أمجاد على أعتاب القدس (2).. إجنادين: أول معركة فاصلة بين المسلمين والروم

أمجاد على أعتاب القدس (2).. إجنادين: أول معركة فاصلة بين المسلمين والروم

منذ حوالي شهر واحد

أمجاد على أعتاب القدس (2).. إجنادين: أول معركة فاصلة بين المسلمين والروم

ظلت القدس لقرون طويلة درة تاج بلدان المسلمين لتشهد ساحاتها وأكنافها المباركة ملاحم عظيمة سطرتها أيدي الأبطال بدمائهم دفاعا عن مسرى الرسول الكريم وأولي القبلتين ضد الغزاة الطامعين بدءا من قتل الروم ومرورا بكسر الحملات الصليبية تباعا وصد غزوات المغول البربرية، وانتهاء بقتال الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين المباركة.\nوتسرد "الشروق"، وقائع معركة إجنادين بين المسلمين والروم على أرض الخليل الفلسطينية، والتي ورد ذكرها بكتاب فتح الشام لأبو إسماعيل الواقدي.\n• خطة رومية لاستئصال جيش المسلمين\nغضب هرقل قيصر الروم لسماعه بنجاح فتح أول مدينة شامية على يد المسلمين وهي بصرة الشام ليرسل جيشا عظيما من 100 ألف لقتال المسلمين في فلسطين، وكان عدد المتواجدين بفلسطين 700 بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه.\nوكتب عمرو بن العاص للجيوش الإسلامية الـ3 المتفرقة بالشام لنجدته فحضر إليه الجيوش بقيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد.\n• أرض المعركة\nوجمع الروم قواتهم في إجنادين بالخليل، وذلك لكونها تطل على الطرق للقدس ودمشق وساحل البحر.\nوحضر المسلمون وتخطى عددهم الـ30 ألف بقليل ما يعادل ثلث عدد الجيش الرومي، واستعدوا للقتال بداية جماد الأولى 13 للهجرة.\n• صحابي أرعب الروم\nلاحظ الروم اقتراب طليعة جيش المسلمين للاستطلاع، فلاقاهم عدد من فرسان الروم، وكانوا أكثر عددا؛ ليخرج الصحابي ضرار بن الأزور لإشغال الفرسان الروم بعيدا عن المسلمين ليقتل وحده 19 من فرسان الروم ما ألقى الرعب بقلوبهم.\nوأطلق الروم على ضرار رضي الله عنه بعد هذه الوقعة لقب الشيطان عاري الصدر لشدة قتاله ولتخليه عن الدروع والخوذة أثناء القتال.\n• المساومة الفاشلة\nاصطف الجيشان صباح الخامس من جماد فخرج أحد كبار قساوسة الروم، ونادي خالد بن الوليد قائد المسلمين فعرض عليه أن يعطي كل من المسلمين ثوب وعمامة ودينار ولخالد 100 دينار و100 ثوب فكان رد سيف الله المسلول بأن المسلمين ستصير لهم جميع ثياب ودنانير الروم بعد الفتح، ورفض المساومة المتعجرفة من قس الروم.\n• اشتعال الحرب\nأمر خالد بن الوليد المسلمين بالصبر حتى حلول الظهر اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما الروم فرشقوا المسلمين بوابل من السلام وأغاروا علي الميمنة مرة والميسرة مرة أمام صمود من المسلمين.\nأخطأ الروم بكثرة هجماتهم بالميمنة والميسرة وترك القلب مكشوف.\nقرر خالد ابن الوليد بدئ الهجوم مع الظهر وقاد الهجوم ضرار ابن الأزور رضي الله عنه.\nقتل ضرار في تلك الهجمة بنفسه 30 من فرسان وجنود الروم ما أغضب قائدهم وردان، وكان ضرار قد قتل ابنه همذان في حرب سابقة فهم القائد، وردان بمبارزة ضرار بنفسه.\nوعرض بطريرك ووالي مدينة طبرية علي وردان أن يبارز، بدلا منه مقابل أن يزوجه ابنته فخرج لضرار ولكن ضرار قتله بطعنة في كبده.\nوزاد غضب وردان فأرسل البطريرك حاكم عمان الأردنية لمبارزة ضرار ومعه 10 من الفرسان.\nوقرر خالد ابن الوليد التدخل ليهجم بـ10 فرسان والذين ألحقوا خسائر بالروم وأما ضرار فقد قفز عن جواده وتصارع علي الأرض مع بطريرك عمان حتى قتله.\nواستغل المسلمون الفوضي التي وقعت بين جنود الروم وسقوط معنوياتهم بعد مقتل 2 من كبار البطريركية فهاجموا بكل قوتهم حتي غروب الشمس ما أوقع ٣٠٠٠ قتلي من الروم بينهم ١٠ من الملوك والبطريركية.\n• حيلة وردان أمام حيلة خالد\nقرر وردان قائد الروم اللجوء للحيلة فأرسل رسول من نصارى العرب يعرض علي خالد القدوم للمفاوضات وأعد وردان كمين من 10 فرسان لاغتيال خالد.\nوخاف الرسول العربي من انتصار المسلمين يوما فاستغل الفرصة، وأبلغ خالد ابن الوليد بنية وردان الغادرة ليرسل خالد ضرار ابن الأزور لموقع الكمين لمباغتة الفرسان.\nوتمكن ضرار و10 من فرسان المسلمين مباغتة الجنود الروم في موقع الكمين، وكانوا نائمين فقتلوهم.\n• هزيمة ساحقة للروم\nالتقى الجيشان باليوم التالي، وخرج وردان لمفاوضة خالد ابن الوليد فتحدثا حتي اتفقا وقاما للسلام علي بعضهما حينها نادي وردان جنوده الذين في الكمين لقتل خالد ولكن المفاجأة كانت إنه لم يجد سوي ضرار وجنوده الـ10 منقضين نحوه لقتله.\nوتوسل وردان لخالد أن يقتله بنفسه خشية من أن يقتله ضرار والذي يخافه الروم فخلي خالد بين وردان وضرار فذبح ضرار رضي الله عنه وردان فتخبطت معنويات الروم وخسروا بذلك اليوم نحو 47 ألف من القتلى.\nوسقط من المسلمون في تلك المعركة 420 شهداء منهم أروة بنت عبد المطلب عمة الرسول والفضل ابن العباس ابن عم الرسول صلى الله عليه وسلم والطفيل ابن عمرو الدوسي رضي الله عنه وعكرمة ابن أبي جهل، ويقال إن ضرار رضي الله عنه استشهد بعد أن أبلى بلاء حسنا.\nأمجاد على أعتاب القدس (1) معركة يوم فلسطين: انتصار المسلمين على جيش يفوقهم بـ14 مرة

الخبر من المصدر