المحتوى الرئيسى

البرازيل وإنجلترا مباراة مختلفة

03/28 12:13

** فى فترة التوقف الدولى أقيمت عشرات المباريات الودية على مستوى المنتخبات والأندية، وقد كنت حريصا على متابعة مباراة البرازيل وإنجلترا فى ويمبلى، (الإنجليز والبرازيل لعبا مساء أمس مع بلجيكا وإسبانيا)، فالبرازيل وإنجلترا فريقان لهما جذور خاصة. البرازيل فريق السامبا والموسيقى الكروية قديما والأسود الثلاثة علموا العالم كرة القدم بما فيها البرازيل. ومباريات أبطال كأس العالم خمس مرات تقام دائما فى مواعيد تتعارض مع مواعيدنا الطبيعية، فكانت مباراة الفريقين الودية فرصة للتعرف على ما وصلا إليه. خاصة بعد ثقة ساوث جيت فى قدرة منتخب الأسود الثلاثة فى الفوز بكأس الأمم الأوروبية القادمة وهى البطولة الرابعة الكبيرة التى يقود خلالها المنتخب الإنجليزى، بعد كأس العالم 2018، وكأس أوروبا 2020، وكأس العالم 2022.

** المباراة حفلت بالصراع، بالجرى والخطط والالتحامات القوية وبدا أننا نسمع أصوات ارتطام الأجساد وتبادل الفريقان الهجمات، والأخطاء الدفاعية، والسرعة الزائدة بما يوحى بالعشوائية وصعوبة تغيير الإيقاع لاسيما البرازيل. لكن الاستخلاص السريع من الطرفين أفسد الكثير من الهجمات، وليس كل الهجمات، وإلا ما معنى تلك الاختراقات والدخول المتكرر من الفريقين إلى منطقتى الجزاء؟

** أما منتخب البرازيل فهل ما زال يعانى من أشباح بيلوهوريزونتى المدينة البرازيلية وعاصمة ولاية ميناس جيرايس التى شهدت هزيمة السامبا أمام ألمانيا فى مونديال 2014 بسبعة أهداف؟

** توقعت مباراة مختلفة إذ غاب عن منتخب إنجلترا هارى كين، ولوك شو، وبوكايو ساكا. بينما حضرت البرازيل إلى ويمبلى وهى فى أزمة كما ألمح المدير الفنى الجديد، دوريفال جونيور بقوله: «لا أملك عصا سحرية». وفى النهاية، بدا كما لو أنه يملكها. فقد ظهرت ملامح البرازيل الجديدة بقوة هجومية كان نجمها فينيسوس جونيور ورودريجو ورافيينا، ثم إندريك وكانت المباراة اختبارا للقوة للفريقين، خاصة أن البرازيل منيت بثلاث هزائم فى 6 مباريات وبدت كأنها ما زالت فى مستوى أقل من فرق النخبة الأوروبية. إلا أن المدير الفنى الجديد اهتم بالتمرير والضغط واللعب المباشر السريع، وعلى مهارات فردية معتادة من اللاعبين، وعلى جيل جديد قادم بمتوسط أعمار 26 سنة.

** ورغم فوز البرازيل بهدف سجله إيندريك (17 سنة) فقد استمر منتخب إنجلترا تحت قيادة ساوث جيت يقدم كرة قدم بعيدة عن الكرة الإنجليزية التقليدية فالفريق يلعب على الاستحواذ، والتمرير الأرضى المباشر، والتحولات السريعة دفاعا وهجوما وبعدد كبير من اللاعبين أو كل اللاعبين. وهى الهزيمة الأولى لإنجلترا منذ أن أخرجتها فرنسا من كأس العالم 2022. إنها أول هزيمة على ملعب ويمبلى منذ 2020 (منذ 21 مباراة أمام الدنمارك فى دورى الأمم الأوروبية). وقد تساءل الإنجليز: كيف خسرنا؟

** فى تلك المباراة كان واضحا ماذا يعنى الضغط، وهو ما فعله الفريقان.

وقام الجناحان أنتونى جوردون وفيل فودين بسباقات سريعة لتجاوز ويندل ودانيلو ظهيرى البرازيل. وكان لدى ديكلان رايس دور مهم وهو، مقابلة باكيتا حين يتقدم، ومساعدة رايس فى ذلك وفى الوقت نفسه كان رايس جاهزًا للقفز إلى الأمام عندما تهاجم إنجلترا، ويتقدم معه أيضا إلى مواقف الهجوم ستونز لاسيما فى الشوط الثانى ليلعب الدفاع الإنجليزى بثلاثة لاعبين قبل أن يصاب ووكر ويخرج منتصف الشوط الأول. ومع الضغط المتقدم من جانب الإنجليز ظهرت مساحات فى الخلف استغلها البرازيليون فى الهجمات المضادة السريعة، عبر تمريرات باكيتا لاعب وستهام وهو أفضل لاعبى البرازيل فى المباراة ومن أحداها جاء هدف الفوز.

** المنتخبان خرجا من كأس العالم 2022 فى نفس المرحلة، وخرجا من دور الثمانية بواسطة المتأهلين لنهائى 2018 (إنجلترا أمام فرنسا، والبرازيل أمام كرواتيا). وخسر كلا الفريقين نهائى بطولة قارية كبرى على أرضهما فى عام 2021 أيضًا.

أهم أخبار مقالات

Comments

عاجل