مرات طوال عمرها، فرمزت لدور مصر ببني آدم برأس صقر، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تجسيد اله الحرب لدى المصريين القدماء في عمل فني بهذه الطريقة.\nوعن أبرز الرمزيات التي تضمنها الفيديو كان طفل يجري على هيئة شخصية حنظلة يرقص رقصة أصحاب الأرض الشهيرة بالأنفاق، وعنها يعلق رضوان في حديثه لـ «المصري اليوم»، «أن حنظلة بالنسبة إلى هو كل الفلسطينيين، وهو من سيحرر فلسطين «مش أي حد تاني».\nوينتهي الفيديو بخروج أصحاب الأرض ليدمرون الشياطين، وتتحرر الفتاة الفلسطينية وتستطيع حينها الرقص في رمزية للتحرر من الشياطين. بكلمات «ثبت جذورك في التراب فأنت باقٍ ها هُنا، الأرض أرضك يا فتى هذه البلاد بلادنا، يا صاحب الأرض اعتصم فالأرض عرض المتقين».\nرغم حرص صُناع العمل على خروج الفيديو بأفضل شكل تجنباً لقواعد الخوارزميات والتضييق على المحتوى الخاص بالقضية الفلسطينية، إلا أن ردود فعل الخوارزميات لم تقبل رسالة أصحاب الأرض، فأشار «رضوان» إلى أن: الفيديو كليب تمت محاربته جداً في البداية بمجرد نشره، رغم كونه ترند على يوتيوب وتويترفي أول 24 ساعة له،إلا أن فيسبوك لم يعطيه مساحة عرض من البداية، أو تقريباً عُقب بريبورتات عدة، موضحاً أن سابقاً كانت مقاطع الفيديو يتم حذها، ونحاول جاهدين الحديث عنها حتى تعرف عنها الناس فيبحثون بأنفسهم وتنتشر المقاطع الخاصة بالقضية، بينما العكس هو ما يحدث الآن، فيتم النشر دون أزمة لكن بلا أي انتشار، «فا بيفضل الفيديو موجود لكن محدش هيشوفه، حتى لو هتفضل تعمله شير مبيكونش عليه تفاعل».\n«فقدنا الأمل انه يتشاف» أضافها «عادل»، عن طريقة الخوارزميات في التعامل مع المحتوى الداعم للقضية، وأنه لم يتح إلينا حتى الدفع لإعلان ورغم كل هذه المحاولات للتعتيم، «بردو اتشاف».\nوتابع أن التطبيق الذي حذف الفيديو كليب تماماً كان «تيك توك»، وجاء الحذف مرتين الأولى من صفحة «أصحاب الأرض»، والثانية من صفحة «كايرو تايم»، أما انستجرام أرس لنا رسالة تحذيرية بالحذف رغم أنه حصد ما يتجاوز مليون وربع مشاهدة، لكنه الآن مهدد بالحذف في أي لحظة. كذلك تخطى المليون مشاهدة على يوتيوب، وتصدر فترة ترند تويتر.\nاستغرق تصوير المشاهد الخارجي، حوالي ثلاثة أيام وفقاً لمخرج العمل، وجاء التصوير في أماكن متفرقة أبرزها كانت وادي الريان في الفيوم، والصحراء البيضاء، والمنصورية لبناء ديكور غزة.

الخبر من المصدر