كيت ميدلتون: كيف كشف فيديو أميرة ويلز عن صعوبة عمل العلاقات العامة في العائلة الملكية؟ - BBC News عربي

كيت ميدلتون: كيف كشف فيديو أميرة ويلز عن صعوبة عمل العلاقات العامة في العائلة الملكية؟ - BBC News عربي

منذ شهرين

كيت ميدلتون: كيف كشف فيديو أميرة ويلز عن صعوبة عمل العلاقات العامة في العائلة الملكية؟ - BBC News عربي

صدر الصورة، Getty Images\nلا شك أن تشخيص الإصابة بالسرطان مسبّب للضيق، لكن معظم مَن يعلم بإصابته بذلك المرض لا يشعر أنه مضطر إلى القيام بتسجيلٍ سيشاهده الملايين.\nوكانت أميرة ويلز وعائلتها قد طالبوا بالحفاظ على خصوصيتهم. لكنْ في يوم ربيعي بديع، وفي مواجهة مباشرة لعدسة الكاميرا، شاهدنا أميرةً قررت أن تتعامل مع أخبار صادمة، وأن تعلن بنفسها تلك الأخبار.\nوعلى مدى أسابيع شاعت أقاويل بأن استراتيجية العلاقات العامة التي يتبناها قصر كنسينغتون لم تُجدِ نفعا؛ فقد انتشرت شائعات عبر الإنترنت انتشار النار في الهشيم، وترددت في أثرها عبر وسائل الإعلام حول العالم نظريات المؤامرة الخالية من أي دليل.\nثم جاءت كارثة صورة عيد الأم، التي كان الهدف منها إخماد لهيب نظريات المؤامرة، لكن ما حدث أنها أججّت ذلك اللهيب (وإنْ كنت أشك في أن فريق العلاقات العامة في القصر قد علم بأمر تعديل الصورة وقت نشرها).\nوقد بدا أن الفيديو العاطفي الذي بثّته الأميرة كاثرين قد جاء ليُعيد ضبط الأمور. ولطالما حرصت السلطات في القصر على الإيضاح بجلاء أن هذه كانت دائما هي الخطة؛ فكما أطلع الملك الأمة على حقيقة إصابته بالسرطان، عقدت الأميرة العزم على أن تفعل الشيء نفسه، وجرى اختيار التوقيت بحيث يتزامن مع عطلات الأطفال من المدارس.\nوبينما تواجه كاثرين وعائلتها كل ذلك، تشيع الآن حالة من الغضب مما قد يراه البعض تنمّرا على الأميرة، ومن الترويج لأنها اضطرت إلى عمل فيديو بدلا من اتخاذ المسار الأكثر شيوعا عبر كتابة بيانات.\nوقال السير كريغ أوليفر، مدير الاتصالات السابق في داوننغ ستريت لبي بي سي: "أحد المعاني المبطّنة التي انطوت عليها رسالة أميرة ويلز هو بوضوح: رجاءً فكّروا قبل أن تخوضوا في تكهنات مؤلمة".\nوكان قصر كنسينغتون واضحا في أن كاثرين لها الحق في الخصوصية. وأعرب القائمو ن على القصر عن ذهولهم من سرعة انتشار الشائعات بمجرد اختفاء الأميرة عن أنظار العامة.\nصدر الصورة، Reuters\nصعوبة عمل العلاقات العامة في العائلة الملكية أصبحت أمرا واضحا في زمن الإنترنت\nشرح معمق لقصة بارزة من أخباراليوم، لمساعدتك على فهم أهم الأحداث حولك وأثرها على حياتك\n\nولابد أن الأمر كان مسببا للضيق، بأن يبث التليفزيون الأمريكي -في ظل تشخيص إصابة كاثرين بالسرطان- تساؤلات عن زواج الأميرة، وأن تشيع تكهنات غريبة عبر الإنترنت. والأكثر من ذلك، هو عدد المشاهدات التي حققتها تلك الشائعات.\nوعلى نحو مختلف تماما، ذكّرني فيديو كاثرين بخطاب تليفزيوني ألقته الملكة إليزابيث الثانية عقب وفاة الأميرة ديانا. وكانت الملكة الراحلة قد شعرت أنها مضطرة أن تظهر للعامة بعد انتقادات في الصحافة في ذلك الوقت بسبب غياب الملكة.\nوقد كانت الملكة أيضا تحاول أن تحمي عائلتها وأن تجعل الأولوية لأحفادها بعد وفاة أمّهم. وكان على الملكة أن تعدّل استراتيجيتها؛ ذلك أن دورها كجدة من جانب ودورها كملكة من جانب آخر يجذبانها في اتجاهين مختلفين.\nوقد سمعنا، على مدى أسابيع، انتقادات بأن القصر قد فقد السيطرة على الخطاب وبأن العلامة الملكية قد تلقّت ضربة. ولكن من الصعب الموازنة بين مطالب الأمة من جهة ومطالب العائلة من جهة أخرى، وقد كشفت أخبار كاثرين الصحية سرّ اختفائها عن الأنظار مؤخرا.\nوقد حصل الفيديو على ثناء أولئك الذين يفهمون طبيعة عمل العلاقات العامة بالقصر.\nوقد أثنى ستيوارت هيغينز، رئيس تحرير صحيفة الصن السابق وهو أيضا مصاب بالسرطان، على ما وصفه بأنه "شجاعة ووقار ورباطة جأش لدى مواجهة الكاميرا" من جانب الأميرة، بدلا من أن تترك الأمر للقائمين على قصر كنسينغتون لينشروا رسالة نيابة عنها.\nويرى هيغينز أن الكشف عن تشخيص الإصابة بالسرطان هو "أمر شخصي للغاية وليس غير الأميرة وعائلتها الصغيرة مَن يملكون قرار إعلان مثل هذا الخبر الصادم".\nولا يعتقد هيغينز أن اللغط الإعلامي الذي أثير حول سبب اختفاء كاثرين هو ما دفعها إلى الكشف عن إصابتها بالسرطان، وإنما هو يعكس "قلقا هائلا وحُبا واحتراما كبيرين لامرأة ستكون مليكتنا في المستقبل".\nوقال هيغينز: "أعتقد أنه ينبغي علينا جميعا أن نتمنى لها الخير وأن نتطلع إلى رؤيتها عندما تجد في نفسها استعدادا لرؤيتنا".\nوقال تشارلز أنسون، المتحدث السابق باسم الملكة إليزابيث الثانية لبي بي سي، إن "الوقوف على التسلسل الصحيح للمعلومات هو مهمة بالغة الصعوبة في زمن الإنترنت"، لكن قرار عمل فيديو الأميرة "كان صائبا تماما فيما يتعلق بإطلاع العامة على حقيقة الأمر مع توفير نطاق آمن للأسرة في الوقت نفسه".\nلكن لا شك أن هناك صدمة حقيقية من كَمّ الشائعات الخبيثة والقاسية التي جرى تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر عدد من وسائل الإعلام حول العالم على مدى الشهور الماضية.\nوبحسب عديدين ممن يتفهمون طبيعة عمل العلاقات العامة في القصر، فإن ما حدث هو الأسوأ على الإطلاق.\nويقول خبير العلاقات العامة مارك بوركاوسكي إن العمل مع العائلات الملكية "هو أصعب وظيفة في العالم... هناك أيام جيدة وأخرى سيئة". لكن بيان الأميرة "وضع الأمور في نصابها".\nويضيف بوركاوسكي: "لقد استطاعوا أن يستعيدوا السيطرة". فيديو أميرة ويلز أطلق سيلا من الحب والتعاطف في كل أنحاء المملكة المتحدة وما حولها.\n© سياستنا بخصوص الروابط الخارجية.

الخبر من المصدر