حرب غزة: بايدن قرر مواجهة نتنياهو بما هو أقوى من الكلمات - BBC News عربي

حرب غزة: بايدن قرر مواجهة نتنياهو بما هو أقوى من الكلمات - BBC News عربي

منذ حوالي شهر واحد

حرب غزة: بايدن قرر مواجهة نتنياهو بما هو أقوى من الكلمات - BBC News عربي

صدر الصورة، Reuters\nمنذ أسابيع، بدأ صبر الرئيس الأمريكي جو بايدن، وكبار مسؤوليه ينفد إزاء الطريقة التي تخوض بها إسرائيل الحرب في غزة.\nواستخدم المسؤولون الأمريكيون لغة أكثر تشددا بشكل كبير للتعبير عن استيائهم مما يجري في غزة سواء لإسرائيل أو للعالم أجمع.\nيُظهر سماح الولايات المتحدة بتمرير قرار وقف إطلاق النار الأخير من خلال مجلس الأمن، بأن الرئيس بايدن قرر أن الكلمات القوية (تجاه إسرائيل) ليست كافية.\nإن رفع الحماية الدبلوماسية عن سلوك إسرائيل في الحرب يشكل خطوة مهمة، ويُظهر عمق الصدع الذي بدأ يتسع بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.\nورد رئيس الوزراء نتنياهو على القرار الأخير بهجوم انتقادي على أهم حليف لإسرائيل.\nوأدان نتنياهو عدم استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار، قائلا إنه "أضر بالمجهود الحربي ومحاولات تحرير الرهائن الذين احتجزتهم حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، من العام الماضي.\nوقد يعتبر بايدن وكبار مسؤوليه تلك التصريحات بأنها "جحود شديد".\nشرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك\n\nفالرئيس بايدن مرتبط بشدة بإسرائيل، ويطلق على نفسه اسم صهيوني، وقد قدم للشعب الإسرائيلي الدعم العاطفي بالإضافة إلى كل المساعدة العسكرية والدبلوماسية التي تحتاجها دولتهم منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.\nفهو يريد الحرية للرهائن وكذلك تدمير حماس كقوة عسكرية. لكن بايدن يريد من إسرائيل أن تفعل ذلك "بالطريقة الصحيحة"، على حد تعبيره.\nترحيب دولي بتبني مجلس الأمن مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار في غزة، وإسرائيل تنتقد امتناع واشنطن عن التصويت\nهل إقناع نتنياهو والسنوار بالموافقة على صفقة أمر بعيد المنال؟- ذا ناشيونال\nما أهم بنود مشروع القرار الأمريكي الجديد لوقف إطلاق النار في غزة؟\nما حقيقة صور الأسرى في مجمع الشفاء وتفجير مبنى الجراحات؟\nفي الأسابيع الأولى المدمرة من الحرب في غزة، حذر الرئيس بايدن إسرائيل من أن يعميها الغضب، كما فعلت أمريكا بعد هجمات القاعدة في 11 سبتمبر/أيلول 2001.\nسافر الرئيس الأمريكي بنفسه إلى إسرائيل، وواسى عائلات ضحايا هجمات حماس، بل واحتضن نتنياهو، الذي لم تكن علاقته به سهلة على الإطلاق.\nوطلب بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، الذي زار إسرائيل ست مرات منذ هجمات أكتوبر/تشرين الأول، من إسرائيل مرارا وتكرارا احترام القانون الإنساني الدولي، الذي يتضمن الالتزام بحماية المدنيين.\nفي بداية الحرب، وبينما كانت الولايات المتحدة تدرس الموقف وتجهز تحذيراتها الأولى، وعد رئيس الوزراء نتنياهو الإسرائيليين بما أسماه "الانتقام العظيم".\nومنذ ذلك الحين، قُتل أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، بأسلحة قدمت معظمها الولايات المتحدة.\nومع تدمير غزة، والمجاعة التي تلوح في الأفق بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين، واحتمال سقوط العديد من القتلى في الهجوم الإسرائيلي على رفح في جنوب غزة، يبدو أن الرئيس بايدن قد سئم من تجاهل نصيحته.\nوتدعي إسرائيل أنها تحترم دائما قوانين الحرب وتنفي أنها تمنع المساعدات الإنسانية لشعب غزة.\nولكن هناك أدلة متراكمة على أن الإسرائيليين لا يقولون الحقيقة، حيث يموت الأطفال من الجوع على بعد أميال قليلة من مخازن الغذاء الوفيرة في إسرائيل ومصر.\nوترى الولايات المتحدة ومعها بقية دول العالم الأدلة التي قدمتها الأمم المتحدة ووكالات المعونة، وجميعها تشير إلى أن غزة على حافة المجاعة.\nيقوم الجيش الأمريكي بإسقاط المساعدات جوا وإنشاء رصيف مؤقت عبر المحيط الأطلسي حتى تتمكن الإمدادات من الوصول إلى غزة عن طريق البحر، في حين تسمح إسرائيل بدخول كميات صغيرة فقط عبر ميناء أشدود، وهو محطة حاويات حديثة تقع على بعد نصف ساعة فقط بالسيارة شمال غزة.\nوجاء قرار واشنطن بعدم استخدام حق النقض ضد قرار وقف إطلاق النار في شهر رمضان، بمثابة محاولة من جانب الأمريكيين للرد على الاتهامات بأنهم أطلقوا يد إسرائيل في غزة.\nيأتي ذلك بعد أن رفض رئيس الوزراء نتنياهو بشدة خطط إدارة بايدن لإيجاد طريقة لحل أسوأ أزمة في الشرق الأوسط منذ عقود.\nويحاول الأمريكيون أن يظهروا أن حصانة إسرائيل من العقاب أمام الضغوط الدولية لها حدود.\nوتعتبر قرارات مجلس الأمن عادة بنفس قوة القانون الدولي. ويجب على إسرائيل أن تقرر الآن ما إذا كانت ستحترم القرار الذي رحبت به حماس والممثل الفلسطيني لدى الأمم المتحدة.\nلكن حكومة نتنياهو الائتلافية تعتمد على دعم المتطرفين اليهود القوميين. وسوف يحثون نتنياهو على تجاهل القرار. وإذا فعل ذلك، فسوف يكون لزاما على الولايات المتحدة أن ترد.\nوإذا لم تكن المزيد من الكلمات الأمريكية كافية بالنسبة لنتنياهو، فإن أهم أداة تحت تصرف الرئيس بايدن هي السيطرة على الجسر الجوي الذي يمد الأسلحة إلى إسرائيل من خلال عشرات الرحلات الجوية بطائرات النقل الضخمة التي تجلب الذخائر التي استخدمتها إسرائيل أو التي ستحتاجها إذا أرادت المضي قدما في خطتها لتوسيع الحرب البرية إلى رفح.\nإن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل عميق، ويعود إلى عام 1948 عندما اعترف الرئيس الأمريكي هاري ترومان باستقلال إسرائيل بعد 11 دقيقة من إعلان قيامها، ولكن هذا الحالف كان أحيانا يعاني اختلالا وظيفيا.\nوتقع الأزمات بين الجانبين عندما تتحدى إسرائيل رغبات الرؤساء الأمريكيين، وتضر بما يعتبرونه مصالح أمريكية.\nليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها بنيامين نتنياهو غضب المسؤولين في البيت الأبيض، فهو دائما ما يفعل هذا بانتظام منذ أن أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل لأول مرة في عام 1996.\nلكن تحديه للولايات المتحدة لم يكن طويلا وصعبا مثلما فعل هذه المرة، كما لم يواجه التحالف الأمريكي الإسرائيلي الطويل أزمة على هذه الدرجة من الخطورة مثل تلك التي تطورت خلال ما يقرب من ستة أشهر من حرب غزة.\n© سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

الخبر من المصدر