معتمد عبد الغنى يكتب: محمد سلامة.. وإمبراطورية المخرج النجم - اليوم السابع

فى رحاب الدراما التليفزيونية، حيث تتشابك خيوط القصص والحكايات، برزت أسماء لمعت وتركت بصماتها العميقة على قلوب المشاهدين وأرواحهم، من نور الدمرداش، ملك الفيديو، إلى يحيى العلمى وإسماعيل عبدالحافظ، وصولا إلى مجدى أبو عميرة، هؤلاء المخرجون لم يكتفوا بتقديم أعمال درامية تخطت حدود الإبداع، بل أصبحوا جزءا من كل بيت مصرى فى شهر رمضان، أصدقاء يُرحب بهم فى كل منزل، واليوم، يسير على خطاهم المخرج الشاب محمد سلامة، محملًا بشغف الجيل الجديد ورؤية تعد بمستقبل مشرق للدراما المصرية.\nاستطاع محمد سلامة أن يكون «المخرج النجم» الذى يُقبل المشاهد على متابعة أعماله بشغف، لمعرفته أنه سوف يشاهد دراما اجتماعية خالية من التكلف والاستخفاف بعقل المشاهد، قد يظن البعض أن مفهوم الدراما الاجتماعية الذى يعبر عن مشاكلنا يسهل تنفيذه، ولكن فى الحقيقة هى مهمة صعبة جدا يواجهها أى مخرج، لأنه يحمل مسؤولية كبيرة فى إقناع المشاهد بأن تلك المشاعر والصراعات والمشاكل الأسرية حقيقية وملموسة.\nكسب الرهان مع «راجعين يا هوى»، الذى نجح فى نسج رابط قوىمع المشاهدين. والآن، فى رمضان 2024، يعود ليخوض السباق بمسلسل «إمبراطورية ميم»، وهو أيضًا دراما اجتماعية تتناول بعمق وبساطة موضوع السلطة الأبوية والصراع بين الأجيال، مقدما عملا يعكس الواقع الاجتماعى بكل تعقيداته.\nفى أحد البرامج الحوارية، وصف سلامة علاقته بالمسلسل العائلى بأنه «مسلسل طيب»، وهو مفهوم طبقه على كل جوانب العمل، هذا الأسلوب جعل العائلة التى نتابع يومياتها عبر الشاشة الصغيرة تبدو مألوفة، وتشاركنا نفس المشكلات والأزمات، لهذا «إمبراطورية ميم» ينبض بروح كل بيت مصرى، قدم فيها سلامة أوراقه الرابحة فى الدراما الاجتماعية، متناولا شخصيات متنوعة تعكس الواقع المصرى بكل تفاصيله، ويدير هذه الشخصيات بحرفية عالية، ليتمكن من دخول البيوت بهدوء ويدق على باب قلب المشاهد بلطف، مخالفًا بذلك المخرجين الآخرين الذين يعتمدون على الإيقاع المتوتر والمفاجآت الصادمة.\nهو ببساطة لا يسعى لجعل المشاهد منفعلًا، بل يرغب فى أن يسترخى على الأريكة، يتابع الحدوتة بهدوء ويتأثر بها، محققًا بذلك مقولته: «مسلسل طيب».\nما يميز محمد سلامة قدرته على تقديم دراما اجتماعية تجسد الواقع بصدق، بعيدًا عن الصورة المثالية للعائلة السعيدة التى لا تعكس الحياة اليومية للمشاهد. يقدم عائلة حقيقية يرى فيها المتفرج انعكاسًا لحياته، وهذا ما يجعل أعماله تلامس القلوب وتستحق الإشادة، لأن وراء هذه القدرة على إقناع المشاهد بأن الشخصيات التى يراها على الشاشة عائلة حقيقية، حرفية مخرج واثق من أدواته ورؤيته الفنية.\nشاهد المزيد من أخبار مسلسلات رمضان 2024 عبر بوابة دراما رمضان